رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

السبت - 10 أبريل 2021 - الساعة 09:57 ص بتوقيت عدن ،،،

4مايو/ العرب

يتّجه الوضع الميداني في محافظة مأرب الإستراتيجية شرقي صنعاء نحو الركود بعد عدّة أسابيع من إطلاق المتمرّدين الحوثيين هجوما كبيرا حققّوا من خلاله تقدّما جزئيا في مناطق ريفية لكنّهم لم يتمكّنوا من دخول مركز المحافظة ومقرّ إدارتها المحلّية بفعل سماكة الغطاء الجوي الذي وفّره التحالف العسكري بقيادة السعودية للقوات المدافعة عن المدينة.

وتحوّل الطرفان بشكل ملحوظ من الإعلان عن تحقيق كل منهما تقدّما على حساب الطرف الآخر في هذا الموقع أو ذاك، إلى الإعلان عن الصمود في المواقع وصدّ الهجمات المضادة، ما جعل خبراء عسكريين يتحدّثون عن وضع لا غالبَ ولا مغلوبَ في معركة مأرب.

ويذهب البعض إلى اعتبار الوضع في المحافظة نموذجا مصغّرا عما انتهت إليه الأوضاع في اليمن بصفة عامةّ من ركود بعد حوالي سبع سنوات من الحرب.

ويقول هؤلاء إنّ أوضاع السيطرة الميدانية لأطراف النزاع في اليمن أصبحت شبه مستقرة وإنّ الجهود الحربية لكل الأطراف قد تكون بلغت أقصاها وبات من الصعب تحقيق اختراقات ذات تأثير في مسار الحرب حيث تفرز طرفا منتصرا وآخر مهزوما بشكل واضح وحاسم.

وبعد أن كانت الشرعية ترفع شعار دحر الحوثيين وإنهاء سيطرتهم على المناطق التي احتلوها بدءا من خريف سنة 2014، طغى الدفاع عن مأرب الغنية بالنفط والغاز والتي تمثّل آخر موضع للشرعية في الجزء الشمالي من اليمن، عمّا سواه من أهداف.

ويبدو أنّ إخراج الحوثيين من أهم المناطق التي يسيطرون عليها بات أمرا صعبا، فهم يملكون القدر الكافي من القوّة للدفاع عن صنعاء والمناطق المحيطة بها، بينما يحتمون في محافظة الحديدة الإسراتيجية الواقعة على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد باتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتّحدة آخر سنة 2018 وينص على تنفيذ وقف لإطلاق النار تشرف عليه المنظمة نفسها.

أما في باقي محافظات الشمال التي يسيطر عليها المتمرّدون فيبدو أنهم تمكّنوا من عقد تفاهمات مصلحية مع القبائل المحلية تمكّنهم من الدفاع عن تلك المحافظات والإبقاء عليها ضمن نطاق سيطرتهم.

ويمثّل إفشال الهجوم الحوثي على مأرب بحدّ ذاته إنجازا عسكريا مهمّا لمعسكر الشرعية اليمنية لا يخلو من نتائج سياسية، ذلك أن المتمرّدين أرادوا بسيطرتهم على المحافظة الإمساك بورقة تفاوضية مؤثّرة في المسار السياسي الذي ضاعفت الولايات المتّحدة والأمم المتّحدة من جهودهما لإطلاقه، فضلا عن وضع أيديهم على النفط والغاز الوفيرين في مأرب واللذين يشكلان موردا ثريا للكيان السياسي القابل للحياة الذي شرع هؤلاء في تأسيسه في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها.

وأعلنت القوات التابعة للشرعية اليمنية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية عن صدّ هجوم كبير شنّه الحوثيون انطلاقا من عدة مواقع عسكرية في مأرب وأسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوفهم.

وقال الجيش اليمني في بيان إنّ “قواته تمكنت مسنودة بالمقاومة الشعبية من صد هجوم شنّته ميليشيا الحوثي من عدة مواقع في جبهة الكسارة غربي مأرب”.

وأضاف أنّ “ذلك جاء إثر هجوم معاكس قامت به قوات الجيش على مواقع الميليشيا الحوثية، ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من عناصر الحوثي إلى جانب خسائر في العتاد”.

ولفت إلى أن مدفعية الجيش دمرت ثلاث مركبات تابعة للحوثيين وسقوط جميع من كانوا على متنها بين قتيل وجريح. كما استهدف طيران التحالف الذي تقوده السعودية مقاتلي الحوثي بعدّة غارات في مواقع متفرقة غربي المحافظة، وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين، بحسب البيان.

ويبقى اللافت في مثل هذه البيانات السّمة الدفاعية للعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الشرعية مدعومة بطيران التحالف، وهي سمة تحضر أيضا لدى الحوثيين الذين يبذلون جهودا للصمود في المواقع التي احتلوها لأن تراجعهم عنها يعني الإقرار بهزيمتهم وفشل حملتهم على مأرب.

وفي ظل هذا الوضع سيكون إقرار وقف لإطلاق النار هو المخرج الظرفي المناسب لطرفي الصراع، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام الآلة الدبلوماسية الأممية والدولية لتحقيق تقدّم أبعد مدى في حلحلة الملف اليمني.