الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات.. انفوجراف

بيان مليونية سيئون يدعو الرئيس الزبيدي لإعلان استقلال الجنوب العربي.. انفوجرافيك

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يطلع على سير العمل في مشروع سد حسان في محافظة أبين



كتابات وآراء


الإثنين - 29 ديسمبر 2025 - الساعة 11:37 م

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب




حين تستوي الحقيقة فوق عروش اليقين وتكف الارض عن مداهنة الغرباء تنطق الجغرافيا بلغة لا تقبل التأويل ولا تحتمل الارتجاف وفي وادي حضرموت الذي يختزن كبرياء القرون لم يكن الامس مجرد مشهد في سياق الحراك الشعبي بل كان زلزالا سياسيا اعاد ترتيب الاولويات ووضع النقاط فوق حروف الحق التي حاول البعض بعثرتها بمداد الوهم فهذه الحشود التي فاضت بها سيؤن عصر يوم امس بمئات الالاف لم تخرج لتمارس طقسا من طقوس المناشدة بل جاءت لترد بلغة حاسمة لا تقبل التفنيد ولا المهادنة وبصيغة قطعية تؤكد بان حضرموت هي الجنوب والجنوب هو حضرموت في وحدة وجودية ومصيرية لا تنفصم عراها ابدا ومن هنا يصبح لزاما على رشاد العليمي ومن يدور في فلكه من المراهنين على سراب اليمننة ان يدركوا ان زمن اللعب على التناقضات قد ولى وان عليهم ان يصمتوا خجلا امام هذه الارادة الفولاذية التي لا تضع حضرموت في حسابات التبعية ولا تقبل ان تكون ورقة في جيب من ادمنوا بيع الاوطان في مزادات الارتهان فالوقوف امام هذه الجماهير يفرض على المرء ان يصحو من احلامه السقيمة التي صورت له ان حضرموت يمكن ان تكون بمعزل عن اصلها الجنوبي او ان تظل رهينة لمشاريع التفتيت التي تخدم اعداء الهوية.
فالرسالة التي انبعثت من قلب وادي حضرموت حملت صرخة مدوية وصلت الى مسامع العالم كله بكلمة واحدة لا لبس فيها فحواها ان حضرموت تقف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي قلبا وقالبا وهي معه في خندق الكرامة ضد كل من يحاول ان يتطاول على سيادتها او يجعلها مضمارا لرهانات قوى اليمن التي لم تورث الارض سوى الدم والارهاب والخراب فالمجلس الانتقالي هنا ليس مجرد خيار سياسي بل هو الممثل الشرعي والحامي الامين الذي نبت من تراب هذه المعاناة ليذود عن حياض الوطن دون منافس او بديل ومن المثير للسخرية والتقزز ان يزعم العليمي انه يحمي الحضارم من انفسهم ومن قيادتهم الوطنية في وقت يدرك فيه الجميع ان الارهابيين والمحتلين الذين يتغطون بشرعيته هم الخطر الحقيقي الذي ينهش جسد الوادي فكيف لمن استباح الدماء وصادر الثروات ان يزعم حماية الضحية من المنقذ والحقيقة التي سطرتها اقدام الحضارم في سيؤن تؤكد ان العكس هو الصحيح تماما وان الامان لا يكتمل الا باجتثاث بقايا الاحتلال الجاثم فوق صدر الوادي.
وهذا التلاحم الشعبي العظيم يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الوجع الذي يسكن ازقة عدن يمتد بالضرورة ليكون وجعا في حضرموت وان الانين الصادر من ابين يتردد صداه بوجع مماثل في قلب المكلا وسيؤن فنحن امام مصير واحد لا يقبل التجزئة وامام استقلال واحد لا تراجع عنه ودولة واحدة هي الملاذ والهدف والغاية اذ لا يمكن تصور جنوب يفتقد حضرموت التي تمنحه الهيبة والعمق كما لا يمكن تصور حضرموت خارج مدارها الجنوبي الذي يمنحها الانتماء والمنعة فالمصير واحد والمسار واحد من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا حيث تتوحد القلوب قبل السواعد تحت راية واحدة لا تنحني للعواصف والرسالة التي خرجت من سيؤن واضحة في بلاغتها وهي لا تحتاج الى تفسير او شرح لانها كتبت بعرق الكادحين وايمان الصادقين الذين قرروا ان يكتبوا تاريخهم بأيديهم بعيدا عن وصاية المتسلقين.
لقد حسمت حضرموت امرها واعلنت انتماءها المطلق لجنوبيتها وهي بذلك تسحق كل محاولات الالتفاف على ارادة الشعب او تصوير حضرموت ككيان هلامي يقبل التشكيل وفق اهواء الغزاة فالواقع الذي فرضته الجماهير اقوى من كل المناورات السياسية واصدق من كل الوعود الزائفة التي لا تغني من جوع واليوم تقف سيؤن شامخة لتقول للعالم ان الجنوب جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالوفاء والثبات ومن يراهن على غير ذلك انما يطارد الخيط في مهب الريح فالحق ابلج والباطل لجلج والارادة الشعبية هي القول الفصل الذي ينهي كل لغط ويبدد كل شك فليخسأ الخاسئون الذين ظنوا ان حضرموت لقمة سائغة او ان شعبها يمكن ان يساوم على هويته ومستقبل اجياله واليوم انتهى الكلام وبدأ زمن الفعل الذي لا يقبل العودة الى الوراء.