عرب وعالم

الأحد - 23 نوفمبر 2025 - الساعة 03:50 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / متابعات

كشفت قراءة موسّعة لما ورد في كتاب المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» يوسي كوهين، بعنوان «بالأحابيل تصنع لك حرباً»، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بالحرب على قطاع غزة، من بينها اعتراف صريح بأنه هو صاحب خطة تهجير نحو مليون ونصف المليون فلسطيني إلى سيناء المصرية عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

ويؤكد كوهين في كتابه أن الخطة التي صاغها بنفسه كانت تقوم على «تهجير مؤقت»، مدّعياً أنها تستهدف خفض الخسائر بين المدنيين، كما يقول. ويكشف أن الكابنيت الإسرائيلي وافق على مقترحه وكلفه بالتحرك لإقناع دول عربية بقبوله.

السيسي أحبط الخطة بشكل نهائي

ورغم تحركات كوهين في عدة عواصم عربية، ووعوده بجلب «ضمانات دولية» تجعل التهجير مؤقتاً، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان صاحب الموقف الأكثر حسماً، إذ رفض الخطة رفضاً قاطعاً، قاطعاً الطريق أمام أي محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي في غزة أو المساس بسيادة الأراضي المصرية.

وقد شكّل الموقف المصري، بحسب ما يرويه كوهين، العقبة الأكبر أمام المشروع، رغم محاولاته الحصول على دعم من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند. ويبرز الكتاب الدور المحوري الذي لعبه السيسي في إسقاط أحد أخطر المخططات التي استهدفت القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري على حد سواء.

كوهين… من “خبير آثار” في لبنان إلى “تاجر شاي” في السودان

في الجزء ذاته من الكتاب، يتحدث كوهين عن طبيعة عمله الاستخباراتي وأساليب «الموساد» في تجنيد العملاء، مشيراً إلى أنه عمل متخفياً في عدة دول، من بينها لبنان حيث تقمّص دور «خبير آثار»، وفي السودان حيث ظهر بصفة «تاجر شاي». ويُبرز الكتاب حجم الدور الذي لعبه في العمليات السرية داخل المنطقة.

كما يشير إلى أنه كان مرشحاً لرئاسة فريق التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، لكن خلافات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أفشلت تكليفه بهذه المهمة.

غرور استخباراتي وفشل دعائي

رغم تشديده المتكرر على ضرورة تحلي القادة الإسرائيليين بالتواضع، يقع كوهين—بحسب وصف مراقبين—في فخ الغرور السياسي والاستخباراتي طوال روايته، خصوصاً حين يعبّر عن دهشته من تعاطف العالم مع غزة وانتشار صور الضحايا على نطاق واسع.

ويرى كوهين أن «فشل الدعاية الإسرائيلية» هو السبب في تراجع صورة إسرائيل في الخارج، متجاهلاً حجم الدمار والضحايا الذين حصدتهم الحرب، والذي أثار موجة تنديد عالمية واسعة—بما في ذلك من داخل الجاليات اليهودية نفسها.

رؤية منحازة تتجاهل الواقع السياسي

ويقدم كوهين رؤية دعائية تركز على تصريحات بعض قادة «حماس»، في محاولة لإثبات أن أي حلول سياسية غير ممكنة، بينما يتجاهل حقيقة أن القيادة الشرعية الفلسطينية الممثلة في منظمة التحرير تعترف بإسرائيل وتطالب بدولة مستقلة على حدود 1967، لكنها في المقابل تتعرض للتهميش من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

كتاب يكشف استراتيجية إسرائيل… ويؤكد صلابة الموقف المصري

وبينما يهدف كتاب كوهين إلى تقديم رواية استخباراتية عن الحرب، فإن أهم ما يكشفه هو حجم الخطط التي كانت تُعد لإحداث تغييرات ديموغرافية خطيرة في غزة، وكيف شكّل الموقف المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي سداً منيعاً أمام تمرير تلك المشاريع، مؤكداً مجدداً التزام القاهرة بثوابتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية ورفضها المطلق لأي محاولات للمساس بالأمن القومي لمصر أو فلسطين.