اخبار وتقارير

الخميس - 04 سبتمبر 2025 - الساعة 09:03 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / منير النقيب


في خطوة تعكس التوجه الإستراتيجي نحو بناء الإنسان الجنوبي كأولوية وطنية، ودّع الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس في مطار عدن الدولي، 100 طالب وطالبة من مختلف محافظات الجنوب، أثناء مغادرتهم إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، ضمن منحة دراسية مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

المنحة التي تشمل عددًا من التخصصات العلمية الحيوية، تأتي في سياق اهتمام متزايد من القيادة الجنوبية بدعم التعليم العالي والنوعي، وفتح آفاق أرحب أمام الشباب الجنوبي للانخراط في مسارات أكاديمية حديثة ومطلوبة على مستوى العالم والمنطقة.


الزُبيدي: أنتم سفراء الجنوب


خلال توديعه للطلاب، ألقى الرئيس الزُبيدي كلمة أبوية ومليئة بالتوجيهات الوطنية، دعا فيها الطلاب إلى الجد والاجتهاد، مؤكدًا على أنهم سيكونون "خير سفراء للجنوب"، وأن عليهم العودة محملين بالعلم والمعرفة لخدمة وطنهم. كما عبّر عن شكره العميق لدولة الإمارات، ممثلة برئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمها السخي والمتواصل في شتى المجالات، وعلى رأسها قطاع التعليم الذي وصفه بأنه "الاستثمار الحقيقي في الإنسان".


*التعليم ركيزة المشروع الوطني

تؤكد هذه الخطوة – التي تأتي بإشراف مباشر من الرئيس الزُبيدي – أن التعليم ليس بندًا ثانويًا في أجندة الجنوب السياسية، بل حجر زاوية في مشروع الدولة الجنوبية الحديثة. ويمثل ابتعاث هذه الكوكبة من الطلاب، الذين تم اختيارهم من بين أوائل ومتفوقي محافظات الجنوب، بداية مسار علمي وتنموي واعد، يعوّل عليه في تأسيس قاعدة معرفية صلبة تنهض بمستقبل الجنوب في مختلف المجالات.
هذه المبادرة ليست حدثًا معزولًا، بل جزء من رؤية استراتيجية تتبناها القيادة الجنوبية، تؤمن بأن نهضة الأوطان تبدأ من بناء الإنسان وتأهيله، خصوصًا في ظل العقود الطويلة من التهميش والإقصاء التي عاشها الجنوبيون في ظل الاحتلال اليمني.


*دعم مستدام


ليست هذه هي المرة الأولى التي تقف فيها دولة الإمارات إلى جانب الجنوب، لكن المنحة التعليمية الحالية تحمل أبعادًا أكثر عمقًا من سابقتها؛ إذ تُجسّد الانتقال من مرحلة الإغاثة وإعادة الإعمار إلى مرحلة البناء المؤسسي والتنمية البشرية.
على مدار سنوات، قدمت الإمارات سلسلة من المبادرات في مجالات الصحة، البنية التحتية، الأمن، والإغاثة. واليوم، تنتقل إلى الاستثمار في أهم ثروة يملكها الجنوب: الإنسان.
المنح الدراسية الحالية لا تعني فقط تمويلًا أكاديميًا، بل هي بوابة لخلق نخبة شبابية متعلمة ومؤهلة، قادرة على قيادة المؤسسات، والمشاركة بفعالية في بناء مجتمع مدني حديث، مزود بالمعرفة والمهارات.

*صناعة القادة

كل طالب من هؤلاء هو مشروع قائد في مجاله، سواء في الطب أو الهندسة أو التقنية أو العلوم الإنسانية. ويمثل هذا الجيل المنتظر نواة لنهضة علمية شاملة تخرج بالجنوب من مربع المعاناة والتبعية إلى دائرة التمكين والإنتاج.
وهي نهضة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال رعاية التعليم النوعي، وهو ما تدركه القيادة الجنوبية، وتدعمه الإمارات بإيمان وثبات.


*العلاقات الإماراتية الجنوبية


لم تأتِ هذه المنح من فراغ، بل تُعدّ امتدادًا طبيعيًا لتحالف استراتيجي طويل ومتين بين الإمارات والجنوب، تحالفٌ بدأ عسكريًا وأمنيًا، وتطور إلى تعاون سياسي وإنساني وتنموي.
الإمارات، منذ الأيام الأولى لمعركة تحرير الجنوب، لم تكن مجرد داعم عابر، بل شريك فاعل، وحاضر دائم في مفاصل الحياة الجنوبية.
واليوم، تؤكد المنح الدراسية أن هذا الدعم لم يكن لحظة طارئة، بل مسار متكامل يُبنى على الثقة والالتزام والإخاء.

الزُبيدي يراهن على العقول


من خلال متابعته المباشرة لهذه الخطوة، يثبت الرئيس عيدروس الزُبيدي أن رهان المشروع الجنوبي لا يقوم فقط على الموارد، بل على العقول.
الزُبيدي الذي واكب عن كثب معاناة التعليم الجنوبي في زمن الاحتلال، يدرك تمامًا أن أي مشروع سياسي أو اقتصادي، بلا تعليم، سيظل هشًا.
لذا، فإن اهتمامه بالتعليم ليس ترفًا، بل جزء من عقيدته الوطنية، وإحدى ركائز برنامجه السياسي لبناء دولة جنوبية عصرية.


*بوابة المستقبل


في عالم تحكمه المعرفة، لم يعد التحرر السياسي كافيًا، بل يحتاج إلى تحرر معرفي.
وهنا، تبرز أهمية هذه المنح التعليمية، التي تضع الطلاب الجنوبيين على طريق الريادة، وتمنحهم الأدوات اللازمة لصناعة الفارق.
دعم الإمارات في هذا السياق لا يقتصر على التعليم العالي فقط، بل هو استمرار لسلسلة دعم طويلة بدأت بإعادة تأهيل المدارس وتوفير الاحتياجات التعليمية، وتطورت اليوم لتشمل المنح الجامعية النوعية.

* انطلاق التنمية


هذه المبادرة لا تسهم فقط في بناء الفرد، بل تؤسس لتحول تنموي واسع، تُصبح فيه العقول المؤهلة هي القوة المحركة للنهضة،
ولأن بناء الإنسان هو الضمانة الأولى للاستقرار، فإن الإمارات تثبت مرة أخرى أنها تفكر في المستقبل، وتؤمن بأن الشراكة الحقيقة تبدأ من التعليم وتنتهي بالتنمية المستدامة.


*التعليم عمود الدولة


بهذه الخطوات، يقترب الجنوب أكثر من حلم الدولة.
فمشروع بناء الدولة لا يقوم على الشعارات، بل على برامج عملية تبدأ بتأهيل الشباب، وتمكينهم من أدوات العصر.
والقيادة الجنوبية، ممثلة بالرئيس الزُبيدي، تراهن على هذا الجيل ليحمل مشعل التغيير، ويواصل مسيرة التحرر والبناء.

* شراكات تصنع التمكين

تؤكد هذه المبادرة المشتركة أن الجنوب لم يعد يبحث عن مساعدات مؤقتة، بل عن شراكات حقيقية تُفضي إلى التمكين. ومع دعم الإمارات ورؤية القيادة الجنوبية، فإن المستقبل يبدو أقرب من أي وقت مضى.