اخبار وتقارير

الإثنين - 14 يوليو 2025 - الساعة 10:04 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ رامي الردفاني


تمارس القيادات الحوثية المكر و الخديعة بعدما شدد المجتمع الدولي عليهم الخناق ووصفهم كمنظمة إرهابية وذلك نتيجة ارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين والعاملين في المجال الإنساني من الموظفين في الامم المتحدة في مناطق سيطرتهم بالإضافة إلى اعتداءاتهم المتكررة على الملاحة البحرية والسفن التجارية في البحر الاحمر وخليج عدن .. مما سبب لهم تلك الممارسات من خناق وإرباك في تحركاتهم وهو ما جعلهم أن يتخذون وسيلة أخرى في تحركاتهم عبر اتخاذ وسيلة التخفي لأجل المرور عبر منافذ كانت برية أو جوية كان إلى عمان أو إيران لأجل تنفيذ مشاريع تدميرية أو استثمارية لصالح قيادات الصف الاول من المليشيات الحوثية.

* قيادة الحوثي في قبضة القوات الجنوبية

مهما تعددت الوسائل والطرق المؤدية إلى الجنوب لن تجد قيادة مليشيات الحوثي أو التنظيمات المتطرفة أن يكون الجنوب بوابة عبور وترنزيت إلى بعض الدول التي تربطهم في مليشيات الحوثي أو جماعة التنظيم كان عن دعمهم بالسلاح أو تزويدهم بالمخدرات لأجل تدمير الجنوب أرضا وشعبا’ لكن لن يتحقق لهم ذلك في ظل اليقظة الأمنية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية الجنوبية على مخارج الحدود الجنوبية مع اليمن , في ذلك السياق فقد القت الأجهزة الأمنية بمطار عدن الدولي على القيادي هشام شرف وزير الخارجية السابق للجماعة أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر رحلة جوية متجهة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من أجل مهمة أوكلت إليه في إطار استثماري وتهريب المخدرات والسلاح لجماعة الحوثي , وعلى الطرف الآخر تقف القوات الجنوبية والأجهزة الأمنية بمحافظة المهرة بالمرصاد للقيادي الآخر محمد الزايدي الذي يمثل أحد أبرز القيادات الحوثية وتقوم في اعتقاله أثناء محاولته دخوله عبر منفذ صرفيت متجهاً الى عمان لأجل مهام يقوم بها مع الجانب العماني التي تمثل داعم رئيسي لمليشيات الحوثي في تهريب السلاح لهم , مما أدى الاعتقال الى توترًا في الوضع الأمني بعد حيث اشتبك الحوثيون مع القوات الأمنية في محاولة لتحريره, واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والجماعات المسلحة التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى جماعات تابعة للشيخ النافذ علي سالم الحريزي، حاولت تحرير الزايدي من أيدي قوات الأمن عبر محاصرة القوات في بلدة دمقوت.



* أهمية صَرْفيت


منفذ صَرْفيت يقع في أقصى شرق المهرة على خط الحدود مع سلطنة عُمان ويُعد المخرج البري الوحيد الذي يربط المحافظة مباشرةً بدولة أخرى.


انعكست هذه الخصوصية الجغرافية على تحوّل المنفذ إلى نقطة مرور مفضّلة لشبكات التهريب التابعة لجماعة الحوثي وبتسهيلات من دولة عمان منذ 2017، بحسب تقارير ميدانية مؤكدة.


وفي سياق متصل , شهد شهر ديسمبر من العام 2024م عندما أعلن أمن محافظة المهرة اعتراض شحنة كوابل ألياف ضوئية في منفذ صَرْفيت كانت موجهة للحوثيين لتعزيز قدرات الطائرات المسيَّرة، وهو ما كشف جانبًا من طبيعة المواد المهربة شرقًا .


