رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



من هنا وهناك

الأحد - 15 نوفمبر 2020 - الساعة 12:48 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / العرب


يُثير إعلان شركتي “فايزر” و”بايونتيك” تطوير لقاح فعال بنسبة 90 في المئة لفايروس كورونا المستجد توجسا من العراقيل التي ستعترض الدول الفقيرة للحصول على هذا اللقاح.

وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن أمله الجمعة في أن يفيد أيّ “تقدّم علمي” كل البلدان قائلا “لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء”.

ولكن فيما تُجهّز الدول الغنية لبرامج تلقيح حتى نهاية العام 2021، يحذّر الخبراء من العقبات التي ستواجه البلدان الفقيرة.

ويأمل مختبرا “فايزر” الأميركية و”بايونتيك” الألمانية في توفير الجرعات الأولى في غضون أسابيع قليلة، بمجرد استلام تصاريح الاستخدام الطارئ من الوكالات الصحية. وتتوقع الشركتان توفير ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة العام المقبل.

وبكلفة 40 دولارا لكل برنامج علاج يعطى على جرعتين، سارعت الدول الغنية إلى طلب ملايين الجرعات مسبقا قبل أن يُعرف ما إذا كان هذا اللقاح سينجح أم لا وهو ما يطرح تساؤلات عن نصيب البلدان الفقيرة منه.

وقالت ترودي لانغ مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد “إذا كان لدينا لقاح ‘فايزر’ فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية”.

ويوجد حاليا أكثر من ثلاثين لقاحا آخر محتملا لكوفيد – 19 قيد التطوير، 11 منها كانت في المرحلة الثالثة من التجارب، أي قبل الأخيرة التي تُمنح خلالها الموافقة.

ونظرا إلى أنها توقعت الطلب المفرط على أيّ لقاح معتمد، أنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة “كوفاكس” في أبريل لضمان التوزيع العادل للقاحات، وهي تجمع الحكومات والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

وبالنسبة إلى رايتشل سيلفرمان مديرة المشروع في مركز التنمية العالمية، فإنه من غير المرجّح أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاحات في أفقر البلدان.

فاستنادا إلى اتفاقيات الشراء المسبق الموقعة مع شركة “فايزر”، هناك 1.1 مليار جرعة تم شراؤها من قبل الدول الغنية. وقالت سيلفرمان “لم يتبق الكثير للدول الأخرى”.

وبعض البلدان التي طلبت مسبقا، مثل اليابان وبريطانيا، هي جزء من “كوفاكس”، لذلك من المحتمل أن تصل بعض الجرعات على الأقل إلى البلدان الأقل تقدما من خلال اتفاقات الشراء الخاصة بها.

وبخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة التي طلبت 600 مليون جرعة، ليست عضوا في “كوفاكس”. لكنّ هذا الأمر قد يتغير مع الرئيس المنتخب جو بايدن.

وقال بنجامين شرايبر منسق شؤون لقاح كوفيد – 19 في منظمة اليونيسف “علينا تجنّب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات وبالتالي لا تتبقى جرعات كافية للبلدان الأفقر”.

وبالإضافة إلى مسألة الأخلاقيات، تؤكد البيانات الوبائية الحاجة إلى التوزيع العادل للقاح.

وفي هذا الصدد، يرى أسامة مزوي، رئيس مؤسسة “بيني أبيل” ومديرها التنفيذي، أنه يجب على حكومات البلدان المتقدمة العمل من خلال المنظمات الحكومية الدولية مثل منظمة الصحة العالمية لتشكيل استراتيجية توزيع لقاحات عالمية عادلة من أجل صحة سكانها والبشر في جميع أنحاء العالم. وهناك بعض الأمل في رؤية هذا السيناريو يحدث.

ويستدل مزوي بتعهد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن للعودة إلى منظمة الصحة العالمية ما يعني أن واشنطن ستستأنف تمويل المنظمة العالمية حيث صرّح بايدن أن الولايات المتحدة سوف تستعيد، بالعودة إلى المنظمة، الريادة على المسرح العالمي، مما يشير إلى أنه يرى أن العضوية تتعلق بأكثر من صحة الأميركيين حسب رئيس مؤسسة “بيني أبيل”.

ونشر باحثون في جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة أخيرا دراسة تبحث في الصلة بين الوصول إلى اللقاح والوفيات الناجمة عن كوفيد – 19.

ووضعوا سيناريوهين؛ يبحث الأول في ما قد يحدث إذا احتكرت 50 دولة غنية أول ملياري جرعة من اللقاح. وفي السيناريو الثاني، يتم توزيع اللقاح على أساس عدد سكان الدولة بدلا من قدرتهم على دفع ثمن اللقاحات.

وتبين أنه في السيناريو الأول، تنخفض الوفيات الناجمة عن كوفيد – 19 بمقدار الثلث أي 33 في المئة في أنحاء العالم. أما في الفرضية الثانية، فتصل نسبة انخفاض الوفيات إلى 61 في المئة.

ولكن حتى لو تحقق التمويل للدول الفقيرة، ستظهر مشكلة نقل الجرعات حيث من الضروري تخزين اللقاح في مكان تبلغ حرارته اقل من 70 درجة مئوية بينما “معظم الثلاجات في غالبية المستشفيات حول العالم تصل حرارتها إلى أقل من 20 درجة مئوية” وفق ترودي لانغ.

وتقوم شركة “فايزر” وبعض الحكومات بإعداد بروتوكول تسليم منذ أشهر، لكن “لم يحدث أيّ من هذا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل” على ما أوضحت رايتشل سيلفرمان.

وقال بنجامين شرايبر “لدينا خبرة في نشر لقاح ضد إيبولا” وهو لقاح له خصائص مماثلة للقاح شركة “فايزر” من حيث درجة حرارة التخزين.

وتابع “إن تخزين لقاح كوفيد – 19 أصعب في جنوب الكرة الأرضية لكنه ليس مستحيلا” ويتطلّب استثمارات وتدريبا كبيرا.

وحتى لو توافرت اللقاحات في الأشهر المقبلة، تبقى عقبة أخيرة وهي عدم الثقة في حملات التلقيح، وهي أحد التهديدات العشرة الرئيسية للصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وقضى اللقاح ضد إيبولا في السنوات الأخيرة على الفايروس بشكل شبه كامل، لكن العديد من الدراسات أظهرت أن التقدم المحرز يتراجع بسبب عدم الثقة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت وداخل المجتمعات عن اللقاحات.

ويخلص أسامة مزوي إلى القول إنه “سنويا يموت الملايين (..) وليس هذا بسبب غياب طريقة تمنع إصابتهم بالمرض، ولكن لأن اللقاحات الموجودة لا يتم تصنيعها أو توصيلها لجميع من يحتاجون إليها (..) ويؤدي هذا التفاوت الصحي عادة إلى إعاقة غير المتقدّمين، ويخلق عالما منقسما بنسق مأساوي. ولا يجب على العالم أن يكرر نفس الأخطاء مع كوفيد – 19”.