الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - الساعة 02:22 م
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي في الجنوب من فضاء للتعبير الحر إلى ساحة صراع على تشكيل الوعي، حيث لم تعد الأصوات العقلانية قادرة على منافسة الضجيج الرقمي الذي تصنعه الشائعات والحملات الممنهجة. وهكذا أصبحت المنصات الإلكترونية مسرحاً لحرب ناعمة تستهدف الثقة بالقيادة السياسية وتعمل على تفكيك الروح الجمعية للمجتمع الجنوبي.
إن خطورة الشائعات تكمن في قدرتها على تقويض المناعة السياسية والمعرفية، وإعادة إنتاج الانقسامات الداخلية، مما يعرقل مشروع بناء الدولة ويمنح القوى المناوئة فرصة لفرض أجنداتها. وحين يصبح الرأي العام أسيراً للتضليل، تتراجع مكانة الحوار الرصين، ويحل التشكيك محل الثقة، والفوضى محل الاستقرار.
مواجهة هذا السلاح تتطلب وعياً جماعياً يقوم على التربية الإعلامية، والحضور النخبوي المسؤول بخطاب عقلاني، إلى جانب حوكمة إعلامية رشيدة تضبط الفضاء الرقمي دون المساس بحرية التعبير. فالمعركة الحقيقية اليوم ليست فقط في السياسة أو الأمن، بل في حماية الوعي الجنوبي من الاستهداف الممنهج الذي يهدد مستقبل مشروعه الوطني.