4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في منعطف جديد يكشف عن حجم التحديات التي تواجه دولة الجنوب العربي من تأمر قوى الإحتلال اليمني بشتى انتمائتهم السياسية، وكان لمحافظة المهرة نصيب من هذا العداء الذي تمارسه تلك القوى اليمنية وما شهدته المحافظة في الآونة الأخيرة خير دليل , ولكن الحس الأمني وإرادته ، نجح في إحباط تسلل فاشل بقيادة القيادي الحوثي محمد أحمد الزايدي عبر منفذ صرفيت الحدودي إلى عمان ولكن القوات الأمنية أوقعت الزايدي في قبضتها قبل دخوله عمان .
حيث تلك الحادثة لم تمر مرور الكرام، بل أطلقت سلسلة من ردود الفعل الإعلامية والسياسية التي أعادت المهرة إلى صدارة الأخبار، ليس فقط كموقع جغرافي، بل ككيان استراتيجي ذو إرادة وطنية مستقلة في إطار دولة الجنوب.
*المهرة لم تعد صامتة
وفي هذا الصدد
قال الصحفي والباحث السياسي عدنان العُمري في تغريدة له على منصة إكس قال فيها: أن المهرة اليوم تكسر حاجز الصمت ، وما حدث في صرفيت ليس حادثًا عابرًا، بل رسالة واضحة بأن الجنوب لن يسمح بتحويل مناطقه إلى ثغرات للتمرد الحوثي.
وأضاف : ما يفعله أبناء محافظة المهرة هو دفاع عن كل الجنوب، ولا يجب أن يُنظر إليهم كمجرد حالة أمنية، بل كقيادة شعبية ناضجة ومستوعبة للمخاطر".
من جانبه، غرّد الإعلامي المهري سالم بلحاف قائلاً: "نحن لسنا فقط ضد التسلل الحوثي، نحن ضد طمس هوية المهرة وتحويلها إلى ورقة بيد تجار الحروب معبرا بالقول اليوم بدأنا نكتب تاريخًا جديدًا".
* المعركة تتجاوز البعد الأمني
يرى المحلل السياسي د. فهد المرهبي أن الحدث يعكس تحولًا جذريًا في طبيعة تعاطي المهرة مع التهديدات الحوثية و لأول مرة، تتعامل المهرة بوضوح مع الخطر الحوثي كعدو مباشر، لا كمشكلة عابرة. هذا التحول يُحسب لأبناء المحافظة وقياداتها، ويثبت أن الوعي السياسي والأمني في تصاعد لافت".
وفي ندوة متخصصة نظمها مركز دراسات الجنوب الجديد، أشار الخبير في الشؤون الإقليمية مازن الكندي إلى البُعد الجيوسياسي لما يحدث: المهرة ليست فقط محافظة هادئة ذات طبيعة خلابة، بل بوابة بحرية وبرية للدولة الجنوبية القادمة.
وقال : أن السيطرة عليها تعني السيطرة على جزء من السيادة، ومن هنا نفهم لماذا تُستهدف المهرة بهذا الشكل المكثف".
* أبعاد العملية الأمنية
بحسب مصدر أمني جنوبي، فإن الزايدي لم يكن مجرد عابر سبيل، بل كان ينسق عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر شبكة ممتدة، تشمل عناصر داخل وخارج اليمن.
واضاف المصدر ذاته أن عملية إيقافه كشفت أسماء وشبكات جديدة كانت تعمل تحت غطاء تجاري، وهو ما وصفه المصدر بـ"ضربة نوعية أوجعت الحوثيين في خاصرتهم الشرقية".
كما أن هذا النجاح دفع القيادة السياسية الجنوبية، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، إلى توجيه الشكر لأبطال المهرة، مؤكدًا أن المهرة "ليست ممرًا للتمرد، بل ركيزة للسيادة الوطنية الجنوبية"
* المهرة ترسم خريطة الجنوب
أثبتت العملية الأمنية في محافظة المهرة، أن تكون بداية انطلاق تحول استراتيجي في تموضع المهرة داخل خارطة المشروع الجنوبي من ساحة مراقبة إلى ساحة قيادة ومن صمت الهامش إلى صوت المركز.
كما أن المهرة اليوم تثبت أنها ليست فقط "بوابة الجنوب" بل درعه السياسي والأمني في وجه كل المخاطر التي تحاك ضد شعب الجنوب .