الرئيس الزُبيدي يبحث مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الأوضاع الراهنة وجهود السلام..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع السفيرة البريطانية والبنك الدولي حلولًا عاجلة لأزمة الكهرباء والمستجدات السياسية..انفوجراف

عدن تغلي.. والشرعية تستجم.. كاركاتير



اخبار وتقارير

الأربعاء - 02 مارس 2022 - الساعة 05:57 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع / مريم بارحمة


-التفكك الأسري والتدهور المعيشي أهم الأسباب لتسرب الفتيات من المدراس


تسرب الفتيات من المدارس ظاهرة سلبية خطيرة تؤثر على تطور المجتمع كونها تضرب الأساس العلمي لبناء الإنسان الذي يعد صانع تقدم وحضارة أي مجتمع. فالفتاة ستصبح أم تربي الأجيال، فتعليمها مهم لتربية الأجيال تربية سليمة.

(الأم مدرسة إذا أعددتها - أعددت شعبًا طيب الأعراق)

إن تسرب الفتيات من المدراس هو ترك الفتاة مقاعد المدرسة إما برغبتها أو بالإكراه، والتسرب ينتج تفشي الأمية ويعيق تطور حياة المجتمع من جميع النواحي، ولا تستقيم حضارة حديثة دون القضاء على الأمية.
ومن خلال هذا الاستطلاع نقف أمام ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، لعلنا أن نصل من الواقع لاستخلاص أسباب هذه الظاهرة السلبية من خلال الوقوف أمام آراء نخبة من التربويات ذوات الخبرة والتجربة العملية في الحقل التربوي والتعليمي في محافظات الجنوب، لمعرفة:
ما دوافع الفتيات لمغادرة وترك مقاعد الدراسة والتسرب من المدارس؟
هل تسرب الفتيات من المدارس دليل جهل بحقوقهن؟ أم بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الفتاة؟
ما علاقة تسرب الفتيات بالفقر والتفكك الاسري وسوء الأوضاع الاقتصادية؟
ما الآثار المرتبة لتسرب الفتيات من التعليم على الفتاة نفسها أو الأسرة أو المجتمع؟



-ينعكس سلبا على مستقبلهن




البداية مع الدكتورة حفيظة صالح الشيخ القائم بأعمال وكيل قطاع الفتاة بوازرة التربية فتقول: "تختلف دوافع تسرب الفتيات هناك من تريد تخفيف العبء المالي على الأسرة، وهناك من لم تستطيع التحصيل على درجات علمية تشجيعها هي وأسرتها على الاستمرار يعني الرسوب المتكرر، وهناك من لم ترغب أصلا في الدراسة فيسهل عليها التسرب من المدرسة.
والفتاة لا تعي أن قرار التسرب قد ينعكس سلبا على مستقبل حياتها. وأحيانا يمارس الضغط والإكراه على الفتاة لترك الدراسة. وقد يستخدم نوع آخر من العنف ضدها وهو اللوم والتوبيخ الدائم على ضعف مستواها التحصيلي"
وتؤكد إن هناك علاقة وثيقة بين تسرب الفتيات والوضع الاقتصادي والمالي للأسرة حيث لا يستطيع الأب تحمل مصروفات أولاده من البنين والبنات فيضطر إلى إبقاء الفتاة في المنزل تخفيفا لعبء تكاليف الدراسة.
وتتابع: "التسرب ينتج فتاة تصبح مع الأيام أمية أو شبه أميه، وبالتالي تكون أقرب إلى الجهل بطبيعة مسؤولياتها كأم وزوجة. وبالتأكيد التسرب لا يمكن الفتيات مستقبلا من الانخراط في العملية الإنتاجية العامة في المجتمع وذلك لعدم حصول الفتاة على القدر الكافي من التعليم والتثقيف".



