الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - الساعة 03:40 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / من مريم بارحمة
في مشهدٍ فنيٍّ مفعم بالجمال والإصرار، احتضنت ساحة كلية الآداب بجامعة عدن، يوم الاربعاء 31 ديسمبر 2025، معرض الصور والأعمال الفنية الذي نظّمه قسم الفنون والتصاميم، ليجسّد لوحة إبداعية ناطقة بعشق الفن، وقدرة الطلبة على تحويل التحديات إلى مساحات للأمل والابتكار.
المعرض، الذي خُصص لعرض أعمال نصف السنة، شهد مشاركة واسعة لجميع طلبة القسم من المستوى الأول حتى الرابع، في تظاهرة فنية عكست تنوّع المواهب واختلاف التجارب والأساليب، تحت إشراف نخبة من مدرّسي قسم الفنون والتصاميم.
وتميّز القسم بعدة مميزات لافتة، أبرزها احتضانه لعدد من الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين كان حضورهم ومشاركتهم الفاعلة رسالة إنسانية عميقة، تؤكد أن الفن مساحة للجميع، وأن الإبداع لا يعرف حدودًا أو عوائق.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار أدوات الرسم، برزت روح الابتكار لدى الطلبة، حيث قدّموا أعمالًا فنية غير تقليدية، مستخدمين الحجارة وأصداف البحر كوسائط فنية بديلة، في تجربة جسّدت التكيّف الذكي مع الواقع، والعودة الواعية إلى عناصر البيئة المحلية.
وسجّلت تجربة الرسم على الحجارة حضورها الأول على أيدي طلبة المستوى الثالث، الذين خاضوا هذه المغامرة الفنية بشغف لافت، لتنال أعمالهم استحسانًا كبيرًا من الزوار، وتشجيعًا واسعًا لما تحمله من بعدٍ بيئي وثقافي، حيث استُخدمت الحجارة المستمدة من البيئة الداخلية لبلادنا، لتتحول إلى لوحات تنبض بالهوية والجمال.
ويمر الحجر بعدة مراحل دقيقة قبل أن يصبح عملًا فنيًا، تبدأ بعمليات التنظيف والصقل، ثم اختيار ألوان معينة تتناسب مع طبيعته وتبرز تفاصيله، في عملية فنية تتطلب صبرًا ودقة وذائقة عالية.
كما تنوّعت الأعمال المعروضة بين الرسم اليدوي، والأعمال الزخرفية، واستخدام الأصداف البحرية والألواح، في تجسيد بصري عكس البيئة اليمنية بكل ثرائها، من الزي اليمني الأصيل إلى ملامح العمارة اليمنية، في لوحات حملت عبق المكان وروح التراث.
ويهدف المعرض إلى إبراز مواهب الطلبة وصقل إبداعاتهم الفنية، وفتح نافذة أمام المجتمع الجامعي للاطلاع على نتاجهم الإبداعي، مؤكدًا أن الفن ما زال حاضرًا وقادرًا على التعبير، رغم كل الصعوبات.
هكذا، لم يكن المعرض مجرد عرضٍ لأعمال نصف سنة، بل كان رسالة فنية وإنسانية تقول إن الإبداع يولد من رحم المعاناة، وإن طلبة قسم الفنون والتصاميم بجامعة عدن قادرون على تحويل أبسط عناصر الطبيعة إلى حكايات جمالٍ تُروى بالألوان.