الرئيس الزُبيدي يلتقي نائب رئيس الوزراء الروسي لبحث تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الجنوب وروسيا.. انفوجرافيك

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يصل موسكو ويلتقي وزير خارجية روسيا الاتحادية

الكثيري يبحث مع وفد المبعوث الأممي مستجدات العملية السياسية وجهود إحلال السلام في بلادنا.. انفوجرافيك



اخبار وتقارير

الإثنين - 20 أكتوبر 2025 - الساعة 07:33 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / محمد الزبيري

ليست البندقية وحدها أداة الحرب في اليمن اليوم، بل انضمت إليها منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية كسلاح فتّاك في أيدي القوى والجماعات اليمنية المعادية للجنوب كجماعتي الحوثيين والإخوان المسلمين عبر أذرعها الإعلامية الموجهة، المتمثلة في قنوات "بلقيس"، "سهيل"، "يمن شباب"، و"المهرية"،والمسيرة تُشن حرب تضليل ممنهجة لا تستهدف سوى الجنوب؛ أرضاً وقيادةً ومشروعاً وطنياً.
هذه الآلة الإعلامية، التي تُدار من عواصم إقليمية داعمة لمشروعها كتركيا وقطر،وبيروت كرّست نفسها لتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة، وزرع بذور الفتنة لشق الصف، في خدمة واضحة لأجندات سياسية معادية لتطلعات شعب الجنوب.
هذا التقرير يفضح استراتيجياتها التخريبية، ويكشف زيف خطابها، ويسلط الضوء على سقوطها المهني والأخلاقي، داعياً إلى وعي مجتمعي لمواجهة هذه الحرب الشرسة


*صناعة الأزمات لتقويض الاستقرار



لا يمكن فهم الدور الذي تلعبه قنوات الإخوان في اليمن بمعزل عن استراتيجيتها الأم: "إدارة الفوضى". هذه الاستراتيجية لا تهدف إلى تقديم إعلام بقدر ما تهدف إلى خلق واقع بديل ومشوه يخدم أهداف الجماعة السياسية.
في الجنوب، تتخذ هذه الاستراتيجية أبعادًا أكثر خطورة، حيث يتم توجيه كل الإمكانيات الإعلامية لزعزعة الأمن وتقويض أي مظهر من مظاهر الاستقرار أو نجاح الدولة. تعمل هذه القنوات، وبشكل خاص "المهرية" و"يمن شباب"، على تحويل الجنوب إلى مسرح دائم للأزمات في عيون متابعيها.

أحد أبرز تكتيكاتها هو تضخيم الحوادث الفردية. حادثة جنائية معزولة أو خلاف شخصي يمكن أن يتحول في غضون ساعات إلى قضية رأي عام، تُصوَّر على أنها دليل على "الانفلات الأمني" و"عجز" الأجهزة الأمنية الجنوبية.
يتم تجاهل السياق تمامًا، وتُبنى سردية كاملة حول الحادثة، مدعومة بتقارير ميدانية موجهة ومقابلات مع "شهود عيان" أو "محللين" يتم اختيارهم بعناية لترديد نفس الرسالة. الهدف ليس كشف الحقيقة، بل استخدام المأساة كوقود لإشعال السخط الشعبي.
على سبيل المثال، تم استغلال حوادث جنائية في عدن بشكل متكرر لتصوير المدينة على أنها "غير آمنة" تحت إدارة المجلس الانتقالي، متجاهلين تمامًا الجهود الأمنية المبذولة ومقارنة الوضع الحالي بما كانت عليه المدينة في فترات سابقة من الفوضى.
التكتيك الثاني هو استغلال الأزمات المعيشية.