-التفكك الأُسري أهم أسباب تسرب الفتيات




وترى الاستاذة أعياد عيدروس قائد، أخصائية اجتماعية بعدن : أن الدوافع كثيرة لكن أهمها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية: ومنها قلة الوعي بأهمية تعليم الفتاه خاصة مع انتشار الأفكار الخاطئة التي تفرض إن مكان الفتاة البيت وتربية الأطفال؛ لذا انتشر الزواج المبكر خاصة عند الأسر التي تعاني الفقر أو التفكك الأسري.
وتضيف :" بالفعل هناك ضعف وجهل لبعض الفتيات بحقوقهن في الحصول على التعليم خاصة في الريف، وهذا لا يعني أن المدينة تخلو من ذلك، فسكان الريف أغلبهم نزحوا إلى المدن. كما أن العنف القائم على النوع الاجتماعي لعب دوره فتسيطر بعض الأفكار على عقليات الآباء فيعطي لنفسه الحق في التحكم بمستقبل ومصير ابنته ويكون هو من يخطط للفتاة مستقبلها بالإكراه".
وحول العلاقة بين الفقر والتفكك الأسري تؤكد الأستاذة أعياد: بأن العلاقة قوية ويدفعان بالفتاة لترك الدراسة خاصة إذا كانت المشاكل تلازم الأسرة، فالفتاة تصبح طرف وخيط يتم الضغط عليه.
ومن خلال تجربتها كمشرفة اجتماعية في مدرسة للفتيات تؤكد الأستاذة أعياد أن التفكك الأسري يأتي بالدرجة الأولى لتسرب الفتيات في مدارس العاصمة عدن، ثم تأتي الظروف الاقتصادية والوضع الاجتماعي العام.
وتتابع: " هناك فتيات تسربن من الدراسة ليس لأسباب اقتصادية ولا بسبب التفكك الأسري وإنما للإحساس الأسرة بأن الفتاة يكفيها أن تقرأ وتكتب وما عاد ذلك لا يهم فيعمدوا على تزويجها في سن مبكر، بسبب العادات والتقاليد، أو بسبب الإحباط من التعليم".
وتضيف الأستاذة أعياد: "تسرب الفتاة من المدرسة ينعكس على الفتاة فتصبح محدودية الفكر والثقافة والعلم، إضافة إلى الاستعجال على تزويجها في سن مبكر، وتتسع دائرة الآثار السلبية لتسربها لتصل إلى أسرتها فتصبح الفتاة لا تستطيع أن تعلم أبناءها وتحسن من مستواهم العلمي والتعليمي، ولا تستطيع أن تخدم مجتمعها، ومستقبلا يصبح في المجتمع جيل من الأمهات الأميات ولن تتحصل على وظيفة مناسبة إذا رغبة بالعمل مستقبلا".


