الأحد - 16 نوفمبر 2025 - الساعة 11:32 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ غازي النقيب
كشف الباحث عدنان سيف طالب الشبحي في دراسة حديثة قُدمت لكلية الدفاع الوطني عن حجم التحديات العميقة التي تواجه قطاع التعليم في المحافظات اليمنية المحررة، مؤكداً أن الأزمة تجاوزت حدود نقص الإمكانات لتتحول إلى أزمة بنيوية وإدارية وبشرية معقدة تهدد مستقبل الأجيال وتعيق جهود التنمية.
▪ مثلث الأزمة: التدهور البنيوي واستنزاف الكادر والتعقيدات الإدارية
أوضحت الدراسة أن العملية التعليمية تواجه ثلاثة محاور رئيسية من التحديات:
1. التدهور البنيوي:
تضرر آلاف المدارس بسبب الحرب، مع ازدياد الاكتظاظ الناتج عن موجات النزوح، ونقص حاد في المرافق والخدمات الأساسية.
2. استنزاف الكوادر التعليمية:
انقطاع الرواتب وتأخرها أدى إلى هجرة واسعة للمعلمين المؤهلين، في حين يعاني من تبقى من ضعف التأهيل المهني وجمود المناهج القائمة.
3. التحديات الإدارية والتمويلية:
ضعف التمويل الحكومي، وتعدد المرجعيات الإدارية، وغياب بيئة آمنة ومستقرة لمؤسسات التعليم.
▪ خارطة طريق للإنقاذ: حلول عاجلة ورؤية تحولية
واقترحت الدراسة مجموعة من الاستراتيجيات العملية المستندة إلى مبادئ دولية، من بينها معايير الشبكة العالمية للتعليم في حالات الطوارئ، إضافة إلى مبادئ بناء السلام، وأبرز ما جاء فيها:
إدارة الاكتظاظ عبر التوسع الفوري في نظام "الدوام الثنائي" لزيادة القدرة الاستيعابية دون تكاليف كبيرة.
تمكين الكادر التعليمي من خلال ضمان رواتب مستقرة، وتأهيل المعلمين على استخدام التعليم المدمج كحل فعال لتجاوز نقص البنية التحتية والتحديات التكنولوجية.
إصلاح المناهج الدراسية بحيث تساهم في بناء السلام وتعزيز قيم المواطنة وتلبية احتياجات سوق العمل المرتبط بإعادة الإعمار.
▪ دعوة للتمويل الموجَّه والشراكة الفاعلة
وأكد الباحث أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الحكومة والمنظمات الدولية لضمان توجيه التمويل نحو الأولويات الحقيقية، مشدداً على أن الاستثمار في التعليم هو الطريق الوحيد لبناء اليمن وإعادة الأمل لأجياله القادمة.
وفي ختام المناقشة، أعلنت اللجنة الأكاديمية قبول البحث المقدم من الباحث عدنان سيف طالب الشبحي، مشيدةً بمضامينه العلمية والحلول العملية التي قدمها.