رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الثلاثاء - 27 يوليه 2021 - الساعة 05:27 م

كُتب بواسطة : بدر العرابي - ارشيف الكاتب


كنت أظن وماأزال أظن ، أن الكواكب لا ترحل قبل أن تبدد مساحة الظلام كاملة في الأرض .
أستاذي ونبع ثقافتي وعلمي ومعرفتي وخبرتي العلمية الدكتور الصديق الأكثر من شفيق عبدالكريم أسعد قحطان ، الوهج الذي لم أزل منذ أمطر وأمزن ضوؤه على ذهني وتفكيري _ لم أزل ضامئاً لانهماره في ذاكرتي وذهني ..
كيف ينحسر الوهج ويطوي سجله من على عيوننا وقلوبنا الصامئة ..إنه كالماء البارد الذي نعب منه بلذة لكننا لا نرتوي ولانشبع منه ..
رحل الكوكب المعجزة وتركنا كأعجاز نخل تخوي في غيض فراقه .
رحل عزيز الجنوب وعدن والأدب العربي دون سابق توقع منا أن ترحل الكواكب العالية في السماء ..رحل الجمال عن الأرض وذبلت أنامل الأمل على عتبة أبصارنا التي تسمرت منذ زمن بين أنامله الدافقة بالمعرفة والحكمة والإعجاز العلمي والثقافي .
رحل الوهج خلسةً من اعتقادنا الضعيف أن الكواكب سترحل يوماً ما وتتركنا نتخبط في الظلمة دون سابق اعتقاد منا وقبل أن نحتاط بقالب من نوره نقتطعه خفيةً ونحفظه كهادي لنا في غيابه .
أيها الغياب الجبان ، لماذا لم تهمس في مسامعنا أنك ستغامر وتخطف هذا الوهج من أمام أعيننا ذات لحظة .
كما أنا محزون الآن !!
وكم أنا موءود برحيلك يا أبا نادر ويا أبي وصديقي وأخي ورفيقي وساكن مهجتي ومخيلتي وقلبي وأحشائي وذاكرتي !! كم أنا قليل جداً الآن بغيابك وأكاد أتلاشى ..آه لو كنت ومضت لي أو وشيت لي خفية أنك سترحل ،حتى أستطيع تحضير ألمي وحزني وأقاربه ؛ كي لا يتدفق في أحشائي دفعةً واحدة .. أي رحيل هذا !! وأي وجع هذا الذي يدس مخالبه بداخلي دون وازع من رحمة !!
إنني أحس بانطفاء يمتد في داخلي .. لا أدري هل هو الحزن والوجع لفراقك ، أم أنه عاقبة رحيلك التي ليس لها نهاية .
رحلت أيها العزيز العزيز العزيز وتركتني أسحب ثقل غيابك وحدي ولا أدري إلى أين الوجهة ..أتأمل السماء فلا أراك حيث كنت في كل لحظة كنت أراك فيها حين أحس بجفاف بصيرتي ويباس ذهني .. كنت ألطف الجفاف وألينه بقطرة من وجهك فأعاود لصلاحيتي من جديد ..كنت ألوذ بوجهك من ظلمة تداهمني في كل لحظة .
أيها العزيز العزيز العزيز ..إلى حد اللحظة وأنا أحاول مواساة حضوري الإنساني وذاكرتي وذهني ، وأخادعهما على أنك لم ترحل بعد ! ...سأظل كذلك إلى أن أحس بأنني وداخلي ،أستطيع استيعاب رحيلك .. وحينها سأقيم خيمة عزائي بداخلي لنفسي أيها العزيز .
أراك لاحقاً أيها الكوكب وسأظل في الموعد كل مساء ،عسى تكذب الدنيا وأراك يانعاً هناك كعادتك .

ابنك وصديقك وغرس يديك / بدر العرابي .