الأربعاء - 17 ديسمبر 2025 - الساعة 09:03 م بتوقيت عدن ،،،
تواصل المليشيات الحوثية تصعيد تحركاتها العسكرية باتجاه الجنوب، يتمثل ذلك في حفر أنفاق، وشق طرق عسكرية، ونقل منصات صاروخية، ضمن تحركات منظمة تعكس انتقالها إلى نمط عمل عسكري أكثر تعقيداً، في محاولة لتعويض خسائر استراتيجية تكبدتها خلال الفترة الأخيرة.
وقد شكّلت سيطرة القوات الجنوبية على محافظتي حضرموت والمهرة تحولاً مفصلياً في موازين الصراع، إذ أدت إلى إضعاف شبكات التهريب التي اعتمدت عليها المليشيات الحوثية في إيصال السلاح والدعم الإيراني.
هذه التطورات وُصفت من قبل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأنها تمثل انتكاسة تماثل ما تعرضت له الأذرع الإيرانية في لبنان وسوريا، بعد تعطّل مسارات الإمداد التي كانت تمر عبر المهرة إلى وادي وصحراء حضرموت، ثم إلى مناطق التلاقي بين الحوثيين وجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة في الجوف ومأرب.
وعقب هذه الخسارة، دخلت المليشيات الحوثية حالة استنفار واسعة، وأطلقت حملات تحشيد قبلي تحت مسمى “النكف”، إلا أن التفاعل معها جاء محدوداً مقارنة بمراحل سابقة.
في الوقت ذاته، واصلت الدفع بتعزيزات بشرية ومادية إلى جبهات التماس الممتدة من حريب حتى الضالع والساحل الغربي، في مسعى لتعزيز مواقعها الدفاعية ومنع أي اختراق جديد.
ميدانياً، نفذت المليشيات أعمالاً هندسية عسكرية شملت إنشاء غرف عمليات متقدمة في جبل السياني بمحافظة إب والراهدة في تعز، إلى جانب حفر أنفاق وبناء تحصينات استراتيجية، فضلاً عن نقل قواعد صاروخية باتجاه الجنوب، في مؤشر على نيتها استهداف المنشآت الحيوية والموانئ في حضرموت وشبوة وعدن.
كما شقت المليشيات طرقاً عسكرية جديدة في عدد من المناطق، أبرزها مفرق الرحبية بالراهدة وشعب أمهوق في مرخة العلياء، إضافة إلى محاور باتجاه جبهات كرش وطور الباحة، بهدف تنفيذ عمليات التفاف تكتيكية. غير أن القوات الجنوبية تمكنت مراراً من إفشال هذه المحاولات والحفاظ على تماسك خطوطها الدفاعية.
وفي موازاة ذلك، كثفت المليشيات منذ يونيو الماضي حملات التجنيد وافتتحت معسكرات تدريب قرب خطوط المواجهة، وأسست تشكيلات عسكرية جديدة في شبوة وأبين والبيضاء، معتمدة على عناصر موالية لها، في مسعى لتعويض النقص البشري وتعزيز قدراتها القتالية، ولو على حساب استقرار المناطق الجنوبية.
ورغم أن شبكات التهريب لم تُغلق بشكل كامل حتى الآن، فإن تنامي الدعم الإقليمي والدولي للقوات الجنوبية والمقاومة الوطنية يسهم في استكمال تطويق هذه المسارات، ويعزز فرص تحجيم الخطر الحوثي المدعوم إيرانياً، عبر تثبيت المكاسب الميدانية، وتجفيف مصادر السلاح، والحد من قدرة المليشيات على تهديد أمن الجنوب والمنطقة.