الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يهنى عمال الجنوب بعيدهم العالمي

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تقف أمام تدهور خدمة الكهرباء وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في الجنوب.. انفوجرافيك

الكثيري يرأس اجتماعاً لقيادة السلطة المحلية والقوات العسكرية والأمنية بالعاصمة عدن.. انفوجرافيك



كتابات وآراء


الأحد - 11 أغسطس 2024 - الساعة 09:09 م

كُتب بواسطة : محمد ناصر العولقي - ارشيف الكاتب




لا يمكن أن تقوم قائمة لأي شعب إلا بالوعي الخلّاق وهو لا يعني الثقافة العالية فقط بل والإدراك الواعي للواقع أيضا ، والتعامل معه بحكمة وصدق ونزاهة .
وإذا لفتنا الى الخطاب السياسي والإعلامي بشكله العام في بلادنا وجدناه في المجمل ينبني على أربعة عناصر :
الكذب والتضليل ( التلاعب بالعقول )
التبرير ( التهرب من المسؤلية )
الإشاعة ( تكريس التلقي السمعي بدلا من التحقق والمعاينة )
التربص بالآخر ( إعادة إنتاج الخصومة واستجرار الصراعات )
وقد أفرز ذلك وعيا مشوشا وضبابيا عند الجماهير يفقدها القدرة على التمييز بين التنوير والتهييج والبيان والتعمية والأصالة والتزييف ، واليقين والتخمين ، وعندما تفقد الجماهير قدرتها على التمييز فإن التمييع يحل محل الحق ، والتهريج يحل محل المعرفة ، والانقياد يحل محل الاختيار ، والسعر يحل محل القيمة .
ويرجع ذلك في الأساس الى أن أغلب من يتسيدون عملية توجيه اهتمام الرأي العام ، ويحظون بتزاحم رواد وسائل التواصل الاجتماعي على حساباتهم وصفحاتهم هم أشخاص متواضعوا الثقافة ، ومحدودوا الأفق ، وشحيحوا القدرة على الإبداع ، بل أن البعض منهم قد أصبحت حماقته ورعونته وسطحيته وتفاهته هي سبب شهرته وإقبال المتابعين عليه والتأثر به واتخاذ ما ينشره ويروج له معيارا للصواب ونبراسا للحقيقة .
إن موجه عاتية من الوعي المزيف تجتاح عقل المجتمع ، وتلوث بصيرة جزء كبير من أفراده بسبب افتقار الخطاب السياسي والإعلامي للقدرة على إنتاج الوعي الخلاق ، وتسيد الطارئين لعملية توجيه دفته ، وتمكين الأقل كفاءة والأقل خبرة لزمام المؤسسات المناط بها إحداث الإصلاحات المناسبة لتغيير هذا النمط من الوعي ، ووضع الأسس والمعالجات لبناء وعي خلاق يقلص من مساحة ذلك الوعي المزيف شيئا فشيئا الى أن يتمكن من إزاحته الى الظل والحلول مكانه .