تاريخيًا استفاد المهربون من تضاريس حوف الجبلية وكثافة الأشجار الاستوائية التي تحجب خطوط الرؤية وتوفّر مسارات فرعية تؤدي مباشرةً إلى الساحل أو إلى طريق الربع الخالي وهو استثمرتة مليشيات الحوثي لصالحها في تهريب السلاح والمخدرات وبتسهيلات من قوى الإحتلال اليمني التي تتخذ من الشرعية اليمنية المشؤومة غطاء لذلك وهو ما كشفته القوات الجنوبية عن تواجد خلايا تجسسية تعمل لصالح الحوثيين في هرم الرئاسة اليمنية.

كما تساعد شبكة الطُرق الترابية داخل وادي دَمقوت على المناورة بعيدًا عن النقاط الأمنية الرسمية، الأمر الذي ظهر جليًا عندما نصبت مجموعات مسلحة كمينًا لوحدة عسكرية كانت متجهة لتعزيز المنفذ في 8 يوليو .


في المقابل، أصدرت اللجنة الأمنية في المهرة بيانًا مفصّلًا أوضح ملابسات الاعتقال وأكدت استمرار العمليات لتعقب العناصر المسلحة في الجبال المجاورة .


" إشادة الرئيس الزبيدي"

في هذا الشأن
عقد الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لقاءً مع محافظ المهرة محمد علي ياسر، لبحث مستجدات الأوضاع في المحافظة وجهود السلطة المحلية في ترسيخ الأمن وتحقيق التنمية.

مشيدا بالدور الفاعل للسلطة المحلية في المهرة، مثمنًا ما تبذله من جهود للحفاظ على الاستقرار وتسيير عجلة التنمية رغم التحديات التي تمر بها البلاد.

وأكد الرئيس الزبيدي أن هذه الجهود تحظى بتقدير القيادة ودعمها الكامل.

كما عبّر الرئيس الزبيدي عن دعمه للقوات الأمنية والعسكرية في المهرة، وفي مقدمتها محور الغيظة، مشيدًا بإسهاماتها في حفظ الأمن ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة.


وجدد الرئيس الزبيدي تأكيده على حق أبناء المهرة في إدارة شؤونهم بأنفسهم، ومشاركتهم الفاعلة في مختلف المجالات، بما يعزز حضورهم الوطني ويخدم مصالح المحافظة.


" آراء "

ترى مصادر مطلعة محلية أن أي فراغ أمني في هذه النقطة يفتح الباب على مصراعيه أمام تحويل المهرة إلى «معبر بديل» بعد التضييق الدولي على الموانئ الغربية الخاضعة للحوثيين.


وفي سياق متصل أحد المستشارين القانونيين في محافظة المهرة صرح للوسائل الاعلامية بأن وجود جواز دبلوماسي غير معتمد ومزور بحوزة القيادي الحوثي الزايدي لأجل تسهيل إجراءات تحركاته الغير مشروعة مما يكفي قانونيًا لإحالة الموقوف إلى النيابة بتهمة «التزوير واستغلال الصفة العامة».


ويرى مراقبون أنّ سرعة الهجوم تعكس وجود تنسيق مسبق بين المعتدين وجهاتٍ تمتلك معلومات دقيقة عن تحركات التعزيزات العسكرية, ما يُستدل من الحدث أن جماعة الحوثي باتت تعتمد أسلوب «الإرباك المسلح المحدود» لخلق ضغط نفسي على القوات الأمنية وإرباك خططها الأمنية.

مصادر محلية رجّحت علاقة بعض المهاجمين بلجنة «الاعتصام السلمي» بزعامة الشيخ علي الحريزي.


ويجمع خبراء أمنيون على أن ترك الاشتباك بلا معالجة شاملة سيفتح شهية للجماعات المسلحة التي تنشط خارج إطار القانون التي توالي الحوثي وحزب الإصلاح اليمني لتكرار سيناريو «ضربات الخطف والانسحاب» في باقي مناطق المهرة.

لذلك تُعد السيطرة على وادي دَمقوت أولوية تتجاوز مجرد الرد على هجوم عابر، لأنها تمنع ولادة جيب مسلح قد يتطور إلى تهديد مستدام.


