4 مايو / رصد/ منير النقيب
اختتم يوم الأحد 24 مارس الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق له، زيارة
رسمية ورفيعة المستوى إلى موسكو عاصمة جمهورية روسيا، وشملت الزيارة اجتماعات مع نائب وزير الخارجية،
السيد ميخائيل بوغدانوف، وأعضاء من الجمعية الاتحادية الروسية، بما في ذلك السيد ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة
الشؤون الدولية في مجلس الدوما. حيث تزامنت الزيارة مع لقاءات في عدن بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والسفير
الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين.
- تطوير العلاقة
وفي تصريح صحفي للرئيس عيدروس الزبيدي في ختام زيارته إلى موسكو التي استمرت أسبوع قال: "إننا نقدر
الاستقبال الكبير من وزارة الخارجية الروسية وأعضاء الجمعية الاتحادية الذي حظي به وفدنا، ولقد شرفنا تلبية دعوة
أصدقائنا بجمهورية روسيا الاتحادية، وإننا نتطلّع من خلالهم إلى تطوير العلاقة الاستراتيجية مع موسكو لضمان حق
شعب الجنوب في حل قضيته وتلبية إرادته، ومن أجل الاستقرار الإقليمي.
- اتفاق جماعي
وأضاف الرئيس الزبيدي: "خلال اجتماعاتنا في موسكو، كان هناك اتفاق جماعي على هدف التوصّل إلى حل سياسي ذي
مصداقية، بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار بناءً على اتفاق ستوكهولم، وكان هذا موقف المجلس الانتقالي الجنوبي منذ
البداية، وسنواصل التفاعل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث والمجتمع الدولي كجزء من هذا الالتزام".
وتابع الزبيدي: "واتفقنا نحن والمسؤولون في موسكو على أهمية معالجة القضية الجنوبية لنجاح العملية السياسية في اليمن
واستقرار المنطقة؛ وإننا نشيد بقيادة روسيا لهذا الواقع ونتطلع إلى العمل سوياً لضمان ذلك".
- خطة الانتقالي
وأكد الزبيدي أن أبرز القضايا التي تناولتها النقاشات هي خطة المجلس الانتقالي الجنوبي للمحافظات التي تشكّل جنوب
اليمن، كونه لم يعد ممكنا بالوضع الراهن تطبيق أفكار وسياسات ما قبل 2015م عليه، وقد قدمنا تصورنا ورؤانا حول
دورنا في مختلف القطاعات، بدءاً بوصول المساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب، وترتيبات الأمن والحوكمة".
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في سياق تصريحه: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يقود بالفعل الكثير من هذا العمل
على الأرض، ونحن على استعداد لأن نكون شريكاً مع المجتمع الدولي لدعم إنجاح أي عملية سياسية عادلة ومعقولة من
شأنها أن تعيد الاستقرار إلى المنطقة وتقضي على التهديدات والمخاطر الموجودة".
- تمثيل حقيقي
وتابع قائلاً: "بشكل عاجل، أوضحنا أن هناك ضرورة إلى تمثيل حقيقي للجنوب على الطاولة لتشكيل النتائج ذاتها التي
ستضمن نجاح السلام والتي من خلالها سيحدد الجنوبيون مستقبلهم، وهذا يتطلب وضع الضمانات الدولية على الطاولة
التي تضمن مصالح شعب الجنوب وتكتسب ثقتهم في العملية السياسية، وفي النهاية إن قضية تحديد ماهية هذا المستقبل
يجب أن تترك لشعب الجنوب، وإن مسؤوليتنا كممثلين له هي تأمين الطريق للقيام بذلك، هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق
سلام مستدام، ونتطلع مع أصدقائنا الروس لقيادة الدفة لضمان حضورنا في العملية السياسية ودعم مطالب الجنوب.
وأخيراً، نتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه من إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولتينا في عاصمتنا عدن".
- أول ممثل للجنوب
ويعد الرئيس الزبيدي أول طرف جنوبي منذ ١٩٩٤ تتم دعوته رسمياً لدى خارجية دولة عظمى وهو يحمل ويمثل جوهر
قضية الجنوب ويطرحها على طاولة البحث كحقيقة وحق لا يقبل إلا التعاطي معه، وهو ما يأتي بالتوازي مع الرغبة
الروسية في تتويج علاقاتها المتنوعة والمتينة بالعديد من بلدان المنطقة العربية من خلال التقارب مع قيادة الجنوب.
- مكاسب وأهداف
وهناك مكاسب وأهداف أساسية عديدة من وراء تلك الزيارة بعضها يرتبط بالمجلس الانتقالي، والآخر يرتبط بالدب
الروسي، وإذا نظرنا إلى مكاسب الانتقالي فإنها تعد مرتكز لتأسيس شراكة حقيقية مع دول تمثل ثقلاً دولياً كبير كبريطانيا
وروسيا، وتثبت أركان العلاقات الجنوبية الإقليمية الدولية بعد أن ضلت طريقها على مدى سنوات الوحدة مع الجمهورية
العربية اليمنية التي عملت على تدمير جميع مقومات الدولة الجنوبية شريكتها بمسمى الوحدة المشؤومة وبقوة النار.
