البيان السياسي الصادر عن المهرجان الجماهيري الحاشد في مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت بمناسبة الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة

الرئيس الزُبيدي يفتتح مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين في مديريتي الأزارق وجحاف بالضالع.. انفوجرافيك

أبرز ما جاء في كلمة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بمناسبة الذكرى 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة



اخبار وتقارير

الخميس - 16 أكتوبر 2025 - الساعة 12:12 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ عبدالكريم أحمد سعيد



في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، يطل الجنوب بمشهد وطني متماسك يعكس مستوى متقدم من النضج السياسي والتكامل المجتمعي. وهو مشهد يجسد ملامح التحول نحو مرحلة جديدة من الوعي الوطني، حيث تتوحد الإرادة السياسية مع الفعل الميداني في إطار مشروع وطني يسير بثبات نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية.

لقد خرجت الجماهير في الضالع لتجدد ارتباطها بمبادئ أكتوبر الأولى، وتعبر عن ثقتها بقيادتها السياسية المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي. لم يكن ذلك الاحتشاد مجرد فعالية جماهيرية، بل فعلاً سياسياً منسجماً مع التحولات الراهنة، ورسالة واضحة بأن الجنوب ما زال متمسكاً بحقوقه المشروعة في تقرير مصيره واستعادة دولته.

وفي المقابل، شكل المشهد الجماهيري بالأمس في شبام حضرموت امتداداً طبيعياً لذلك الزخم، ومؤشراً على أن الجنوب بمختلف مكوناته الجغرافية والاجتماعية بات يتحرك ضمن إطار وطني موحد .. إن خروج حضرموت بهذا الحجم وهذا الوعي يعكس انتقال القضية الجنوبية من مرحلة المطالب إلى مرحلة التمكين، ومن الخطاب العاطفي إلى العمل المنظم والمؤسسي القائم على وحدة الهدف والمصير.

كما أظهر الحضور القيادي والسياسي للرئيس الزبيدي في الضالع بعداً استراتيجياً واضحاً، حيث جاء خطابه منسجماً مع متطلبات المرحلة، جامعاً بين الثبات على الثوابت والانفتاح المسؤول على الشركاء الإقليميين والدوليين. وهو بذلك رسخ نهجاً واقعياً في إدارة الملف الجنوبي، قائماً على مبدأ الشراكة لا الصدام، وعلى الحوار لا العزلة، بما ينسجم مع رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي في بناء دولة مستقلة ذات حضور إقليمي فاعل.

إن تفاعل حضرموت مع هذا الخطاب، قد أضفى على المشهد بعده الوطني الكامل فحين تتجاوب حضرموت – بثقلها الجغرافي والاقتصادي والثقافي – مع الضالع مهد التحولات الوطنية والصمود، فإن ذلك يعكس تحولاً نوعياً في بنية الوعي الجمعي الجنوبي، القائم اليوم على الإدراك العميق لأهمية التكامل الداخلي كأساس لبناء الدولة القادمة.

إن ما جرى خلال اليومين الماضيين لاحياء ذكرى اكتوبر يشير بوضوح إلى أن الجنوب لم يعد فقط مجرد جغرافيا موحدة، بل أصبح يمتلك وعياً سياسياً جمعياً تتكامل فيه الأدوار بين القيادة والمجتمع. لقد تجاوز الخطاب الجنوبي منطق الشعارات إلى بناء مشروع وطني واقعي، يوازن بين الطموح الثوري والنهج الدبلوماسي، ويضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات.

ومن ردفان إلى الضالع، ومن حضرموت إلى عدن، ومن أبين إلى شبوة ، ومن المهرة إلى سقطرى، يتجدد اليوم روح أكتوبر في صورته الحديثة، ليؤكد أن الثورة لم تكن حدثاً ماضياً، بل مشروعاً مستمراً لبناء دولة جديدة تستند إلى الإرادة الشعبية، وتحمل في جوهرها مبادئ وقيم الثورة التحررية.

إن مشهدي الضالع وحضرموت لا يمثلان فقط حشوداً جماهيرية، بل يعكسان توازناً دقيقاً بين الشرعية الشعبية والقيادة السياسية، وبين التاريخ الثوري والرؤية المستقبلية. ومن خلال هذا التوازن، يؤكد الجنوب أنه يسير بثقة نحو استعادة مكانته ودولته، في إطار من المسؤولية الوطنية والالتزام الإقليمي، وبما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبهذه المناسبة التاريخية أثبت الجنوبيون بأن وحدتهم الداخلية لم تعد خياراً تكتيكياً، بل أصبحت واقعاً سياسياً واجتماعياً نابعاً من وعي عميق وإرادةٍ راسخة. وهكذا يعيد الجنوب صياغة مشهده الوطني بروح أكتوبر المتجددة، واضعاً لبنات الدولة الجنوبية القادمة على أسس من التلاحم، والرؤية المتزنة، والفكر الاستراتيجي الواعي، المستمد قوته من إرادة الشعب الجنوبي العظيم.