" إجراءآت قانونية"


رسميًا خاطبة النيابة الجزائية المتخصصة في العاصمة عدن تولي ملف الحوثي الزايدي الذي سجله التاريخي الدموي في مشاركته في القتل والدمار وتأتي هذه الخطوة لضمان محاكمة شفافة وفق القانون والإجراءات المعمول بها.



" ردود أفعال وتساؤلات "


كما أثارت التساؤلات بين أوساط المجتمع الجنوبي عن كيفية قطع القيادي الحوثي محمد الزايدي مسافة طويلة تقدر بنحو ألف كم من آخر نقطة تسيطر عليها الجماعة الحوثية إلى منفذ المهرة - وعمان، وتساءلوا عن أسرار تجاوزه محافظات عدة تقع في نطاق الحكومة الشرعية اليمنية، هي حضرموت ومأرب وشبوة وغيرها، إلا أن مصادر محلية تناولت سيناريو دخول القيادي الحوثي إلى محافظة المهرة يجري عبر الصحراء وبتاطو حزب الاخوان لكونه يسطر على وادي حضرموت مما سهله عملية الامرور.

كما وجّه القيادي الجنوبي، الشيخ هاني بن بريك، تحذيرًا شديد اللهجة ضد أي محاولات للتوسط للإفراج عن عناصر تابعة لمليشيا الحوثي متورطة في قتل وجرح جنود جنوبيين٠

وقال الشيخ بن بريك في تصريح له على منصة “إكس”، إن “أي أحد يتوسط للإفراج عن حوثي سقط بسببه شهداء وجرحى ينبغي أن يُدرج السجن بدون كلام”، مؤكدًا أن دماء الشهداء والجرحى “ليست هدرًا”٠

ودعا الحكومة إلى كشف أسماء الأشخاص الذين يسعون في مثل هذه الوساطات، مشددًا على ضرورة إحالة العناصر الحوثية إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، وعدم التساهل في هذا الملف الحساس٠

وأضاف هاني بن بريك “الوساطة في هذا عمالة للعدو وخيانة، فكيف بها وقت الحرب”، في إشارة إلى أن مثل هذه التصرفات تعد طعنًا لتضحيات القوات الجنوبية في جبهات المواجهة مع الحوثيين٠
تأتي تصريحات الشيخ هاني بن بريك في وقت تتصاعد فيه المطالبات الشعبية بمحاسبة أي جهات أو أفراد يسعون للإفراج عن القيادي الحوثي الزايدي، وذلك في ظل استمرار المواجهات وسقوط شهداء من القوات الجنوبية على مختلف الجبهات، ما يضع أي وساطة في هذا السياق تحت طائلة الاتهام بالخيانة والتواطؤ مع العدو٠


كما عبر الكاتب السياسي خالد سلمان عبر تغريدة له على منصة"إكس" أن توقيف القيادي الحوثي "يكشف عن تغلغل حقيقي للجماعة في المناطق المحررة، ليس بالعواطف أو الانتماء المذهبي، بل بالسلاح والخلايا النشطة".


واضاف بالقول: إن ما جرى في المهرة "أخرج المسكوت عنه إلى العلن، فالزايدي ليس مجرد فرد بل مؤشر على اختراق منظم وتواطؤ صامت"، مشيراً إلى أن الحادثة تطرح سؤالاً وجودياً حول من يحكم المهرة اليوم، ومدى نفوذ جماعة الحوثي فيها، لا سيما في ظل تداول أنباء عن وساطات للإفراج عن القيادي الحوثي.


كما اعتبر المستشار السابق لمحافظ المهرة أحمد عبدالله بلحاف أن العملية دليلاً على تنامي خطر ما وصفه بـ"مخططات جماعة الاعتصام الحوثية وميليشياتها"، محذراً من "حال التراخي الرسمي في مواجهة ما يجري من اختراق وإنشاء معسكرات وتهريب أسلحة وأموال وقيادات حوثية عبر المهرة"


وفي شأن هذا كتب الكاتب الجنوبي محمد النعماني مقالآ مطول قال فيه : " في آخر عروض السيرك السياسي اليمني، ظهر القيادي الحوثي محمد الزايدي، لا في صعدة أو صنعاء، اليمنية بل في محافظة المهرة جنوباً .

