اخبار وتقارير

الأحد - 28 ديسمبر 2025 - الساعة 05:01 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / منير النقيب

في مشهد سياسي لافت حمل دلالات عميقة ورسائل مباشرة إلى الإقليم والعالم، شهدت مدينة سيئون، من ساحة الحرية والقرار، حشودًا جماهيرية واسعة من أبناء حضرموت الوادي والصحراء، أكدت من خلالها تمسكها بحقوقها المشروعة في الأمن والثروة والقرار السياسي، ضمن إطار دولة الجنوب العربي، ورفضها القاطع لأي تدخلات خارجية أو محاولات للعبث بثرواتها النفطية والغازية.


الحشود الجماهيرية، التي رفعت شعارات تؤكد الهوية الجنوبية لحضرموت، جددت موقفها السياسي الداعم للقيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، معتبرة المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل السياسي الشرعي لإرادة شعب الجنوب، والمعبر عن تطلعاته في استعادة دولته كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها دوليًا قبل عام 1990م.


*رسالة واضحة للإقليم والعالم


وحملت فعالية سيئون رسالة سياسية صريحة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، مفادها أن حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب العربي، وأن أبناءها يرفضون بشكل قاطع أي محاولات لفرض وصاية سياسية أو عسكرية من خارج الإطار الجنوبي، أو تحويل المحافظة إلى ساحة نفوذ لتصفية صراعات إقليمية أو مشاريع تتعارض مع إرادة أبنائها.


وأكد المشاركون أن أي ترتيبات أمنية أو سياسية في حضرموت لا يمكن أن تنجح دون احترام الإرادة الشعبية، ودون إشراك أبناء المحافظة وقواها الوطنية، محذرين من أن تجاهل هذه الحقائق من شأنه تعقيد المشهد وتهديد الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق حساسية وتأثيرًا في معادلة الأمن الإقليمي.


*النخبة الحضرمية… ركيزة الأمن والاستقرار


وفي جانب أمني الذي لا يقل أهمية، شددت الحشود على أن قوات النخبة الحضرمية تمثل صمام الأمان الحقيقي لحضرموت، لما أثبتته من قدرة على حفظ الأمن، ومكافحة الإرهاب، وحماية المنشآت الحيوية، في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد.


وأكد المشاركون أن أي محاولات لإضعاف هذه القوات أو استبدالها بتشكيلات عسكرية من خارج حضرموت والجنوب، تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار، وخطوة خطيرة قد تعيد المحافظة إلى دوامة الفوضى والإرهاب التي عانت منها في مراحل سابقة.


*الثروة والقرار… خطوط حمراء


كما ركزت الكلمات والمواقف الصادرة عن الفعالية على مسألة الثروات الطبيعية، حيث عبّر أبناء حضرموت عن رفضهم المطلق لاستمرار العبث بعائدات النفط والغاز، أو إدارتها بمعزل عن مصالح أبناء المحافظة، مؤكدين أن الثروة الحضرمية يجب أن توظف في خدمة التنمية والاستقرار وتحسين حياة المواطنين، لا أن تُهدر في شبكات فساد أو تُستخدم كورقة ضغط سياسية.


واعتبر المشاركون أن ضمان الشفافية في إدارة الموارد، وربطها بمشروع وطني جنوبي واضح، يشكل أحد أهم أسس بناء دولة مستقرة وقادرة على الإسهام الإيجابي في أمن المنطقة والعالم.


*حضرموت في قلب المشروع الوطني الجنوبي


ويأتي هذا الحراك الشعبي في سياق متصاعد من الفعاليات السياسية في محافظات الجنوب، التي تؤكد على وحدة الصف الجنوبي، وتمسكه بخيار الحل العادل المتمثل في استعادة دولة الجنوب العربي، باعتباره المدخل الحقيقي لمعالجة جذور الصراع، وضمان الأمن الإقليمي، وحماية خطوط الملاحة الدولية ومصالح الشركاء الإقليميين والدوليين.


*احترام إرادة الشعب


ومن سيئون، خرج أبناء حضرموت ليقولوا كلمتهم بوضوح.. لا استقرار دون احترام الإرادة الشعب ولا أمن دون قوات جنوبية تحمي الأرض، ولا شراكة إقليمية أو دولية ناجحة دون الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره وبناء دولته.