الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - الساعة 09:28 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ منير النقيب
شهدت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، واحدة من أوسع الفعاليات الجماهيرية في تاريخ المحافظة، تمثلت في مليونية حاشدة رفعت سقف المطالب السياسية، وجددت التأكيد على خيار استعادة دولة الجنوب العربي كمسار وطني جامع لا تراجع عنه.
وتدفقت الحشود من مختلف مديريات شبوة إلى ساحة الفعالية، في مشهد عكس حجم الزخم الشعبي والتلاحم المجتمعي، ورسّخ صورة واضحة عن مستوى الوعي السياسي المتقدم لدى أبناء المحافظة، الذين عبّروا عن موقفهم الصريح من القضايا الوطنية المفصلية التي تمر بها الساحة الجنوبية.
*لحظة مفصلية
وجاءت هذه المليونية في توقيت بالغ الحساسية، متزامنة مع تطورات ميدانية لافتة، أبرزها النجاحات الأمنية والعسكرية التي حققتها القوات الحكومية الجنوبية في مناطق استراتيجية، شملت منطقة عارين بمحافظة شبوة، إلى جانب وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، في عمليات وُصفت بأنها أعادت رسم معادلة الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
واعتبرت جماهير شبوة أن هذه الإنجازات لم تكن معزولة عن الإرادة الشعبية، بل جاءت انعكاسًا مباشرًا لحالة الاصطفاف الوطني الواسع الذي تشهده محافظات الجنوب، من المهرة شرقًا حتى لحج والضالع غربًا، في التفاف واضح حول القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات الحكومية الجنوبية.
*إدانة التصعيد العسكري
وفي سياق متصل، عبّرت الجماهير المحتشدة عن إدانتها الشديدة للاستهداف العسكري الذي طال ميناء المكلا المدني، معتبرةً أن ما جرى يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن واستقرار حضرموت والجنوب عمومًا، نظرًا لما يمثله الميناء من أهمية اقتصادية وخدمية حيوية لملايين المواطنين.
وأكد المشاركون أن استهداف المنشآت المدنية لا يخدم جهود السلام، ويُفاقم الأزمات الإنسانية، ويقوض أي مساعٍ لتحقيق الاستقرار، مشددين على ضرورة تحييد المرافق السيادية عن الصراعات العسكرية.
*شرعية الشعب
ومن قلب شبوة، شددت الجماهير على أن صوت الشارع الجنوبي بات اليوم العامل الحاسم في المشهد السياسي، وأن الإرادة الشعبية ستظل أعلى من أي قرارات أحادية أو محاولات لفرض وقائع تتعارض مع تطلعات أبناء الجنوب وتضحياتهم.
وأكد البيان الصادر عن المليونية جملة من المواقف، أبرزها الإشادة بالانتصارات التي تحققت على الأرض، واعتبارها استحقاقًا وطنيًا طال انتظاره، وحقًا مشروعًا لشعب الجنوب في حماية أرضه وثرواته، دون أن يشكل ذلك تهديدًا لأي أطراف داخلية أو خارجية.
*قوات الجنوب عامل استقرار
وشدد المحتشدون على أهمية استمرار دور القوات الحكومية الجنوبية في تأمين محافظة شبوة، ووادي وصحراء حضرموت، والمهرة، باعتبارها صمام أمان حقيقي لحماية المكاسب الوطنية، وضمانة لاستدامة الأمن والاستقرار، في مواجهة الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب وقوى الفوضى.
*تفويض سياسي
وفي تعبير واضح عن التفويض الشعبي، جدّدت الجماهير دعوتها للقيادة السياسية الجنوبية، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، لاتخاذ الخطوات السياسية اللازمة لإعلان دولة الجنوب العربي، والعمل على تحصين المنجزات الوطنية، ومنع أي محاولات للالتفاف على تضحيات الشعب الجنوبي.
كما ثمّن المشاركون مواقف عدد من الوزارات والمؤسسات والسلطات المحلية في محافظات الجنوب، التي أعلنت انحيازها الصريح لمطالب الشارع الجنوبي، مشيدين على وجه الخصوص بموقف السلطة المحلية في محافظة شبوة بقيادة الشيخ عوض محمد بن الوزير، ودورها في دعم الانتصارات الوطنية والمطالبة العلنية بإعلان دولة الجنوب العربي.
*الهوية والقرار بيد الشعب
وأكد البيان أن الشرعية الحقيقية تستمد من الشعب والأرض، لا من العواصم البعيدة أو القرارات الفردية، وأن أبناء الجنوب هم أصحاب الحق الأصيل في تقرير مستقبلهم السياسي، بما يحفظ أمنهم وكرامتهم ومصالحهم العليا.
كما شددت الجماهير على أن مشروع استعادة وبناء دولة الجنوب العربي كاملة السيادة، بحدودها التاريخية المعترف بها دوليًا، بات خيارًا وطنيًا جامعًا غير قابل للتراجع أو أنصاف الحلول، وأن كل المشاريع البديلة مصيرها الفشل أمام صلابة الإرادة الشعبية.
*تعزيز وحدة الصف
ودعا المحتشدون كافة أبناء شبوة والجنوب عمومًا، بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية والقبلية، إلى تعزيز وحدة الصف، والالتفاف حول القوات الحكومية الجنوبية، والاستعداد لمواجهة أي تهديدات تمس أمن الجنوب واستقراره.
كما عبّر المشاركون عن رفضهم للقرارات الانفرادية الصادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، معتبرين إياها خروجًا عن مبدأ الشراكة والتوافق، ومؤكدين تأييدهم لمواقف أعضاء المجلس الرافضين لتلك الممارسات.
*الإمارات… شراكة راسخة
وفي ختام البيان، وجّهت جماهير شبوة رسالة شكر وتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة، تقديرًا لدورها الداعم في مجالات الأمن والتنمية والاستقرار، مؤكدين أن هذا الدعم سيظل حاضرًا في الذاكرة الوطنية الجنوبية.
واختتمت المليونية بتجديد العهد للشهداء والجرحى، والتأكيد على أن مسيرة التحرير والاستقلال ماضية بثبات، وأن ما تحقق من انتصارات يمثل محطة في طريق أطول، يقود نحو إعلان دولة الجنوب العربي الفيدرالية وبناء مستقبل يليق بتضحيات شعب الجنوب.