واضاف بالقول: مشهد هزلي يُثبت مرة أخرى أن صراعات الشماليين لا تعرف حدوداً وأن الجنوب، في نظرهم، مجرد ساحة مفتوحة لتجريب كل أنواع الخراب .


وأشار: أن الزايدي، الذي لم يعثر أحد على مذكرة اعتقال بحقه في مأرب، انطلق في رحلته العجيبة من صنعاء اليمنية إلى عمان عبر مأرب ووادي حضرموت تحفه طقوم عسكرية، وتُفتح له النقاط دون سؤال أو تفتيش كل شيء كان يسير بسلاسة… حتى وصل إلى المهرة!
وهنا، فجأة، صرنا نسمع نغمة جديدة: الجنوب ممر للحوثيين!
نعم، الجنوب الذي يقاتل الحوثي، ويضحّي بشبابه على الجبهات، ويقدّم أمنه الداخلي قرباناً للمشروع الوطني، أصبح بقدرة قادر محطة تهريب ومعبراً آمناً لرجال إيران!
هذه الرواية المضحكة المبكية، والتي لا تحتاج إلى تفنيد بقدر ما تحتاج إلى قهقهة مُرّة، ليست مجرد خلل في الفهم أو التصريحات، بل محاولة مكشوفة وممنهجة تهدف إلى: عندما تعجز القوى المتناحرة في الشمال عن حسم معاركها أو حتى ضبط شوارعها، تجد في الجنوب “كبش فداء” مناسبًا يحمل عنها العار، ويشغل الناس عن حقيقتها.

وتابع قائلاً: تصوير الجنوب كحاضنة أو طريق عبور للحوثيين هو خدعة سياسية قذرة، تريد أن تخلط بين الضحية والجلاد، وتطمس الحقيقة الوحيدة: أن الجنوب قاتل الحوثي عندما كان الآخرون ينسقون معه أو يفرّون من مواجهته.

الخصوم لا يريدون مواجهة الحوثي في صنعاء أو صعدة، بل يريدون توجيه المعركة نحو المهرة، لأن صنعاء اليمنية مكلفة بينما الجنوب مكسب سياسي إن تم تشويهه.


وأوضح النعمان قائلاً: أن الجنوب ليس ممراً ولا مختبراً لتجارب فاشلة إنه خندق مقاومة، ومقصلة لكل مشروع مشبوه. والأمن الجنوبي، رغم كل التحديات، أثبت أنه الوحيد الذي يواجه الحوثيين على الأرض فعلاً لا عبر “البيانات الحازمة” والتغريدات العاطفية.
أما من مرّر الزايدي من مأرب إلى المهرة فلا يزال يبيع لنا بطولات كرتونية، ويغرّد عن السيادة بينما تُباع السيادة على قارعة الطريق مقابل “تسهيل مرور” .

موكدا: أن الجنوب لن يكون ساحة عبور، ولا ساحة عبث الزايدي مرّ من عندهم، وأوقف عندنا ومن يحاول أن يجعل الجنوب هو المشكلة سيبوء بالخسارة والخذلان.


"الانتقالي الجنوبي بالمهرة يحذر من انفلات أمني ويدعو لحماية السيادة"

أعربت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة عن قلقها من تصاعد التوتر الأمني عقب اشتباكات أعقبت اعتقال قيادي حوثي على منفذ صرفيت الحدودي، أسفرت عن استشهاد جندي وإصابة آخرين.

وفي بيانها، ندّدت القيادة بتنامي نفوذ الجماعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، محذرةً من تحالفات مشبوهة تهدد استقرار المحافظة. وأكدت رفضها لجر المهرة نحو الفوضى، مشيدةً بتضحيات القوات الأمنية وتعاون سلطنة عمان.

ودعت إلى تحقيق عاجل وكشف ملابسات الحادث، مطالبةً بفرض هيبة الدولة وتكثيف الرقابة على المنافذ. كما حثت أبناء المهرة على التكاتف لصد مشاريع الفوضى والتصدي للتهديدات التي تستهدف أمن وسلامة المحافظة.