تعاني البلاد عمومًا من أزمة اقتصادية خانقة، لكن قنوات الإخوان تتعامل معها بانتقائية واضحة. يتم تسليط الضوء بشكل مكثف على معاناة المواطنين في المناطق المحررة، وربطها بشكل مباشر ومضلل بإدارة المجلس الانتقالي الجنوبي، مع تجاهل تام للأسباب الحقيقية للأزمة، مثل حرب الحوثيين، وانهيار مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا، والتي يُعتبر الإخوان جزءًا منها.
يتم تنظيم حملات إعلامية متزامنة تحت شعارات مثل "ثورة الجياع"، ليس من باب التعاطف مع المواطنين، بل لاستخدام معاناتهم كورقة ضغط سياسية. يتم تصوير الاحتجاجات المطلبية المشروعة على أنها رفض شعبي شامل للمجلس الانتقالي، ويتم التحريض على توسيعها لتتحول إلى أعمال شغب وفوضى.


هذا الاستغلال اللاأخلاقي لمعاناة الناس يكشف عن غياب أي وازع إنساني أو وطني لدى هذه المنصات.

أما التكتيك الثالث، فهو بث خطاب الكراهية والتحريض المناطقي حيث تعمل هذه القنوات، وخصوصًا "المهرية" التي تبث من تركيا وتتخذ من محافظة المهرة منطلقًا لخطابها، على إحياء النعرات المناطقية والقبلية القديمة.


يتم تصوير أي قرار إداري أو أمني على أنه استهداف لمنطقة معينة أو مكون قبلي محدد. تُستخدم مصطلحات مثل "المركزية" و"الهيمنة" لوصم قيادات جنوبية من مناطق أخرى، بهدف خلق شعور بالظلم والتهميش لدى أبناء بعض المحافظات. الهدف هو كسر اللحمة الجنوبية التي تجلت في التفاف الشعب حول المجلس الانتقالي، وإعادة الجنوب إلى مربع الانقسامات الداخلية الذي عانى منه في الماضي. إنها محاولة خبيثة لضرب المشروع الوطني الجنوبي من الداخل، عبر اللعب على وتر الحساسيات المناطقية.


*التخادم الإعلامي مع الحوثي والتنظيمات الإرهابية


قد يبدو من المفارقات أن جماعة الإخوان، التي تقدم نفسها كخصم أيديولوجي لجماعة الحوثي، تتلاقى معها إعلاميًا في خندق واحد ضد الجنوب. لكن هذا التلاقي، أو "التخادم"، ليس صدفة، بل هو نتاج تقاطع المصالح ووحدة الهدف: إفشال مشروع استعادة دولة الجنوب. العدو المشترك (المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية) يجمع الأضداد.

يتجلى هذا التخادم في عدة صور تتجلى في تبني الرواية الحوثية وتمريرها. عندما تطلق مليشيات الحوثي شائعة أو ادعاءً كاذبًا ضد القوات الجنوبية أو التحالف العربي، تسارع قنوات الإخوان، مثل "بلقيس" و"يمن شباب"، إلى تناولها وتداولها، ليس كـ"ادعاء حوثي"، بل كـ"خبر" أو "معلومة".
يتم استضافة "محللين سياسيين" موالين للجماعة للتعليق على هذه الادعاءات وتأكيدها، مما يمنحها مصداقية زائفة لدى الجمهور غير المطلع. هذا السلوك بلغ ذروته في العديد من المناسبات، حيث كانت هذه القنوات تردد نفس المصطلحات التي يستخدمها الإعلام الحربي الحوثي لوصف القوات الجنوبية.


تزامن حملات التشويه حيث لوحظ في أكثر من مناسبة أن حملات إعلامية ضد شخصيات أو وحدات عسكرية جنوبية تنطلق بشكل متزامن من منصات إعلامية حوثية وإخوانية. نفس الصور المفبركة، ونفس مقاطع الفيديو المضللة، ونفس الهاشتاجات على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التنسيق لا يمكن أن يكون عشوائيًا، بل يشير إلى وجود "غرفة عمليات مشتركة" أو على الأقل تنسيق عالي المستوى. الهدف هو إحداث أكبر قدر من الضرر والبلبلة، وتشتيت جهود الرد والتصحيح.