-أخطر مشاكل التعليم



وتؤكد الأستاذة وفاء محضار محمد، مدير إدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم محافظة لحج قائلة: "ظاهرة تسرب الفتيات أو عدم الالتحاق بالدراسة تعتبر من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه قطاع التعليم. فهناك العديد من التحديات والمعوقات التي تواجه وتعيق التحاق الفتيات بالتعليم أو تسربهن منه وتتمثل: ضعف الوعي المجتمعي، وقلة المعلمات في المدارس خاصة في المناطق الريفية، الاختلاط بالمدارس والزواج المبكر، والفقر واستغلال الفتيات في الأعمال المنزلية، وعدم وجود بيئة مدرسية جاذبة ومناخ تعليمي مناسب، والتشتت السكاني وبُعد مواقع بعض المدارس عن سكن الفتيات، والعادات والتقاليد السلبية تجاه تعليم الفتاة، كل ذلك يلعب دورا أساسيا في عرقلة التحاق الفتيات أو تسربهن من التعليم".
وحول دوافع وأسباب مغادرة الفتيات وتركهن لمقاعد الدراسة، توضح قائلة: "هناك أسباب حقيقية وواقعية في مجتمعنا، جميعها تؤدي إلى التسرب من المدرسة على اختلاف المناطق والبيئة المجتمعية والجغرافية. وخاصة المناطق الريفية والتي اغلب مديريات محافظة لحج تصنف بالريفية أو النائية. وتعد أحد الأسباب المهمة في عدم التحاق الفتيات أو تسربهن من التعليم: الأسباب الاقتصادية المتمثلة بالفقر وضعف المستوى المعيشي، وأسباب اجتماعية ترجع إلى النظرة الدونية للإناث والزواج المبكر. وأسباب بيئية تتعلق بالمدرسة مثل بعد المدرسة عن السكن وعدم ملائمة المبنى المدرسي الذي لا تتوفر فيه الخصوصية المطلوبة للإناث (السور ،الحمامات ،غرف أنشطة الخ)، وعدم وجود معلمات متخصصات لتعليم الفتيات، وعدم توفر مدارس خاصة بالفتيات في بعض المديريات الريفية فينتج عن ذلك الاختلاط، إضافة لأسباب ثانوية كالكثافة الطلابية وبعض الأساليب المتبعة والمبالغ فيها من العقاب، وضعف الإشراف المدرسي، والرفع العشوائي الذي يحدث من الصف الأول حتى الصف الثالث؛ يؤدي إلى تدني القدرة على التعلم والرسوب المتكرر في المراحل الدراسية المتقدمة مما يجعل الفتاة تصاب بالخجل وبالتالي يدفعها إلى التسرب".
وتضيف: "هناك أسباب أخرى منها مرتبطة بالمنهاج الدراسي وكثافته، وعدم توفر الكتاب المدرسي بالشكل المطلوب والوسائل التعليمية وكذا المشكلات الصحية التي قد تعاني منها الفتاة تكون سببا في تسربها. كما يعتبر العنف القائم على النوع الاجتماعي من الأسباب التي تؤدي إلى تسرب الفتيات وكذا التمييز الأسري بين الذكور والإناث وأولوية التعليم للذكر دون الأنثى من الأسباب التي تحرم الفتاة حقها في التعليم باعتبار أن المكان المناسب للفتاة هو المنزل والقيام بالأعمال المنزلية المتعددة تصل لجلب الماء والرعي وجمع الحطب ومساعدة أمها في تربية اخوانها الصغار وغيرها.
وتؤكد قائلة: " للفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية علاقة مباشرة لتسرب الفتيات في مختلف البيئات المجتمعية سواء في الحضر والريف فقلة الدخل وعدم كفايته لتلبية احتياجات الطلاب هي الأكثر تأثيرا وتشكل عامل ضغط على أسرة الفتاة فهناك أسر لا تستطيع توفير حقيبة مدرسية وزي مدرسي ومستلزمات مدرسية ومواصلات وغيرها، كل ذلك يشكل عبئًا ماديًا على الأسرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتدهور المعيشي".
وتتابع: "وكذلك انقطاع البرامج الداعمة لتعليم الفتاة. والتي كانت تنفذ ومعمول بها في بعض المحافظات ومنها لحج وأبين وغيرها واسهمت آنذاك بالدفع بالفتيات نحو الالتحاق بالتعليم إلا ان انقطاعها أحدث نكسة وتسربت أعداد كبيرة من الفتيات. من هذه البرامج هو برنامج التحويلات النقدية المشروع".
وحول الآثار المرتبة على تسرب الفتيات تقول: " إذا أدركت الفتاة والأسرة والمجتمع ككل أهمية فوائد تعليم الفتاة المتمثلة بتحقيق التنمية المتكاملة لجميع الأفراد .وأدركوا أن التعليم يساعد المرأة في الاهتمام بصحتها وصحة أسرتها ويعني ايجاد أسرة سليمة صحيا وتعليميا فهي تسهم في تعليم أبناءها".
وتتابع :"الآثار السلبية المترتبة على تسرب الفتيات من المدارس تنعكس سلبا في جميع نواحي المجتمع بدء بالفتاة نفسها ثم أسرتها فمجتمعها فهو يزيد من حجم الأمية وانتشار الجهل والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد ويزيد من الاتكالية على الغير في توفير الاحتياجات ويفاقم من حجم المشكلات الاجتماعية كالزواج المبكر والطلاق وضعف الرعاية الصحية. فالتسرب عن التعليم يحرف مسار اهتمام المجتمع من البناء والإعمار والتطور والازدهار".