- لقاء نائب وزير خارجية روسيا
وكان الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق له وفي إطار زيارته إلى روسيا
التقى الأربعاء الماضي نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بغدانوف في مقر الخارجية الروسية.
وناقش الرئيس الزبيدي مع بغدانوف، العديد من القضايا، وعلى رأسها القضية الجنوبية، وبما يخدم تطلعات الشعب
الجنوبي التواق إلى استعادة دولته كاملة السيادة.
كما قدم الرئيس الزُبيدي للمسؤول الروسي، شرحاً مفصلا لجملة من القضايا ذات العلاقة باستقرار الوضع في المنطقة
وإمكانية التعاون في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
- لقاء البرلمان الروسي
والتقى الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق له، في إطار زيارته إلى روسيا،
بالسيد ليونيد سلوتشكي، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي (الدوما)، بحضور مجموعة من البرلمانيين
المختصين في مقر البرلمان في العاصمة موسكو.
وجاء هذا اللقاء، بدعوة رسمية من البرلمان الروسي، على هامش الزيارة التي يقوم بها الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة
الروسية، تلبية للدعوة التي وجهت له من الخارجية الروسية.
- لقاء مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية
كما التقى عيدروس الزبيدي والوفد المرافق بالعاصمة الروسية موسكو "فيتالي ناؤومكين" المدير العام لمركز الدراسات
العربية والإسلامية في روسيا الاتحادية وفريق المستشارين العاملين بالمركز.
واستمع الرئيس الزُبيدي من السيد "ناؤومكين" وفريق عمله إلى شرح عن المركز ومكوناته وما يضطلع به من مهام
وأنشطة.
وأشاد الرئيس الزبيدي بدور وجهود السيد "ناؤومكين" واهتمامه بتاريخ الجنوب وثورته وتوثيق ذلك في مؤلفات مازالت
تشكل أحد أهم ما تم تدوينه عن الجنوب وتاريخه النضالي في سبيل التحرير والاستقلال ومراحل بناء الدولة الجنوبية.
واستعرض الرئيس الزُبيدي الأوضاع على الساحة الجنوبية ورؤية المجلس الانتقالي الجنوبي للحل الملائم لمشكلة اليمن
والتي لن تكون مرضية وعادلة إلاّ بتبني خيار الدولتين لضمان أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وفي ختام اللقاء كرم الرئيس الزُبيدي رئيس المركز والخبراء الذين سبق لهم وأن عملوا في الجنوب في فترات سابقة في
عدة مجالات منذ ما بعد الاستقلال.
- اللقاء مع "روسيا اليوم"
وخلال الزيارة التي استمرت أسبوعًا أجرت قناة روسيا اليوم حوارًا خاصًا مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس
الزبيدي تناول مختلف الجوانب الأساسية المتعلقة بالشأن الجنوبي، إضافة إلى الأحداث الراهنة على الساحة بالجنوب، وما
تنتهجه مليشيات الإصلاح من محاولات زعزعة الأمن والاستقرار بالعاصمة عدن، وجوانب الحرب الدائرة مع مليشيا
الحوثي في مناطق الشمال اليمني.
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في سياق الحوار: "إن اللقاء مع نائب وزير الخارجية ميخائيل
بوغدانوف مثمرا، ونشكر الحكومة الروسية على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء وطرح رؤيتنا لحل الأزمة اليمنية وإحلال
السلام ووقف الحرب وما تعانيه اليمن من أزمة وكارثة إنسانية كبيرة".
- نحن مع جهود المبعو
وأضاف القائد الزبيدي في حوار خاص مع قناة "روسيا اليوم " مساء الجمعة الفائت: "نحن مع جهود المبعوث الخاص
للأمم المتحدة مارتن غريفيث ونطالب الأمم المتحدة والمبعوث الخاص بإشراك المجلس الانتقالي الجنوبي
بفريق المفاوضات لطرح رؤيتنا بشكل منظم، لكننا طرحنا رؤيتنا بشكل شفوي لنائب الوزير الروسي".
وأكد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن استبعاد الجنوب من جدول المفاوضات يكشف
وجود خلل في مفاوضات السلام كونها تستبعد الأطراف الموجودة على الأرض، وأن الحرب اندلعت بسبب انقلاب
الحوثيين والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، وأن الجنوب لديه قضية والشعب الجنوبي مصر على تحقيق هدفه ولن
يتحقق السلام إلا بمشاركة الجنوب كطرف رئيسي في أي مفاوضات للحلول في اليمن". منوها إلى أن المجلس الانتقالي
يملك رؤية شاملة وسيطرحها طالما يكون طرف في أي مفاوضات أممية وخارجية.
