رئاسة الانتقالي تناقش ما تم إنجازه في برنامج التعافي الاقتصادي وتؤكد ضرورة التكاتف لاستدامة التحسّن.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يلتقي وفد منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية ويشيد بدورها الإنساني والطبي.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يؤكد حرص الدولة على دعم الاستثمارات المحلية.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الخميس - 04 أبريل 2019 - الساعة 03:11 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / تقرير / علاء عادل حنش

  • جيش "الجنوب" يؤمّن دولته

  • حرب الدولتين.. الضالع (أنموذج)

لا شك أن الحليم سيفهم بسهولة مجريات ما يحدث في واقع اليمن، وسيصل، بلا أدنى شك، إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها، تتمثل في أن الدولة الواحدة أصبحت دولتين من نواحي عدة، أهمها الجيش والمطارات والممرات البرية والبحرية والجوية ووسائل الاتصالات وغيرها، وكل ما تبقى من الوحدة اليمنية التي وقعها طرفاها في 21 مايو/ أيار عام 1990م، فقط الاسم، فحتى العَلَم أصبح عَلَمين، ولم يُعد الجنوبيون يعترفون بعلم الوحدة، بل إن الوحدة نفسها أصبحت حلمًا مفزعًا لا يطيقه أي جنوبي ذاق صنوف الإهمال والتهميش والتعذيب والمعاناة.

فلا أحد ينكر أن الوحدة كانت حلمًا يراود الجنوبيين، تلك الوحدة القائمة على أُسس عادلة ومتساوية، لا على التهميش والاقصاء.. فمثلما يعلم الغالبية أن الجنوبيين كانوا ينشدون الوحدة لهدف أسمى وأبعد يتمثل في تحقيق وحدة عربية، غير أن نظام صنعاء الذي كان يقوده المخلوع علي عبد الله صالح وحزب التجمع اليمني للإصلاح ضرب بكل تلك الأحلام والآماني عرض الحائط، ودخل الوحدة بغرض النهب واستغلال ثروات "الجنوب"، فكان ما كان في صيف 1994م.

اليوم أصبح الواقع يختلف تمامًا، وأصبح "الجنوب" يمتلك جيشًا عرمرماً لا يقاوم الحوثيين وحسب، بل حارب، ويُحارب الإرهاب، ويُحارب الخائنين والمتواطئين مع الحوثي، وأصبح جيش "الجنوب" درعًا يحمي الإقليم برمته.

إن تحرير عاصمة "الجنوب" عدن من الحوثيين مرورًا بتطهيرها من الإرهاب، ومن ثم تطهير محافظة (لحج، أبين، حضرموت، المهرة)، ليأتي الدور على محافظة شبوة، التي يبدو أنها قاب قوسين أو أدنى من تطهيرها بالكامل من عناصر الإرهاب تمامًا، يعتبر مثالًا لا مفر منه من أن "الجنوب" أصبح دولة يمتلك جيشًا يقارع أعتى الجيوش، ليستعيد مجده العظيم، حيث كان الجيش الجنوبي من أقوى الجيوش على مستوى الشرق الأوسط، والذي يعود تأسيسه إلى الأول من سبتمبر/أيلول عام 1971م، وسمي بـ"جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".

حرب الدولتين.. الضالع (أنموذج)
مراقبون سياسيون أكدوا أن المعارك التي تدور في محافظة الضالع تدل على أن الحرب أصبحت بين دولتين كلٌ منهما جيشًا خاصا بها.
وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "4 مايو"، إن الحرب المشتعلة في الضالع تمثل تحديًا كبيرًا للجيش الجنوبي لكسر شوكة جيش "الشمال"، الذي سيطر على زمام الأمور في فترة ما بعد الوحدة بفعل الإقصاء والتهميش اللذين تعرض لهما الجيش الجنوبي.

استنفار جنوبي
وشهدت الأيام الماضية استنفارًا كبيرًا من قوات الجيش الجنوبي، حيث توافدت ألوية العمالقة الجنوبية والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية إلى جبهات الضالع لتأمين الحدود الجنوبية الشمالية.

