الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الأوضاع الراهنة وجهود السلام..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع السفيرة البريطانية والبنك الدولي حلولًا عاجلة لأزمة الكهرباء والمستجدات السياسية..انفوجراف



مجتمع

الإثنين - 09 أبريل 2018 - الساعة 02:59 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو - خاص :

كتب / عبده يحيى الدباني
عدن... هذه المدينة واسطة العقد بين البحر والبر، هي مثل أي مدينة عربية عرفت الشعر، وإن كانت المسألة نسبية من مدينة إلى أخرى، فضلاً عن عوامل عديدة تجعل الشعر يزدهر هنا، ويضعف هناك؛ وقد تتعلق المسألة بالرواية والتوثيق والاهتمام الأدبي، ولسنا هنا بصدد الاستقصاء فيما يخص شعر عدن قديماً وحديثاً، فإنما نحن أمام مقال سريع يرسم خريطة تقريبية لشعراء عدن في العصر الحديث، ومدى اهتمام الدراسين بهم وبشعرهم مع الإشارة السريعة إلى شعراء عدن قديماً.
في العصر العباسي صادفنا، شاعراً اسمه ابن مجاور، عاش في بغداد، ومن ثم رحل إلى الحجاز، ومات هناك. هذا الشاعر قالت المصادر إنه نشأ في عدن، وقد تناول شعره النقاد والدارسون ضمن شعراء العصر العباسي.
وفي التاريخ الوسيط لمع اسم شاعر شهير عاش في عدن، اسمه أبو بكر العندي، وقد تناول بعض الباحثين حياته، وشعره بالدرس في رسائل جامعية في قسم اللغة العربية في كلية التربية عدن وفي غيره.بعد الوحدة بين الشمال والجنوب بطريقة مرتجلة كاد الشعر أن يتوقف في عدن
وفي العصر الحديث منذ بداية القرن العشرين، تلمع أسماء شعرية في عدن، وبعضها جمع بين الشعر والنثر، فهنالك الرائد محمد علي لقمان، وقد عرف كاتباً تنويرياً ومؤلفاً وقاصاً، وقد جمع أعماله الأدبية د. أحمد علي الهمداني، ونشر ذلك في كتاب ضخم.
ومن الشعراء علي محمد لقمان، الذي كان شاعراً مجيداً ورائداً، وقد تناول شعره بعض الباحثين، وقد جمع دوواينه د. أحمد علي الهمداني، ونشرها في مجلدين، وهنالك رسالة جامعية تناولت شعره للباحث حافظ قاسم صالح، وكتاب تناول شعره المسرحي للباحث المرحوم عمر محمد عمر.
أما الشاعر د. محمد عبده غانم، فقد لقي اهتماما نسبياً من الدارسين، وهو نفسه باحث وناقد، وله كتاب رائد كان أطروحته للدكتوراه بعنوان «شعر الغناء الصنعاني»، وللدكتور أحمد علي الهمداني، كتاب عن غانم وشعره بعنوان «محمد عبده غانم من الرومنسية إلى الكلاسيكية» وللباحث نجمي عبدالمجيد، كتاب عن محمد عبده غانم، وشعره، فضلاً عن رسائل جامعية حضرت في حياته وشعره في عدن وصنعاء والقاهرة والخرطوم. كما ألّف ابنه د.شهاب غانم، كتاباً أرّخ فيه لحياة أبيه وشعره، ونشرت أعماله المسرحية كاملة في الإمارات العربية المتحدة، وغير ذلك من الاهتمامات النقدية.
أما الشاعر لطفي جعفر أمان، فقد لقي اهتماماً نقديا أوسع، لعل ذلك بسبب مكانته الشعرية في سلم الشعر اليمني المعاصر، فقد صدرت دوواينه في حياته بدءًا بديوان «بقايا نغم» عام 1948م ونشرت أعماله الكاملة أكثر من مرة آخرها عام 2004م، وهناك عدد من الدراسات التي تناولت لطفي، وشعره، منها كتاب الأستاذ د. علوي عبدالله طاهر، بعنوان «لطفي أمان دراسة وتاريخ» وهو كتاب رائد عن هذا الشاعر الكبير، وكتاب للدكتور أحمد علي الهمداني، بعنوان «دفاعاً عن لطفي أمان»، وكتاب آخر للدكتور عبدالكريم أسعد قحطان، بعنوان «الصورة الفنية في شعر لطفي جعفر أمان» وكتاب للباحث نجمي عبدالمجيد، فضلاً عن رسائل جامعية عديدة، أنجزت في شعره وتناولات مختلفة في الكتب التي درست الشعر المعاصر في اليمن مثل بعض كتب المقالح وكتاب البردوني وكتاب عزالدين إسماعيل وكتاب هلال ناجي، وغيرها كثير، وهنالك رسالة دبلوم عالي رصينة أنجزها أستاذنا د. عبدالمطلب أحمد جبر، رحمه الله في شعر لطفي جعفر أمان، وهي جهد نقدي مبكر وحصيف.
أما الشاعر محمد سعيد جرادة، فقد صدرت أكثر دوواينه في حياته وله كتاب موسوعي بعنوان الأدب والثقافة في اليمن عبر العصور. لقد تناول الجرادة وشعره أكثر الذين أرخوا للشعر المعاصر في اليمن، فهو صاحب طريقة رصينة ومتميزة في كتابة القصيدة لنا أن نسميها بالكلاسيكية الجديدة، وقد نشر د. أحمد علي الهمداني، قصائد للشاعر بعد وفاته، وله كتاب مستقل في شعر الجرادة ، كما أنجز د. يحيى شائف الشعيبي، رسالته للماجستير في جامعة الموصل عن شعر الجرادة دراسة فنية، وهنالك رسائل أخرى أنجزت عن شعر الشاعر في الجامعات اليمنية، ولايزال شعره بحاجة إلى التناول النقدي مثل غيره من الشعراء الذين ذكرناهم والذين لم نذكرهم بعد.الأديب عبدالله فاضل فارع كان من أبرز من كتبوا الشعر الرومانسي
