رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الإثنين - 09 سبتمبر 2019 - الساعة 02:40 ص

كُتب بواسطة : علاء عادل حنش - ارشيف الكاتب



تابعنا جميعًا البيان المشترك الذي أصدرته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ظهر يوم الأحد 8 سبتمبر / أيلول 2019م حول الأحداث الراهنة والسابقة في الجنوب العربي، ورغم أن البيان كان واضحًا تمامًا إلا أن (البعض) حاول حرف مساره نكاية بالنجاح السياسي الذي حققه المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا الموقف ليس بغريب عنهم؛ فقد كانوا يحرضون ضد الجنوبيين بالسابق، ويحاولون، بكل الوسائل المتاحة لهم، تمييع القضية الجنوبية ليس حبًا بالوحدة، وانما لمصالح شخصية، فلو كانوا يحبون الوحدة لقلنا عنهم (يمتلكون مبدأ)!.
أحيانًا الحقيقة تكون موجعة، ولكن معرفة الحقيقة أهون من الاستمرار في المغالطات والكذب والزيف، وما كتبه وروج له (البعض)، خصوصًا يوم صدور البيان المشترك، أظهر مدى الوجع الذي احدثه النجاح الذي حققه، وما زال يحققه، المجلس الانتقالي الجنوبي، وكشف الوجه الحقيقة لهؤلئك المتشدقون بـ"الوحدة الميتة"!.
وفيما يخص البيان المشترك للمملكة ودولة الإمارات، فإنهُ كان موجعًا للغاية لكل أعداء الجنوب، وليس للمجلس الانتقالي فقط، فـ(الانتقالي هو الجنوب، والجنوب هو الانتقالي).. حيث لم يتوقع هؤلئك أن تتعامل المملكة مع الانتقالي بهذه المكانة والرفع السياسية، بل ليس هذا وحسب، فحين تضمن البيان المشترك تحذير شديد عن ضرورة "التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية، والعمل بجدية مع اللجنة المشتركة التي شُكلت من التحالف (المملكة والإمارات) والأطراف التي نشبت بينهما الفتنة"، جُن جنونهم. حيث تعتبر تلك النقطة مكسب سياسي وعسكري كبير للانتقالي، والسبب يعود إلى أن قوات المقاومة الجنوبية (بجميع تشكيلاتها) أنجزت مهمة تطهير العاصمة الجنوبية عدن وأجزاء من أبين وشبوة في شهر أغسطس / آب المنصرم، ولم يتبقى لها سواء مناطق قليلة في أبين وأجزاء من شبوة ووادي حضرموت، لكن المكسب الكبير هو السيطرة الكاملة على العاصمة عدن، ومعنى توقف أي تحركات أو نشاطات عسكرية يصب في مصلحة القوات الجنوبية، أولًا لأخذ نفس بعد المعارك السابقة، وثانيًا لإعداد العدة لتطهير باقي المناطق أهمها وادي حضرموت.
وأيضًا، كشف البيان عن عدم ثقة المملكة بحكومة الشرعية، وإلا لما وضعتها وجهًا لوجه أمام المجلس الانتقالي الجنوبي في حوار جدة السعودية، وهنا نستنتج أن المعادلة انقلبت رأسًا على عقب، وأصبحت حكومة الشرعية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وربما يكون المنفى الذي تمكث فيه منذ خمس سنوات آخر محطاتها كحفظ لماء الوجه.
تطرق البيان لضرورة "وقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف بجميع أشكاله ووسائله" أشارة واضحة للحملات التي يشنها مطابخ (الاخوان) ضد التحالف بشكل عام، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، وهي رسالة مبطنة وشديدة للشرعية تزيد الطين بله.
لكن ما جعل الآلام كبيرة وقاسية ترحيب المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان لناطقه الرسمي م. نزار هيثم، وأشادته بالبيان السعودي الإماراتي المشترك بعد صدوره بساعات قليلة.
وهناك نقطة أخيرة وجب الحديث عنها، فلو رجعنا للوراء قليلًا، وتحديدًا ليوم صدور البيان الخاص بالمملكة العربية السعودية في 7 سبتمبر / أيلول 2019م، وكيف كانت فرحة مطابخ (الاخوان) بذلك البيان، والتي تبعثرت بعد ساعات بسبب عدم فهم مضمون البيان، حيث قدموا الشكر والتقدير لموقف المملكة الصارم، وحينها قلنا أن الحكومة الشرعية لم تستوعب البيان، وستذهب لحوار جدة وهي (ساكتة)، وهو ما حدث فعلًا بعد البيان السعودي الإماراتي المشترك.
الان، نترقب كيف سيكون مصير حكومة الشرعية، وفي اعتقادي الشخصي انها خارج الحسابات القادمة نهائيًا، في الجانب الآخر على المجلس الانتقالي الجنوبي تكثيف تحركاته الميدانية (اجتماعيًا وسياسيًا وعسكريًا)، والاهتمام بتوفير الخدمات للمواطنين، والعمل بصمت وتأني، فالمرحلة القادمة صعبة، والهدف المنشود قاب قوسين أو أدنى.