وأحرز الجيش الجنوبي خلال الأيام الماضية تقدمًا كبيرًا على مستوى عدة جبهات في مريس وقعطبة وعدد من الجبهات في مواجهاته مع الحوثيين والقوات الشمالية.

تأمين شبوة
وكانت محافظة شبوة شهدت تأمينًا عسكريًا واسعًا من قبل جيش "الجنوب" المتمثل بـ"النخبة الشبوانية" بعد تطهير مناطقها من عناصر الإرهاب والموت التي ظلت تترعرع في عدد المناطق بالمحافظة.

ونشر الجيش الجنوبي مدرعات عسكرية عالية التقنية اثناء دخولها شبوة يقودها ابناؤها لتأمين محافظتهم لبسط الأمن والأمان فيها بعد دحر عناصر الإرهاب.

حماية ظهر "الجنوب"
من جانبه، هاجم القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة المنشغلين في شن الحرب على الانتقالي الجنوبي عبر مواقع التوصل الاجتماعي.

وقال شطارة في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الانتقالي مشغول بحماية ظهر الجنوب في جبهة مريس.. والبعض مشغول بجبهة شبكة التواصل الاجتماعي ويشنون حربًا مختلفة على الانتقالي وقياداته".

وأضاف: "ما عاد فهمنا من خصمكم؟ هل من يحميكم من الحوثي أو من يقاتلكم لبقاء انقلابه على الشرعية؟".

حماية حدود "الجنوب"
وعن الأسباب التي تدفع الجيش الجنوبي إلى التوغل إلى أطراف المحافظات الشمالية، يقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح: "إن من أهداف قتال الجنوبيين خارج أرضهم هو التوغل في عمق العدو لحماية الحدود، فبقاء قوات العدو على مشارف الحدود، يعني وصول سلاحه إلى عمق المدن الجنوبية".

وأضاف، في منشور له عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إن من أهداف التوغل الضغط والمساومة في ملفات أخرى ومناطق جنوبية مازالت تحت سيطرة الخصم، بالإضافة إلى استعادة ثقة الجنوبيين بقدراتهم القتالية التي اهتزت بعد انكسارات حرب احتلال الجنوب في ٩٤م، وما تلاها، إلى جانب إلحاق الذل بالخصم واستعادة مشاعر الرهبة في نفسه من كل ما يتصل بالجنوب، كما كان عليه الحال بعد حربي ٧٢و٧٩م والتي انتقم لها الخصم في ٩٤م".

واستطرد صالح: "ومن تلك الأهداف اختبار قدرات قواتنا على حماية الجنوب، ومدى جاهزيتها لخوض حروب طويلة، متوقعة باسم الوحدة، وما لم يجد الخصم من يردعه ويؤدبه فلن تتوقف اعتداءاته ولن نأمن شره".

مراقبون أيدوا منصور صالح في نقاطه، غير أنهم يخشون من أن تكون معارك محافظة الضالع عبارة عن استدراج حوثي خبيث لإفساح المجال للإرهاب لضرب عمق "الجنوب" المتمثل بالعاصمة الساحلية عدن.
وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "4 مايو": "إن الخطة العسكرية مهمة في هذه الحالة، ويجب وضعها بالتنسيق مع كافة القوات الجنوبية وفي كل محافظات "الجنوب" تحسبًا لأي غدر قد يأتي من هنا أو هناك".

الحقد على قوات "الجنوب"
رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني د.عيدروس النقيب، قال: "إن البعض يتحاملون على قوات الحزام الأمني والنخب الأمنية في محافظات الجنوب بلا أي سبب، سوى أن هذه القوات هزمت الجماعة الانقلابية، وطردت تنظيمي القاعدة وداعش من أراضي الجنوب".