وهنالك شاعر عدني مطمور اسمه أحمد الجوهري، وقد استطاعت مؤخراً الباحثة سميرة المشجري، من أن تنجز رسالتها للماجستير في قسم اللغة العربية كلية التربية عدن، في جمع شعر الجوهري، وتحقيقه ودراسته، ويبقى أن تطبع هذه الرسالة وتنشر ليدخل شعر الجوهري، ضمن النتاج الشعري المتداول في الساحة الثقافية والأكاديمية. أما أستاذنا الفذ الأديب عبدالله فاضل فارع، فقد كان من أبرز من كتبوا الشعر الرومانسي، ومن أولهم في عدن، وفي اليمن بشكل عام، هو وزميله الشاعر لطفي جعفر أمان، لكن ديوان أستاذنا الراحل، لم يطبع حتى الآن فلا يزال مخطوطا يقبع في مكتبته العريقة، وعسى أن تقوم جامعة عدن بطباعته ونشره.
ديوان «دوامة الهباء» لأستاذنا عبدالله فاضل، اطلع عليه بعض الدارسين مخطوطاً، وتناول بعض قصائده مثل د.عبدالعزيز المقالح في كتابه «الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر اليمني المعاصر».
وأما الشاعر المناضل إدريس حنبلة، فهو مثل غيره من الشعراء المعاصرين جرت الترجمة لهم ومقاربة تجاربهم الشعرية في الكتب، التي أرّخت للشعر اليمني المعاصر، مثل كتاب هلال ناجي، بعنوان «شعراء اليمن المعاصرون» وكتاب عبدالله البردوني، بعنوان «رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه» ولا ننسى اهتمام الدكتور الناقد أحمد علي الهمداني، بشعر حنبلة وحياته فله كتاب معروف في ذلك.
وهنالك شاعر عدني آخر يعد أكثر تهميشاً ونسياناً ممن سبقه ولحقه، ألا وهو الشاعر عبدالمجيد الأصنج، فديوانه مايزال ضائعاً، وله قصائد نشرت في صحف عدن لاسيما في فتاة الجزيرة.
وفي سبعينيات القرن العشرين ظهر جيل جديد من الشعراء في عدن، في ظل وجود بعض شعراء الجيل السابق... هذا الجيل السبعيني ارتبط معظمه بالتجربة الإشتراكية التي اتخذتها الجنوب نظاماً لها حتى عام 1990م فمن هذا الجيل السبعيني نذكر على سبيل المثال القرشي عبدالرحيم سلام، و د. احمد علي الهمداني، وعبدالرحمن فخري، وفريد بركات، وزكي بركات ومحمد حسين هيثم، ومبارك سالمين، وشوقي شفيق، وعبدالرحمن إبراهيم، والجنيد محمد الجنيد، ومحمد ناصر شراء، ونجيب مقبل، وجمال الرموش، وغيرهم. هذا الجيل نفسه صاحب انطلاقته ومسيرته نقد أدبي لاسيما من النقاد ذات التوجه اليساري، وجرى تناول شعر بعضهم في رسائل مستقلة مثل القرشي عبدالرحيم سلام، الذي أنجز الباحث مهدي الخليفي، رسالة ماجستير في شعره في قسم اللغة العربية كلية التربية عدن، وهنالك رسائل حضرت وتحضر في شعر الفقيد محمد حسين هيثم، وغيره من شعر شعراء هذا الجيل.مع دخول العقد الثاني من الألفية الثالثة ظهرت أصوات شعرية جديدة في عدن
أما بعد العام 1990م وتحقق الوحدة بين دولتي الشمال والجنوب بطريقة مرتجلة، فقد كاد الشعر أن يتوقف في عدن بحكم غياب الرعاية والاهتمام، أما بعد حرب صيف 1994م التي شنها الشمال على الجنوب واحتله ودخلت عدن في 7-7-1994م فحسب قول د. عبدالعزيز المقالح، أن تلك الحرب لم تفصل الجنوب عن الشمال، ولكنها فصلت بين الشاعر والقصيدة، ولكن الحقيقة أن تلك الحرب قد عززت الانفصال في النفوس.
في هذه الأثناء الملبدة بالتهميش لمعت بعض الأسماء الشعرية في عدن، مثل كريم سالم الحنكي، ووضاح اليمن الحريري، وعمرو الأرياني، ومازن توفيق، ومحمد مسعد العودي، ومنى با شراحيل، وسوسن العريقي، وكمال اليماني، وغيرهم.
ومع الأيام ومع دخول العقد الثاني من الألفية الثالثة، ظهرت أصوات شعرية جديدة في عدن، واستمرت في الظهور أكثر وأكثر، وهي الآن تملأ الساحة الشعرية وتشكل المشهد الشعري في عدن
وما جاورها وظهرت أصوات نسائية ضمن هذا المشهد الراهن، كل هؤلاء بحاجة إلى عناية النقد واهتمامه وإلى نشر أعمالهم وتداولها؛ نذكر منهم: بسام الحروري، ورائد القاضي، وأسامة المحوري، وأبو بكر الهاشمي، وإيمان قائد، وأنور قائد، وبدر العرابي، ومراد عبد الحكيم، وعبدالله الأحمدي، وحسام الحسام، وصابرين الحسني، وغيرهم كثيرون.