كتابات وآراء


الإثنين - 26 فبراير 2024 - الساعة 10:26 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب




لمواصلة مشوارنا النضالي الجنوبي السياسي والعسكري نحو تحقيق استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة علينا أخذ الخيار الأنسب والمتمثل في المحافظة على ما استطعنا تحقيقه من خطوات نضالية كبيرة وجبارة لايستهان بها ومن ثم الانطلاق نحو العمل بحرص وإخلاص وشفافية ونزاهة ووطنية ومهنية نحو استكمال التوجه السياسي النضالي الجنوبي والاقتراب من إعلان استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة .

يعد المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان النضالي الجنوبي الوحيد الذي استطاع أن يوحد في طياته المكونات السياسية النضالية السلمية الجنوبية التي تأسست أثناء نظام المدعو علي عبدالله صالح وكذلك استطاع أن يوحد القوى والمكونات العسكرية الجنوبية التي تشكلت أثناء الغزو الحوثي العفاشي على الجنوب في العام 2015 م ، كما كان للمجلس الانتقالي الجنوبي دوره الريادي في تشكيل وإظهار مؤسسات المجتمع الجنوبي المهنية والعمالية كالنقابات والاتحادات والأندية ومنظمات المجتمع الجنوبي المحلية والمنسقيات مع المنظمات الإقليمية والدولية ، فكان المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان الجنوبي ذات الشعبية الجنوبية الساحقة وهو الكيان الجامع لجميع فئات الشعب الجنوبي .

على ذلك يجب أن لانفرط بالانتصارات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والحوارات واللقاءات المجتمعية والوطنية التي استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيقها بسبب المشكلات الاقتصادية والمعيشية والخدمية التي تعمدت القوى اليمنية ومعها بعض الدول الإقليمية خلقها كأوضاع رافقت تلك الانتصارات الجنوبية حتى يقللون من شأن قيمتها عند شعب الجنوب.

فليكون خيارنا الوطني الجنوبي الأنسب هو العمل من داخل تلك الانتصارات المتحققة ، فمثلا لقاء الحوار الوطني التشاوري الجنوبي المنعقد في العاصمة الجنوبية عدن في هذا اللقاء تحقق الإجماع الجنوبي الساحق تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي منه يجب أن ننطلق نحو تقوية اللحمة الجنوبية وتعزيزها وليس الرجوع إلى الخلف والتغني أننا نحن الجنوبيين مازلنا منقسمين ولم نتوحد بسبب بعض الأصوات الناعقة هنا وهناك التي لم تشاء للجنوبيين أن يتوحدوا أصلا تحت أي مظلة ، كون وظيفة تلك الاصوات هي شق الصف الجنوبي كمهمة تبين استمرار تبعيتهم السياسية للقوى اليمنية الوحدوية ورضى تلك القوى عنها .

كذلك تأسيس وتشكيل القوات المسلحة والأمن الجنوبي ، بهذه المؤسستين الجنوبيتين يجب العمل بإيجابية كبيرة في الدفاع عن حدود دولة الجنوب من الأعتداءات المتكررة لميليشيات الإخوان والحوثي وحفظ أمن المحافظات الجنوبية من الفوضى الخلاقة ومن الأرهاب بكافة أشكاله التي تحاول القوى اليمنية تصديره إلى الجنوب ومحاولة إلصاقة بنا ، ومن ثم العمل في الحفاظ على تلك المؤسستين كمؤسستين مستقلة جنوبيا ، وأيضا ماكان من مخرجات اتفاق الرياض في تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب واليمن ووجود وزراء قياديين في الانتقالي الجنوبي داخل تلك الحكومة فأنه يتوجب على قيادات الانتقالي من الوزراء والمحافظين والوكلاء ومدراء العموم والموظفين العاميين الذين حظوا بوظائف سلطوية أن لا يتقاعسوا عن أداء واجبهم الوطني النضالي الجنوبي من داخل تلك المناصب بسبب عدم تنفيذ الكثير من بنود اتفاق الرياض بل يجب عليهم العمل بمهنية وإخلاص ووطنية من داخل تلك المناصب وبإيجابية مماهو متاح لهم فيما يكون في مصلحة شعب الجنوب المعيشية والخدمية ومصلحة القضية الجنوبية التحررية .

وأيضا ما كان من مخرجات مشاورات الرياض التي فيها تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي التي فيه يتواجد ثلاثه أعضاء بارزين من قيادات الانتقالي الجنوبي كنواب لرئيس مجلس القيادة ، رغم عدم تنفيذ تلك المخرجات بحذافيرها إلا أنه يجب استغلالها الاستغلال الصحيح من قبل قيادات الانتقالي في توجيه وزراء ومحافظي ومدراء الانتقالي التوجيه الصحيح للعمل لمصلحة شعب الجنوب وقضيته التحررية وفق آلية معدة مسبقا من قبل رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وكذلك الاستفادة من منصب نائب الرئيس في توجيه وحث بقية الوزراء والمسؤوليين نحو العمل الإيجابي لمصلحة المواطنيين كلقاء الرئيس الزبيدي برئيس الوزراء الجديد أحمد عوض بن مبارك ، وايضا ما كان من قبل نائب الرئيس فرج البحسني من مجهودات كبيرة في توحيد أبناء محافظة حضرموت تحت قيادة حضرمية انتقالية موحدة ، وأيضا قيادة النائب أبو زرعة المحرمي لألوية العمالقة الجنوبية وبطولاتها في الدفاع عن أرض الجنوب وحدود دولته وماحققته تلك القوات من انتصارات عسكرية على أرض الواقع ، ولمجلس العموم الجنوبي يجب أن يكون له دورا رياديا قويا للتعبير عن صوت الشعب الجنوبي في فرض الخيارات النضالية الجنوبية السيادية لتجاوز التحديات والمؤامرات التي تحاك داخليا وخارجيا ضد شعب الجنوب وثورته وقضيته .

يجب أن تكون هذه هي خياراتنا الأنسب في استكمال تحقيق التوجه السياسي النضالي الجنوبي حتى نجاح الظروف الموضوعية والذاتية للثورة الجنوبية والانتقال إلى خيار تشكيل حكومة جنوبية مستقلة .