وأضاف، في مقال مطول له: "أحد الزملاء المعتدلين جداً في أحد أكبر الأحزاب في تحالف الشرعية كان يشرح لزميله من أنصار الرئيس السابق صالح: إنه ما لم نكف عن المناكفات فسيضيع الوطن، وسنتحول جميعاً إلى عبيد رخاص للأحزمة والنخب ومموليهم".

وتابع: "لم يقل الزميل سنصبح عبيداً للحوثي وأتباعه وهم من يبحث عن عبيد، بل تفوّه بما يخفيه قادته من الظنون بأن النخبة والحزام سيتخذون منهم عبيدا، وهو يعلم أن النخبة والحزام الأمني لم يسموا أنفسهم أسيادا حتى يبحثوا عن عبيد، بقدر ما يبحثون عن شركاء يحترمونهم ويبادلونهم الهم في بناء دولة المواطنة وفي مواجهة الإرهاب".

واستطرد: "مازحت صديقي الذي تفلتت هذه العبارة من عقله الباطن مذكراً إياه بحديث دار بيني وبينه حول قضية الجنوب، وقلت له: كيف ستكون عبداً لهم وأنت قد اقترحت إقامة جدار فولاذي بين الدولتين لا يسمح حتى بتسلل النمل؟".

وأكمل: "زميلي المعتدل جداً لا يخفي أن القوات الجنوبية والقادمة من صفوف المقاومة الجنوبية التي حررت البلاد من الجماعات الحوثية وحلفائها في الانقلاب على الشرعية وأعادت الأرض لشرعية الرئيس هادي بعد أن تنكر له كل الذين يستثمرون اليوم باسمه، وهي نفسها التي دحرت قوات القاعدة وداعش من كل محافظات الجنوب، أقول: لا يخفي زميلي أن هذه القوات هي الخصم الأول له وللحزب الذي يمثله، وأخشى فعلا أن تكون التسريبات التي تتحدث عن تصالح بين حزب الإصلاح والحركة الحوثية غير آتية من فراغ خصوصاً بعد أن صرّح بها الرجل الأول في السلطة الحوثية، وهو ما يفترض أن يجعل الرئيس هادي يعيد النظر في تحالفاته المفخخة التي قد تعيده إلا أجواء سبتمبر 2014م".

وأضاف النقيب: "من المؤسف أن بعض القوى السياسية لا تكلف نفسها عناء السؤال عن لماذا تتدهور سمعتها كل يوم؟ ولماذا تخسر المزيد من الأنصار وتكسب المزيد من الخصوم؟ وبشكل أدق لم تسأل نفسها هل يمكن أن تخطئ؟ وأين أصابت وأين أخطأت؟ بل تؤمن بطهارتها وخلو سلوكها وسلوك قادتها من الخطأ ومن ثم تطلب من الناس أن يؤمنوا بما تقول به لمجرد أنها هي تؤمن به".

وقال: "عصر الثورة الرقمية ليس عصر “الكُتّاب” و”سيدي الفقيه” والعالم اليوم يضع كل الحركات والسكنات تحت المجهر، ولم يعد أحدٌ كائن من كان بقادر على غسيل الأدمغة وقولبة أفكار الناس حسب مشيئته، والكذب والتدليس والتضليل أصبح بضاعة كاسدة خسرت سوقها وانصرف عنها زبائنها، وإن صدقها البعض فلمرة أو مرتين".

واختتم مقاله بالتأكيد على أن "النخب الأمنية والحزام الأمني بالنسبة للجنوبيين هي قوات مقاومة وطنية أثبتت قدرتها ووطنيتها على الأرض ولا تحتاج إلى من يقوم بالترويج لها فأفعالها ونجاحاتها كافية للشهادة لها، وهي تعبر عن إرادة شعب يمتد من صرفيت إلى باب المندب، والذين يحلمون بمحوها إنما يحلمون بالعودة بالجنوب إلى 7/7/ 1994م، وهو حلم لا يشبهه إلا الرغبة في إعادة مياه النهر في الاتجاه المعاكس لجريانها".