اخبار وتقارير

الأحد - 09 نوفمبر 2025 - الساعة 09:04 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني



في خضم مرحلة تتسارع فيها التحولات السياسية وتتعاظم فيها التحديات الوطنية، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي ترسيخ حضوره كقوة سياسية صلبة تتكئ على إرادة شعبية راسخة تمتلك رؤية وطنية واضحة المعالم لبناء مستقبل الجنوب على أسس من الثبات والسيادة والاستقرار.

منذ تأسيس المجلس الانتقالي، لم يتعامل مع القضية الجنوبية كملف تفاوضي محدود الأفق، بل كمشروع وطني متكامل يستند إلى تاريخ طويل من النضال والتضحيات، ويستمد شرعيته من إجماع شعبي واسع يرى فيه الإطار السياسي الأكثر تمثيلاً لقضية الجنوب وتطلعاته المشروعة.



كما نجح المجلس الانتقالي خلال السنوات الماضية في إعادة القضية الجنوبية إلى واجهة المشهد الإقليمي والدولي بعد أن حاولت أطراف عديدة تغييبها أو الالتفاف عليها، مثبتًا أن الجنوب اليوم لم يعد مجرد مساحة جغرافية ضمن معادلة هشة، بل كيان سياسي له قراره وإرادته ومساره المستقل.

كما قد جاءت مواقف القيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس الزُبيدي، لتؤكد أن الثبات في المبدأ لا يعني الجمود السياسي، بل قدرة على الجمع بين المرونة الدبلوماسية والصلابة في الموقف، ضمن رؤية وطنية تتعامل مع المتغيرات بوعي وتحافظ في الوقت نفسه على الثوابت الوطنية.

ويصف مراقبون المشهد الجنوبي بأنه ثمرة "نهج سياسي منضبط" صاغه الزُبيدي بخبرة المقاتل وفكر رجل الدولة، حيث استطاع أن يحافظ على توازن الداخل الجنوبي وسط تحديات اقتصادية وأمنية معقدة، وأن يعيد بناء مؤسسات فاعلة قادرة على إدارة الواقع بفعالية ومسؤولية.


كما تمكنت قيادة المجلس الانتقالي من صياغة سياسة جنوبية واقعية، قادرة على التفاعل مع الحراك الإقليمي والدولي دون أن تفقد جوهرها الوطني .. وذلك حيث اتجه المجلس إلى تثبيت الشراكات الاستراتيجية مع دول التحالف العربي، من موقع الشريك المسؤول الذي يدرك أهمية استقرار الجنوب في معادلة الأمن الإقليمي.

كما رسّخ المجلس حضوره في ملفات مكافحة الإرهاب وحماية الممرات المائية، وأثبت أن الجنوب يمتلك من القدرات والكوادر ما يؤهله لأن يكون فاعلاً رئيسياً في حفظ الأمن البحري ومواجهة التنظيمات المتطرفة، بما يعكس التزامه بمسؤولياته الإقليمية والدولية.

وفي الوقت ذاته، واصل المجلس انتهاج سياسة الانفتاح على القوى السياسية الجنوبية والوطنية كافة، مؤمناً بأن مشروع الدولة الجنوبية لا يمكن أن يكتمل إلا بتوافق وطني واسع، يعزز وحدة الصف ويضمن تمثيلاً حقيقياً لكل مكونات المجتمع.

"صون المنجزات . ورفض المساومات"

يؤكد المجلس الانتقالي أن المكتسبات السياسية والعسكرية والإدارية التي تحققت للجنوب هي ثمرة تضحيات جسيمة لأبناء الجنوب، ولا يمكن السماح بالتفريط بها أو المساومة عليها تحت أي ظرف
ويعتبر المجلس أن الدفاع عن هذه المنجزات واجب وطني مقدس يستمد مشروعيته من دماء الشهداء ومعاناة الأجيال التي آمنت بالحق في الحرية والكرامة والسيادة.

وفي هذا الإطار، شدد الرئيس الزُبيدي في أكثر من مناسبة على أن الجنوب لا يسعى إلى صدام مع أحد، لكنه لن يقبل العودة إلى الوراء أو التفريط في حقه المشروع بتقرير مصيره، مؤكداً أن الشراكة الحقيقية لا تقوم إلا على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق.

"بناء الدولة واستعادة القرار"

يدرك المجلس الانتقالي أن حماية القضية لا تنفصل عن بناء مؤسساتها .. ولذلك، يتجه بخطى واثقة نحو ترسيخ البنية المؤسسية للدولة الجنوبية عبر إصلاح الهياكل الإدارية وتعزيز دور الأجهزة الأمنية، وإعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات السلطات المحلية ، في إطار رؤية شاملة لإعادة صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع على أسس من العدالة والمساءلة.


وفي هذا المسار، أصبحت العاصمة عدن نموذجاً لتجربة الجنوب في إدارة الملفات المعقدة، حيث يعمل المجلس على إعادة تنظيم الإيرادات، وتفعيل الرقابة، وتحسين الخدمات، وتثبيت الأمن، تمهيداً لمرحلة مؤسسية مستقرة تشكل نواة الدولة القادمة.

"الزُبيدي.. قائد بحجم التحدي"

في قلب المشهد الجنوبي، يبرز الرئيس عيدروس الزُبيدي كقائدٍ يمزج بين الحزم والاتزان، والواقعية والرؤية، مجسداً نموذج القيادة التي تقود ولا تُقاد، وتواجه الأزمات بالعقل لا بالشعار.

ولقد نجح الرئيس الزُبيدي في جعل المجلس الانتقالي مظلة جامعة لكل القوى الجنوبية، وأرسى معادلة تقوم على أن القوة الحقيقية هي في وحدة الصف والوضوح في الهدف.

يصفه أبناء الجنوب بأنه "رجل دولة في زمن العواصف"، استطاع أن يدير التحديات الإقليمية والمحلية بعقلانية، دون أن يتخلى عن الحلم الجنوبي الكبير الذي يشكّل جوهر مشروعه الوطني.

"الجنوب مشروع دولة لا يقبل التقسيم"

اليوم، وبعد سنوات من العمل المنظم والمواقف الثابتة، بات المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل العنوان الأبرز للمشروع الوطني الجنوبي، وصمام أمان يحمي تضحيات الشعب ويصون مكتسباته في مواجهة كل محاولات التهميش أو الالتفاف والقصاء.

ومع مضي القيادة الجنوبية برئاسة الرئيس الزبيدي في مسار الإصلاح والبناء، يزداد إيمان الشارع الجنوبي بأن مشروع الدولة المستقلة لم يعد مجرد حلم مؤجل، بل خيارٌ حتمي تصنعه الإرادة وتثبّته التضحيات.

ففي زمن التحولات الكبرى، يثبت الجنوب بقيادة الرئيس الزُبيدي أنه صوت الوعي والعقلانية والثبات، وأن إرادة الشعوب التي آمنت بحقها في الحرية والسيادة لا يمكن أن تُكسر، مهما حاولت قوى الاحتلال اليمني أن تعيد عقارب التاريخ إلى الوراء.