الأربعاء - 26 نوفمبر 2025 - الساعة 01:13 ص بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ وكالات
وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً لمباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان منظمات إرهابية أجنبية. وجاء في الأمر التنفيذي:
«يطلق هذا الأمر عملية يتم بموجبها اعتبار بعض من فروع جماعة الإخوان أو أقسامها الفرعية منظمات إرهابية أجنبية، مع الإشارة خصوصاً إلى فروع الإخوان في لبنان ومصر والأردن».
ووفقاً لبيان حقائق صادر عن البيت الأبيض، وقع ترامب أمراً تنفيذياً يوجه وزير الخارجية، ماركو روبيو، ووزير الخزانة، سكوت بيسنت، بتقديم تقرير حول ما إذا كان سيتم تصنيف أي من فروع جماعة الإخوان كتلك الموجودة في لبنان ومصر والأردن، ويطلب من الوزيرين المضي قدماً في تطبيق أي تصنيفات في غضون 45 يوماً من صدور التقرير.
وذكر البيت الأبيض في البيان أن الرئيس ترامب يواجه الشبكة العابرة للحدود لجماعة الإخوان، والتي تغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار المناهضة للمصالح الأمريكية، وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويشير الأمر التنفيذي إلى أن تلك الفروع ترتكب أو تسهل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار، التي تضر بمناطقها، ومواطني الولايات المتحدة، ومصالح الولايات المتحدة.
من جهته، أشاد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بهذه الخطوة وكتب عبر منصة «إكس»: «هذا قرار مهم ليس فقط لدولة إسرائيل، بل أيضاً للدول العربية المجاورة التي عانت إرهاب الإخوان لعقود».
وفي مايو الماضي أمر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الحكومة بوضع مقترحات للتعامل مع تأثير الإخوان في فرنسا، على خلفية تقارير تحذر من أن الجماعة تشكل تهديداً للتماسك الوطني في فرنسا.
وحظي الأمر التنفيذي، الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن مباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان منظمات إرهابية أجنبية، بردود فعل وتساؤلات بشأن انعكاسه على أوضاع التنظيم الدولي للجماعة وفروعها في مصر والأردن ولبنان.
ويعتقد محللون ومختصون في شأن الجماعات الإرهابية، أن خطوة ترامب تمثل تحولاً نوعياً في مقاربة واشنطن لملف الإخوان؛ إذ تنتقل الإدارة الأمريكية من مرحلة الجدل القانوني والسياسي بشأن طبيعة الجماعة إلى خطوات تنفيذية، تستهدف فروعاً بعينها ثبت ضلوعها في أنشطة عنيفة أو دعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما يعد رسالة واضحة بأن واشنطن ستتعامل مع الإخوان بوصفهم شبكة ممتدة تتجاوز الحدود الوطنية، بحسب ما نقلت «سكاي نيوز عربية» عن هؤلاء.
وقال الباحث المصري في الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية، هشام النجار، إن أهمية هذا القرار ترجع إلى كونه الأول من نوعه أمريكياً في هذا السياق، ما يعني أن تعامل واشنطن مع جماعة الإخوان وفروعها حول العالم قد اختلف بشكل كبير جداً مقارنة بما كان عليه قبل عقد، حين كانت هناك علاقات جيدة، ونظرة للتنظيم بوصفه كياناً سياسياً سلمياً يمكن دعمه ورعايته في السلطة.
وأوضح النجار أن التعامل بات مختلف تماماً الآن، فقرار ترامب يمثل مرحلة جديدة في عمر التنظيم شبه المنهار والملاحق أمنياً، وسيضيف مزيداً من الخسائر والأعباء على التنظيم، كما سيرسخ أزمته الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وشدد على أن الخطوة تعد أيضاً نوعية، بالنظر إلى أنها تحفز وتمهد لاتخاذ إجراءات أقوى وأشمل داخل الولايات المتحدة نفسها، وداخل دول أوروبا، ما دامت هناك قناعة متزايدة بأن هذا التنظيم إرهابي، ومن الضروري حظر نشاطه.
بدوره، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، أن القرار الأمريكي يكشف بوضوح أن الرئيس ترامب اختار البدء بمواجهة جماعة الإخوان عبر الفروع المنخرطة بشكل مباشر في الصراع مع إسرائيل، بحسب ما نقلت عنه «سكاي نيوز عربية».
من جهته، رأى أحمد سلطان، الباحث في قضايا الأمن الإقليمي والإرهاب، أن القرار الأمريكي لم يكن مفاجئاً بل كان متوقعاً، موضحاً أنه نتيجة تفاعل عدة عوامل داخلية وخارجية؛ بعضها يرتبط بديناميات السياسة الخارجية الأمريكية، وبعضها الآخر يرتبط باللحظة الإقليمية الراهنة وما تشهده من صراعات.