الثلاثاء - 02 سبتمبر 2025 - الساعة 10:16 م
لقد كان الجيش الجنوبي في حقبة السبعينات مدرسة فريدة، ليس فقط في التدريب والتأهيل العسكري، بل أيضًا في ترسيخ قيم الانضباط والاستقامة في السلوك. كان جندي الجنوب رمزًا للوفاء للوطن، وحارسًا للسيادة، ومثالًا يحتذى به بين الجيوش العربية في التكتيك والعملية والمهارة. لم يكن مجرد مؤسسة عسكرية، بل كان روحًا وطنية صلبة تُجسد معنى الولاء والنزاهة، جيشًا لا يعرف الوساطات ولا المحاباة، بل يعرف الحق والعدل والمساواة. ومن هنا اكتسب هيبته التي جعلت الآخرين يهابونه احترامًا لقدراته وكفاءته.
بقلم المجند/ فضل بن نعم
الدفعة (٢٣) لعام ١٩٨٧م
ومن هذة المدارس
العميد ركن القائد محسن حمادي أحد القادة المؤهلين وبامتياز، واستطاع هذا القائد إعداد جيل عسكري محترف حامي للسيادة. وكان حينها الركن التدريبي في لواء العند لاستقبال المجندين من خريجي الثانوية العامة وموظفي الدولة والمستجدين، وكان يصل عدد الدفعة التدريبية إلى ١٢ ألف فرد قوام الدفعة ٢٣. وكان القائد محسن حمادي الركن المهم في تأهيل تلك الدُفَع العسكرية، فأصبحت قوة عسكرية متمكنة ومؤهلة تدريبيًا ونظاميًا واستقامة وسلوك. وكانت في معسكر مدارس عسكرية متخصصة مثل مدرسة الدبابات والمدفعية والاتصالات وغيرها، وكل هذا كان يقودها القائد الأكاديمي محسن حمادي.
وأنا كنت ضمن الدفعة ٢٣ مجند لعام ١٩٨٧م، وكان القائد محسن حمادي ركنًا تدريبيًا للواء العند، وكان قائد اللواء محمد أحمد القذافي الرجل العسكري الصلب . والاثنان معًا، القائد القذافي والركن التدريبي محسن حمادي، شكّلوا المجد في تخريج الدُفَع العسكرية تأهيلًا عاليًا تكتيكيًا وعسكريًا وإداريًا ومتخصصًا، جعلتهم جيشًا وطنيًا جنوبيًا أكثر احترافية ومهارة، وحاميًا للمكاسب والسيادة الوطنية، وجيشًا مهابًا تهابه جيوش الآخرين.
ولم تكن هناك وجود للوساطات أو المحاباة، بل الكل سواسية كأَسنان المشط، لا فرق بين ابن مسؤول أو قيادي حزبي أو ابن رئيس البلاد أو ابن قائد الحزب والدولة. كنا نتساوى في الخدمة والحقوق والواجبات دون تمييز، ولم تكن الرشوة حاضرة، بل الشجاعة والنزاهة والمساواة والإخلاص والهيبة هي الحاضرة.