-خلق جيل غير متسلح بالعلم والمعرفة



وتؤكد الأكاديمية الدكتورة إخلاص عبدالجبار مقبل الجبرا قائلة: "تعد ظاهرة تسرب الفتيات ظاهرة خطيرة انتشرت في وقتنا الراهن ومن الدوافع والأسباب الوضع الاقتصادي المتدهور وعدم توفير فرصة عمل لرب الأسرة، وبالتالي عدم قدرته على توفير متطلبات الأسرة، وتوفير المصاريف المالية والمستلزمات المدرسية التي تساعد الفتاة على الذهاب إلى مقاعد الدراسة، وكثرة المشكلات بالأسرة، وعدم السماح للفتاة بالذهاب للدراسة، والعادات والتقاليد عند بعض الأسر وفي بعض مناطق الريفية لا تسمح للفتاة بإكمال دراستها".
وتضيف:" من الأسباب التعليمية والتربوية: عدم خلق روح المؤدة والألفة بين المدرسة والأسرة وعدم وجود حلقة تواصل بينهم، والافتقار إلى وجود المتطلبات التعليمية والجو التعليمي المناسب في بعض المدارس".
وتتحدث الدكتورة إخلاص عن علاقة الأثر السلبي على الفتاة بعد تركها لمقاعد الدراسة قائلة: "تصبح الفتاة غير متعلمة وغير مثقفة وبالتالي عدم وعيها بحقوقها وزواجها مبكرا يؤدي إلى تعرضها لمشاكل صحية ونفسية تؤثر على الفتاة مستقبلا وعدم معرفتها بالتعامل الصحيح مع الأطفال وتربيتهم".
وحول الأثر على الأسرة من تسرب الفتاة من المدرسة تقول: "قد يدفعها للزواج المبكر، وقد تخرج من المدراس وتعمل بأعمال لا تناسبها وتجد مضايقات وتحرش ومشاكل أخرى. كما يؤثر سلبا تسرب الفتاة على المجتمع وبشكل كبير وتزاد نسبة البطالة، وانتشار الجريمة وخلق جيل غير متسلح بالعلم والمعرفة يصبح عرضه للأمراض والمشاكل الاجتماعية والنفسية؛ وبالتالي تدهور المجتمع اجتماعيا واقتصاديا".




-بسبب الوضع المعيشي




ومن محافظة أبين كان لنا لقاء مع الأستاذة وجدان ماسك صالح مديرة مدرسة بزنجبار. وتحدثت معنا قائلة: "ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس خطيرة، فالكثير منهن يتسربن وفي وقت مبكر من الدراسة في الصفوف الدنيا وغالبا ما يكون في بعض المناطق الريفية التي يسيطر عليها الجهل والعادات والتقاليد التي تعطي الفتاة صفة أنها ناقصة وان مكانها البيت ثم الزواج المبكر".
وترجع الأستاذة وجدان تسرب الفتيات إلى الاختلاط في بعض المناطق حيث يوجد معلمين ذكور في المدارس إلى جانب ذلك هروب كثير من الفتيات من المدرسة نتيجة لتدني تحصيلهن العلمي. وكذلك الجانب الاقتصادي والمعيشي للأسر الفقيرة المعدمة وغير قادرة على توفير مستلزمات التعليم كان من الاسباب التي جعلت الفتاة تترك المدرسة والتعليم.
وتتابع : "في الآونة الاخيرة كثير من طالبات المدراس والجامعة تركوا الدراسة لأسباب عدم توفير متطلبات الدراسة وعدم المقدرة على توفير أجرة مواصلات التنقل نتيجة للوضع المعيشي الصعب، وأطرت بعض الأسر إلى سحب بناتهن من المدارس والجامعة".
وعن الآثار المرتبة على تسرب الفتيات تقول: "جهل الفتاة بمعرفة حقوقها وضعف شخصيتها وعدم مقدرتها على اتخاذ القرار في محيط الأسرة والمجتمع وعدم تحملها مسؤوليتها في إطار الأسرة وجعلها عنصر غير فاعل في المجتمع".