أثناء المواجهات العسكرية بين القوات الجنوبية ومليشيات الحوثي، تتعمد قنوات الإخوان تجاهل انتصارات القوات الجنوبية أو التقليل من أهميتها، بينما تضخم أي خسائر أو تراجعات.
وفي المقابل، عندما يتعلق الأمر بجبهات تسيطر عليها قوات موالية للإخوان في مأرب أو تعز، يتم تضخيم "الانتصارات الوهمية" وتصويرها على أنها بطولات خارقة. هذا الكيل بمكيالين يفضح حقيقة أن ولاء هذه القنوات ليس للوطن أو لـ"الشرعية" التي تدعي تمثيلها، بل للفصيل الذي تنتمي إليه.

الأخطر من ذلك هو التخادم مع التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش بعد كل عملية ناجحة للقوات الجنوبية ضد معاقل الإرهاب في أبين أو شبوة، تخرج قنوات الإخوان بحملات تشكيك في هذه العمليات. يتم تصويرها على أنها "مسرحية" أو "تصفية حسابات"، ويتم الترويج لرواية أن هذه التنظيمات غير موجودة أصلًا في تلك المناطق. الهدف هو نزع الشرعية عن جهود مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجنوب، وحماية هذه التنظيمات التي تعتبرها الجماعة في بعض الأحيان "حليفًا ظرفيًا" يمكن استخدامه ضد الخصوم السياسيين. هذا الموقف لا يمثل سقوطًا مهنيًا فحسب، بل هو تواطؤ مباشر مع الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة بأكملها.


*استهداف الوحدة الجنوبية



تدرك جماعة الإخوان أن قوة المشروع الجنوبي تكمن في وحدته وتماسكه الداخلي. لذلك، فإن استراتيجيتها الإعلامية تركز بشكل أساسي على ضرب هذه الوحدة وتفتيت النسيج الاجتماعي الجنوبي. قناة "المهرية" تُعتبر رأس الحربة في هذا المجال، حيث تم تأسيسها بتمويل قطري وتشغيل تركي لخدمة هذا الغرض على وجه التحديد، مستغلةً الموقع الجغرافي الحساس لمحافظة المهرة.

تعمل هذه القنوات على إعادة إنتاج الصراعات التاريخية يتم نبش خلافات الماضي، سواء كانت سياسية أو مناطقية، وتقديمها للجيل الجديد على أنها واقع قائم ومستمر.
يتم تصوير تاريخ الجنوب على أنه سلسلة من الصراعات بين أبنائه، بهدف زرع عدم الثقة بين المكونات الجنوبية المختلفة. يتم تجاهل كل محطات الوحدة والتصالح والتكاتف التي مر بها الجنوب، والتركيز فقط على نقاط الخلاف.

كما تمارس هذه القنوات سياسة "فرّق تسد" بشكل احترافي حيث يتم دعم أصوات نشاز داخل المجتمع الجنوبي، وتضخيمها إعلاميًا، وتقديمها على أنها "تيارات سياسية" أو "مكونات مجتمعية" لها وزنها. أي شخصية تعارض المجلس الانتقالي الجنوبي، بغض النظر عن تاريخها أو حجمها الحقيقي، تجد أبواب هذه القنوات مفتوحة لها لتصبح "زعيمًا" أو "محللًا استراتيجيًا". الهدف هو خلق انطباع بوجود انقسام عمودي وأفقي في الشارع الجنوبي، وأن المجلس الانتقالي لا يمثل الجميع.


التحريض المناطقي هو السلاح الأكثر فتكًا حيث تعمل هذه القنوات على تصوير أي تعيين في منصب مدني أو عسكري على أنه "استحواذ" من قبل أبناء منطقة معينة على حساب مناطق أخرى.
يتم الترويج لمقولات مثل "تهميش حضرموت" أو "إقصاء شبوة" أو "السيطرة على المهرة"، في حين أن الواقع يظهر أن قيادة المجلس الانتقالي ومؤسساته تضم شخصيات من جميع محافظات الجنوب. يتم تجاهل الكفاءة والخبرة كمعايير للتعيين، والتركيز فقط على هوية الشخص المناطقية لإثارة الحساسيات. تسعى قناة "المهرية" على وجه الخصوص إلى تصوير محافظة المهرة على أنها ضحية لمشروع "احتلال" من قبل بقية الجنوب، متجاهلة الروابط التاريخية والاجتماعية العميقة التي تربط المهرة ببقية النسيج الجنوبي.