وتابع رئيس المجلس الانتقالي: "نسبة كبيرة من الإخوان يعملون تحت يافطة الشرعية ونحن متحفظون وعلى هادي أن
يعيد الاستراتيجية في استبعاد هذه الجماعة".
وأضاف عيدروس الزبيدي: "إن الجنوب اليوم ليس جنوب الأمس ونحن نعتبر الملك السعودي ولي أمر كل المسلمين"..
مؤكدًا وقوف الجنوب إلى جانب التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
- الرئيس هادي محمي من التحالف والانتقالي
وأشار إلى أن "هادي رئيس شرعي ولا خلاف عليه وسبق وأن عاد إلى العاصمة عدن، لا يمكن أن هناك معوقات بشأن
عودته، ولكن الرئيس هادي له برنامجه الخاص، وهو سبق وأتى إلى عدن بعد الحرب وجلس بين أهله وناسه، ولا
خطورة عليه وهو أساسا محمي من الجميع، من التحالف ومن المجلس الانتقالي".
وأكد الزبيدي أن التحالف العربي دخل في هذه الحرب لاستعادة الشرعية للسلطة، ونحن نعمل إلى جانبهم في الميدان
وتحت مظلة الرئيس هادي.
وقال: "لقد قاتلنا وحررنا المحافظات الجنوبية من الحوثي إلى جانب التحالف وشاركنا في مكافحة الإرهاب إلى جانب
التحالف وبالذات الإمارات العربية المتحدة، ولا زلنا نكافح الإرهاب وعلاقتنا جيدة جدا بهم، أما مسألة الانفصال فهذه
مسألة تعود لشعب الجنوب".
- رفض أي تحركات
وتابع قائلا: "إن الشعب الجنوبي سيرفض أي تحركات تضر قضيته بما فيها محاولات عقد مجلس النواب اليمني، وإذا
وجدت محاولات لعقد جلسات البرلمان ستكون هناك مشاكل كثيرة".
وأكد الرئيس الزبيدي بأن لإخوان المسلمين بالجنوب يصدرون الإرهاب وهناك أدلة تثبت ذلك، وهم يرفضون مواجهة
الحوثيين، ووضع تعز يؤكد ذلك كما أن النقاط الأمنية للإخوان المسلمين بتعز لا تبعد (20) متر عن نقاط مليشيا الحوثي.
وأشار إلى أن الخلاف الاستراتيجي الذي بيننا والرئيس هادي والحكومة هو إشراك جماعة "الإخوان" في هذه الحكومة،
وحزب الإصلاح بالذات؛ لأنهم أساس البلاء والمشاكل التي يعاني منها الشمال والجنوب، كونهم فشلوا في جبهات القتال
في الشمال وصدروا لنا الإرهاب في الجنوب من خلال القاعدة.
- الجانب الروسي حلفاؤنا
وبخصوص العلاقات الجنوبية الروسية، قال رئيس المجلس: "الجانب الروسي هم حلفاؤنا وأصدقاؤنا القريبون جدا، هم
يعرفون ثقافتنا وأسسوا دولة (جنوب اليمن) التي كانت قوية في الشرق الأوسط من السبعينات إلى التسعينات وليسوا
بعيدين عنا، وهم متفهمون أنه بدون إشراك الجنوبيين لا يمكن أن يتحقق السلام".
- معركة حوثية جديدة
أما فيما يتعلق بأحداث المعارك مع الحوثي أشار الرئيس الزبيدي إلى أن الحوثيين يعدون لمعركة جديدة بالحديدة
والمسؤول العسكري الأممي أكد رفضهم تنفيذ اتفاق السويد، وأن الجماعة الحوثية هي جماعة انقلابية ترفض الانصياع
لخيارات السلام التي تبنتها الأمم المتحدة، وطالما هو يرفضون السلم فإن المعاناة الإنسانية في اليمن ستزداد.
وقال لقناة "روسيا اليوم": "كانت قوات العمالقة الجنوبية وحراس الجمهورية والمقاومة التهامية على بعد 3 أيام من إسقاط
الحديدة ولكن تدخل الأمم المتحدة أوقفت العملية".
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزبيدي زار الثلاثاء الماضي العاصمة الروسية موسكو بدعوة
رسمية من الخارجية الروسية، وكان في استقباله جموع غفيرة من أبناء الجنوب في الجالية الجنوبية في موسكو وعدد من
السياسيين والشخصيات البارزة في روسيا.
ورافق الرئيس الزُبيدي، خلال زيارته كلٌ من رئيس الجمعية الوطنية اللواء أحمد سعيد بن بريك، وأعضاء هيئة رئاسة
المجلس د.ناصر الخبجي، والمهندس عدنان الكاف، والمحامية نيران سوقي، ود. عبد السلام صالح حميد عضو الجمعية
الوطنية.