رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الإثنين - 10 أغسطس 2020 - الساعة 02:26 م

كُتب بواسطة : د . أحمد عقيل باراس - ارشيف الكاتب


من الخطاء الافراط في التفاؤل و التوهم بان التفاهمات الاخيره التي جرت في العاصمه السعوديه الرياض بين فريقي التفاوض للانتقالي و للشرعيه و التي عرفت بآليه تسريع خطوات تنفيذ اتفاق الرياض و ما تمخض عنها من تكليف الرئيس هادي لرئيس الحكومه الحالي معين عبدالملك بتشكيل حكومه جديده مناصفه بين الشمال و الجنوب يكون المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً فيها و كذا قيامه باصدار قرارين هامين قضيا بتعيين محافظ و مدير امن لعدن من الخطاء الافراط في التفاؤل و اعتبار هذه التفاهمات و ماتلاها من قرارات هي نهايه المطاف او انها بمثابه الحل النموذجي للصراعات التي جرت بين الشرعيه و بين الانتقالي طوال الفترات الماضيه اذ و برغم الاعلان عن هذه الخطوات لا تزال اسباب هذه الصراعات قائمه و حاضره بل و تبدو اكثر وضوحاً عن ذي قبل فالانتقالي ازداد اليوم ثقه بالنفس و اصبح اكثر صلابه و قوه و تمسكاً بخيار استعاده الدوله و بات نفوذه يترسخ و يتمدد بشكل اكبر في عموم محافظات الجنوب بما فيها شبوه و وادي حضرموت المسيطر عليهما من قبل الاخوان و غدئ يحظى بتفهم لدى بعض قطاعات و نخب الشمال و في المقابل ازداد الطرف الجنوبي الاخر المنتمي للشرعيه ارتهاناً و خضوعاً لهيمنه القرار الشمالي الاخواني ليصبح هذا الطرف مجرد اداه او دميه لتنفيذ اجنده قوى الشمال الاخوانيه الراغبه في اعاده اخضاع الجنوب و بالتالي و وفقاً لهذه المعطيات فان هذه التفاهمات لا تملك شيئاً من اسباب و فرص النجاح سوئ شخصيه الراعي لهذا الاتفاق المتمثل في الشقيقه الكبرى المملكه العربيه السعوديه التي لولا جهودها و ضغوطاتها على الطرفين لما رأت هذه التفاهمات و هذا الاتفاق النور .

و بعيداً عن الدخول في تفاصيل الآليه التنفيذيه و ماحوته من خطوات لتسريع اتفاق الرياض او حتى اتفاق الرياض نفسه فاننا لسنا بحاجه لعين ثاقبه لنرى عوامل الخلاف التي تبدو اكثر بكثير من عوامل الالتقاء في هذا الاتفاق و في هذه التفاهمات لدرجه انه و مهما كانت جديه المجلس الانتقالي في الالتزام ببنود الاتفاق و حرصه على تنفيذ ما جاء فيه و في آليته التنفيذيه برغم انتقاصه من المكاسب التي حققها على الارض فان مايعرف مجازاً بالشرعيه غير جاده و لا ترغب في تنفيذ بنوده الا بمايتوافق مع اهوائها و مصالحها و حتى لو وجدت بعض العناصر الوطنيه داخل صفوف هذه المنظومه فانها تظل مجرد صوت خافت لا حراك فيه و مايصعب الامر عليها ( اي هذه المنظومه ) الخليط الغريب و الهجين الذي تحويه و تتكون منه اذ تتشكل من قوى لا تحمل اي مشروع او حتى فكر وطني يستوعب كل اليمن شماله وجنوبه و لا يجمع بينها و يوحدها سوى الحقد و الرغبه في اخضاع الجنوب و اعاده السيطره عليه فكل قوه من هذه القوى الهجينه تنطلق من حساباتها الشخصيه الضيقه تجاه الجنوب فهناك قوى عقائديه تريد السيطره على الجنوب في اطار مشروعها العابر للحدود و للاقليم و هناك قوى نفعيه شماليه و جنوبيه تتكسب من الحرب و تستفيد منها و من اطاله امد الصراع و هناك قوى مناطقيه جنوبيه يدفعها فقط حقدها و حميه الثار و روح الانتقام على خلفيه صراعات الماضي و بالتالي لا تستطيع الرياض و مهما بلغ تاثيرها ان تلجم هذه القوى او تفرض عليها الجنوح للسلم و ما استمرار تدفق امدادات السلاح و الذخيره من مارب الى هذه القوى مجتمعه في شقره الى يومنا هذا و كذا استمرار الخروقات اليوميه من قبلهم و تصاعد هجماتهم امام مرئى ومسمع اللجنه السعوديه المشرفه على تنفيذ وقف اطلاق النار في جبهه محور ابين دونما ان تحرك ساكناً الا دليل واضح على عدم رغبه المملكه الدخول في صراع مع هذا الهجين الذي تتشكل منه الشرعيه اما ضعفاً و اما لسياسه النفس الطويل التي تتبعها المملكه مع اطراف الصراع في اليمن عموماً .

لذلك كله شئنا ام ابينا نحن اليوم على عتبه نزال قادم لا محاله اذ تعمل هذه الشرعيه الهجينه و مليشياتها على التحضير حالياً و الاستعداد في شقره لغزوه جديده للجنوب و لا يبقا امامنا نحن الجنوبيين و مجلسنا الانتقالي و قواتنا المسلحه الا الاستعداد الامثل لخوض هذا النزال و التصدي لاي غزو قادم في اطار حق الدفاع عن النفس و علينا عدم الركون لتفاهمات اتفاقيه لا يحترم بنودها من وقع عليها و لا يملك من رعاها القدره على لجم من يرفض احترامها .