هذا الاستهداف الممنهج للوحدة الوطنية لا يهدف فقط إلى إضعاف الموقف السياسي للمجلس الانتقالي، بل يهدف إلى تدمير مستقبل الجنوب ككل. إنه يزرع بذور حرب أهلية مستقبلية، ويجعل من الصعب بناء دولة مستقرة وموحدة. إنه يكشف عن الطبيعة التدميرية لمشروع الإخوان، الذي لا يتردد في حرق الأوطان من أجل تحقيق مكاسبه الحزب


* تفكيك آلة التضليل الإخوانية


تعتمد قنوات الإخوان على ترسانة من أساليب التضليل الإعلامي التي تم تطويرها على مدى سنوات، والتي تهدف إلى تجاوز العقل النقدي للمشاهد والتأثير مباشرة على عواطفه وغرائزه. هذه الأساليب، التي تفتقر إلى أي التزام بأخلاقيات الصحافة، يمكن تفكيكها على النحو التالي:
الفبركة هذا هو المستوى الأدنى من التضليل، حيث يتم اختلاق أخبار وقصص لا وجود لها على الإطلاق. أبرز مثال على ذلك كان الشائعة التي روجت لها هذه القنوات بشكل مكثف حول "وصول وفد إسرائيلي إلى عدن". تم بناء قصة كاملة حول هذا "الحدث"، مع تفاصيل عن "طائرة خاصة" و"لقاءات سرية". لاحقًا، تبين أن الصورة المستخدمة كـ"دليل" كانت للقاء قديم جمع قيادات جنوبية مع باحثين غربيين. الهدف من هذه الفبركة كان واضحًا: شيطنة قيادة الجنوب، وتقديم مبرر للحوثيين لاستهداف عدن، وإثارة غضب الشارع العربي والإسلامي.

التلاعب بالسياق وهذا الأسلوب أكثر خبثًا، حيث يتم استخدام معلومة أو صورة أو فيديو حقيقي، ولكن يتم وضعه في سياق مضلل تمامًا. على سبيل المثال، يمكن أخذ مقطع فيديو لاشتباك قديم بين فصائل أمنية، وإعادة نشره على أنه دليل على "اقتتال داخلي" بين وحدات القوات المسلحة الجنوبية اليوم. أو يمكن أخذ صورة لمواطن يشكو من مشكلة شخصية، وتقديمها على أنها "صرخة" تمثل "كل شعب الجنوب". هذا الأسلوب فعال لأنه يعتمد على جزء من الحقيقة، مما يجعل دحضه أكثر صعوبة بالنسبة للمتلقي.

*السقوط المهني والأخلاقي: عندما تموت المبادىء*

يمثل أداء قنوات الإخوان في اليمن نموذجًا صارخًا للسقوط المهني والأخلاقي. لقد تخلت هذه المنصات عن الدور المفترض للإعلام كسلطة رابعة تراقب وتكشف الحقيقة، وتحولت إلى مجرد أدوات في معركة سياسية، لا تختلف كثيرًا عن الجناح العسكري أو السياسي للحزب.
على المستوى المهني انتهكت هذه القنوات كل المبادئ الأساسية للعمل غابت الموضوعية تمامًا، وحل محلها الانحياز الكامل لأجندة الجماعة. بحيث لا يوجد أي توازن في عرض وجهات النظر، فالرأي الآخر (الجنوبي) إما غائب تمامًا أو يتم تقديمه في صورة

لا يوجد أي جهد للتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها. الشائعات والأخبار الكاذبة تُنشر بسرعة البرق، وإذا ثبت كذبها لاحقًا، لا يتم نشر أي اعتذار أو تصحيح. المصداقية ليست أولوية.
يتم التعامل مع القضايا والشخصيات بمعايير مزدوجة. يتم تبرير أخطاء وفساد حلفاء الإخوان، بينما يتم شيطنة خصومهم وتجريمهم حتى قبل ثبوت أي إدانة.
يتم استخدام معاناة الناس من الفقر والمرض وانعدام الخدمات كوقود للحملات السياسية، دون أي اعتبار حقيقي لمشاعر الضحايا أو خصوصيتهم.

