الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 06:22 م
تعود الذكرى 31 لفك الارتباط في هذا العام ونحن اكثر ثباتاً وقوة تزلزل الجبال وتكبح جماح من يفكر بالمساس بجنوبنا العربي الحبيب ، وما ذلك الا استلهام من الملاحم البطولية التي خاضها جيشنا الجنوبي الباسل والشعب الابي بعد اعلان فك الارتباط من قبل الرئيس علي سالم البيض وماتلاه من معارك ضد جحافل الغزو العفاشي الذي انطلق من العاصمة اليمنية صنعاء من ذلك القرار الذي صدر في مبنى وزارة الداخلية العفاشية حينذاك .
وفي الوقت الذي خاضت خلاله القوات الجنوبية اشرس معركة لها في عمران وفي ظل عملية غادرة للجيش العفاشي والذي حاول الانقضاض على اللواء الثالث مدرع الذي صمد وقاتل بشراسه وكاد يهزم اكبر قوة دحباشية من الجيش العفاشي لولا الامر الصادر من علي عفاش لزعماء القبائل التي كانت تسمى ( طوق صنعاء ) بمساندة قواته وتطويق المعسكر من كل الاتجاهات والتصويب على رجال الجيش الجنوبي ، ومن هول الخوف الذي انتاب الزعيم على عفاش جراء التحدي والصمود الذي ابداه الجنوبيون وهم يناطحون بالدبابات التي تحت ايديهم دبابات جيشة نظراً لقرب المسافة ( من النقطة صفر ) .
ومن ملحمة الجيش الجنوبي في عمران الى ملحمة ( دوفس ) الى الجنوب من ابين في اليوم الاغبر على جحافل الجيوش العفاشية ومعهم المتاسلمون الذين جلبهم الزنداني وعبدالله بن حسين الاحمر من افغانستان ، ومع كل ذلك الحشد الذي تقهقر امام قوة جنوبية قليلة العدد والعتاد ، وحينما اعاقة التقدم نحو عدن لايام ، وحين وصلت الاخبار للشيخ عبدالله عن قوة الثبات والصمود في دوفس ، ومع الاسم الذي وصل الى مسامعه لاول مرة وفي ظنه بانه اسم قائد جنوبي فقال حينها قولته المشهوره ( جيبوه حي ولاميت ) هههه ، في حين لم يدرك ان ذلك اسم الوادي والارض التي جحب جيشه فيها وقتل منه الكثير من القادة والجند .
ولاننسى جبهات العند وخرز ولاتي بدورهما ذاقت قوات الغزو العفاشي العلقم ، وعلى اثر ذلك ارسل علي عفاش برقية بتغيير القادة العسكريين من الدحابشة واستبدالهم بقادة جنوبيين من جيش ماكان يسمى ( بالزمرة ) من الذين خرجوا بعد احداث يناير 86 م ، قاده عبدربه منصور هادي رمز المرور الى عدن ، بعد اشاره من علي عفاش الذي هاج كيانه واصيب حينها بالهستيريا عندما كان يشاهد الهزائم لجيشه من ابناء جلدته وهم يتقهقرون رغم كثرتهم امام كتيبة جنوبية ،ولهذا توسل للعقيد عبدربه منصور حينها ليتولا الهجوم بقوات على راسها جنوبيين ، والا ماكان جيش العفاشيين لينتصر ( دق الحجر باختها )
ومن جو البطولات الجنوبية سابقاً ومن مانراه اليوم امامنا من الجيش الجنوبي الصاعد احفاد ( احفاد عنتر - مصلح - الجرادي - جواس - ملهم - باصهيب ) وغيرهم من القيادات الجنوبية نعتذر عن ذكر اسمائهم حتى لايطول المقام ، ومع ذلك سيظلون خالدون في ذواكر النشء وهم من صنعوا ذلكم الجيش الجنوبي الذي لم يتقهقر قط في ميادين العز والشموخ لولا الغدر الذي مارسه علي عفاش لتفتيته ، وذلك من خلال المصداقية التي تحلى بها الرعيل الاول من القيادات الجنوبية التي عرفت معنى الولاء للوطن فصنعت جيل تربى على العقيدة العسكرية بما تعنيه من الوفاء للارض ، ودونته على جباه كل من عايشهم وبدورهم زرعوه في وجدان النشء ليلتقي اليوم مع الجينات الجنوبية في الاجساد التي توارثتها وحفظتها ، لتخرج منها تلك العصارة المعطرة برائحة دخاخين معارك الاباء هذا الجيش الجنوبي الصمصام الذي نشاهده يتربع على قمم الجبال ويجوب السهول والوديان الجنوبية في مواقع الدفاع والهجوم حفاظاً على تراب ارض الجنوب العربي .
في ذكرى فك الارتباط نجدد العزم والوفاء ونرسل للعالم القريب والبعيد رسائل الثبات على مبدئ الخروج من قمقم اليمننة والوحدة البغيضة الى رحاب الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية ،مهما طال التحمل لجور الازمات الاقتصادية والتجني على حق المواطن الجنوبي وحرمانه من ابسط الخدمات .
في الذكرى 31 لفك الارتباط نقول لمن تسول له نفسه ان الاحباط ليس له مكان في حياة احرار الجنوب ، ونؤكد للواهمون ومن يظن بان سياسة الافقار قادرة على شق الصف لتعود عجلة التحرير والاستقلال الى الوراء بان ذلك ضرب من الخيال .
وفي مناسبة ذكرى فك الارتباط نهنئ ونبارك للقيادة الجنوبية في مسعاها نحو الهدف الاسمى المتمثل في التحرير والاستقلال وبناء الدولة على كامل تراب الوطن الجنوبي ، وبعد ذلك نتفق على نظام الحكم .