لجنة الإيرادات تشيد بمستوى تفاعل البنوك وشركات الصرافة في تمويل قائمة الاستيراد..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يطّلع من وزير التربية على استعدادات بدء العام الدراسي الجديد..انفوجراف

القيادة التنفيذية تقف أمام التحضيرات الجارية لانعقاد عدد من المؤتمرات الدولية والمحلية لتعزيز الاقتصاد.. انفوجرافيك



كتابات وآراء


الخميس - 21 أغسطس 2025 - الساعة 11:00 م

كُتب بواسطة : المحامي/ مثنى السفياني - ارشيف الكاتب




الخيرية - الخير - هو الشق السليم والطبيعي في الإنسان، ولذلك فإن قيم الخير تكون محل إجماع الناس، حتى وإن حاول الشق الآخر - الشر - أن يتغلب على شق الإنسان السليم، يظل الخير هو أساس الكيان الإنساني.

ولنضرب مثلاً في ذلك: الناس الذين يدخلون قاعة السينما لمشاهدة فيلم، وأكيد أي فيلم هادف يكون له بطل، ودائمًا البطل يكون مجسدًا لشخص يدافع عن قيم الخير، فتجد جميع من في السينما بغض النظر عن معتقداتهم ومستوياتهم العلمية وسلوكياتهم.. إلخ، جميعهم يصفقون لانتصار البطل في النهاية. إنها فطرة الله في قلب وروح الإنسان، تلك الفطرة التي زرعها الله في كيان الإنسان عند النفخة الأولى (الحياة). فالإنسان نفخة من روح الله الخالق تعالى.

ولنضرب مثلاً آخر:
قبل لحظات نشاهد مناشدة القاضي الأمريكي فرانك كابريو المعروف بـ "القاضي الرحيم" وهو يناشد العالم بالدعاء له، وبعد ذلك يتم الإعلان عن وفاته. ولقد لاحظنا كيف أن الكثير، بل ربما عشرات الملايين، سوف يتأثرون بوفاته ويدعون له بالرحمة. ونحن هنا لسنا في مقام التزكية لهذا القاضي - يرحمه الله تعالى القادر على كل شيء - ولكن هنا تتضح كيف أن الناس وإن اختلفت عقائدهم وتوجهاتهم ومصالحهم فإنهم يجتمعون على الشق الصحيح للإنسانية، إذ إن ذلك مزروع في كيانهم الإنساني وجزء منهم. إن ظهور ذلك القاضي بمظهر الإنسان الرحيم هو تجسيد لإحدى قيم الخير وهي الرحمة، لكونه كان قاضيًا (حاكمًا) وكان مسؤولًا ولديه القدرة على استخدام سلطته، وكلا الجانبين متاح له دون الانتقاص من وظيفته أو الإخلال بعمله. ولكنه كان حاكمًا رحيمًا يقدم الرحمة على العقاب، وكان يعفو بشكل أدبي رفيع، ولذلك كان محل تقدير واحترام الملايين من الناس في العالم كافة. فالناس يريدون ذلك، إنها الروح البشرية التواقة إلى الاطمئنان والسكينة والسلام.

لذلك دعوتي هنا للجميع، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو المالية.. إلخ، أن يكون الخير هو رداؤهم، وأن يكونوا قريبين من الناس، وأن تكون ثقافتنا جميعًا هي التقدير الحقيقي لقيم الخير، وأن تكون قلوبنا وعقولنا مؤمنة إيمانًا قاطعًا بأن قيمة الفرد الحقيقية تكمن في قلبه. فحيث يكون قلبك تكون أنت؟!

المحامي مثنى السفياني
مدير عام مكتب الشؤون القانونية في محافظة الضالع