يساهم الخطاب الإعلامي لهذه القنوات بشكل مباشر في تأجيج الصراعات ونشر الكراهية بين مكونات المجتمع.
هذا لا يعتبر فقط غير أخلاقي، بل هو جريمة يعاقب عليها القانون في العديد من الدول.

تتعرض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وقادة القوات المسلحة الجنوبية لحملات تشهير ممنهجة تستهدف سمعتهم الشخصية والعائلية. يتم فبركة قصص واتهامات لا أساس لها من الصحة، بهدف اغتيالهم معنويًا بعد الفشل في هزيمتهم سياسيًا وعسكريًا.

الموقف الإعلامي من عمليات مكافحة الإرهاب، والذي يصل إلى حد الدفاع عن التنظيمات الإرهابية والتشكيك في جرائمها، يمثل انحطاطًا أخلاقيًا غير مسبوق. إنه يضع هذه القنوات في صف واحد مع أعداء الإنسانية.

إن هذا السقوط لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة طبيعية لتبعية هذه القنوات الكاملة لمشروع سياسي مؤدلج لا يؤمن بالديمقراطية أو حرية الإعلام، بل يرى في الإعلام مجرد أداة للوصول إلى السلطة والحفاظ عليها، حتى لو كان الثمن هو تدمير الأوطان.

*استراتيجية المواجهة الإعلامية الفعالة*

لمواجهة حرب التضليل الإعلامي الممنهجة، لا بد من الانتقال من الدفاع إلى الهجوم عبر استراتيجية متكاملة يقودها الإعلام الجنوبي بكافة وسائله. يقع على عاتقه العبء الأكبر في هذه المواجهة، ويتطلب ذلك تأسيس وحدات متخصصة في "صحافة البيانات والتحقق" لرصد الأخبار الكاذبة وتفكيكها بشكل فوري بالأدلة الدامغة، قبل أن تترسخ في وعي الجمهور. وبالتوازي، يجب ألا يكتفي الإعلام بالرد، بل عليه المبادرة بالهجوم المضاد عبر التحقيقات الاستقصائية الموثقة التي تكشف فساد منظومة الخصوم وارتباطاتهم المشبوهة. كما أن إبراز "الرواية الجنوبية" بشكل متكامل وواضح حول عدالة القضية وإنجازات المؤسسات وبطولات القوات المسلحة الجنوبية، يساهم في بناء صورة إيجابية وحقيقية، وكل ذلك يجب أن يتم في إطار من المهنية العالية والدقة والموضوعية، لأن الإعلام المهني هو السلاح الأقوى الذي يبني الثقة مع الجمهور ويجعل من الصعب على الخصوم التشكيك في مصداقيته.


*بناء حصانة وطنية شاملة



إن الحرب الإعلامية التي تُشن اليوم ليست مجرد سجال سياسي، بل هي استراتيجية تدمير شاملة تستهدف وجود الجنوب ككيان موحد ومستقر، حيث تُستخدم الشائعات كعبوات ناسفة لاغتيال الوعي وتفتيت النسيج الاجتماعي وتقويض الثقة بين الشعب وقيادته. لذلك، يجب أن تكون المواجهة عملاً مؤسسياً دائماً يهدف إلى بناء "حصانة مجتمعية" متكاملة ضد وباء التضليل. تبدأ هذه الحصانة من المدرسة والجامعة، عبر تضمين مناهج التربية الإعلامية التي تسلح الأجيال الجديدة بمهارات التفكير النقدي والقدرة على التحقق من المصادر. وتمر هذه الاستراتيجية حتماً عبر دعم إعلام جنوبي قوي، حر، ومهني قادر على المنافسة وكشف الحقيقة. وتكتمل هذه الحصانة بوعي كل فرد جنوبي بأنه خط الدفاع الأول عن وطنه في هذا الفضاء الرقمي المفتوح، فالانتصار في معركة الوعي لا يقل أهمية عن الانتصار العسكري، لأن الأوطان التي تُهزم في وعيها، تسقط حتى لو بقيت أسلحتها مرفوعة.