الجمعة - 31 مايو 2019 - الساعة 03:44 م بتوقيت عدن ،،،
4مايو/24
ذكّر غيوف برومفيل في موقع "الإذاعة العامة" الأمريكية، بالاجتماع الذي عقده في يناير (كانون الثاني) قادة عسكريون على مستوى عالٍ في قاعدة جوية باليمن. وكان المكان بعيداً عن خطوط الجبهة الملتهبة في الحرب الأهلية المتواصلة. تم، ومن دون سابق إنذار، ظهرت طائرة صغيرة من دون طيار (درون) في السماء وانفجرت، ناشرة الشظايا على المجتمعين. واستناداً إلى تقارير صحافية، فإن الإنفجار أسفر عن قتل عدد منهم، بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية اليمنية.
ونقل عن الباحث في مجموعة بيلينغكات للتحقيقات نيك ووترز الذي يتابع النزاع اليمني قوله "إنه لشيء مخيف لأنه من الواضح أن هؤلاء الأشخاص لم تكن لديهم فكرة عما يحدث". ولفت إلى أن الطائرات بلا طيار ليست بالشيء الجديد في الشرق الأوسط. ويستخدم الجيش الأمريكي والاستخبارات الأمريكية عربات مسيّرة في المنطقة منذ أكثر من عقد. لكن طائرات بلا طيار أصغر حجماً بدأت بالانتشار، وهي تجد دوراً متزايداً في المعارك. وهي أوضح علامة، وفق ما يقول ووترز على عصر جديد من حرب الطائرات بلا طيار.
"جي بي أس"
وأضاف الكاتب أن السلاح الذي أطلق في يناير أرسله المتمردون الحوثيون، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن، وهم شركاء لإيران. ويقول ووترز إن الطائرات بلا طيار هي عبارة عن طائرة نموذجية تحمل متفجرات في مقدمها ومروحة على ظهرها. وتتخذ مساراً مبرمجاً مسبقاً بواسطة نظام جي. بي. إس. ويضيف أنه :"على رغم أن الأمر بسيط نسبياً، إلا أنه يمكن أن يكون فعالاً للغاية".
تصعيد الهجمات
وفي الأسابيع الأخيرة، صعد الحوثيون من الهجمات بطائرات من دون طيار صغيرة الحجم، وضربوا أهدافاً في داخل المملكة العربية السعودية، بما فيها أنابيب للنفط ومطارات. والأحد، أوردت وسائل الإعلام السعودية أن الدفاعات السعودية اعترضت بنجاح الهجوم الأخير بهذا النوع من الطائرات التي حاولت استهداف مطار قرب الحدود مع اليمن. وتسببت الطائرات بلا طيار صغيرة الحجم التي يستخدمها الحوثيون بمشاكل للجيوش التقليدية، وفق ما يقول نيكولاس هيراس، الزميل في المركز الأمريكي للأمن الجديد. ويضيف أنه "من الصعب إيقافها لأنها تحلق على علو منخفض. ولا تظهر كثيراً على الرادار، وتطير ببطء نسبياً". وفوق ذلك، يمكنها من خلال استخدام نظام جي. بي. إس. أن تحلق عبر ثغرات في الدفاعات الجوية.
وأوضح أنه استناداً إلى الحكومة الأمريكية وعدد من الباحثين المستقلين، فإن جزءاً على الأقل من تكنولوجيا الطائرات بلا طيار التي يستخدمها الحوثيون مصدرها إيران راعيتهم في المنطقة.
خرق العقوبات
وبدأت إيران تطوير الطائرات بلا طيار في الثمانينيات، بحسب دودت بهجت، البروفسور في جامعة الدفاع الوطني. وكان الدافع إلى ذلك الحظر الجوي المفروض على استيراد السلاح، فضلاً عن أن أسطولها الجوي كان متهالكاً. وهكذا شرع المهندسون الإيرانيون في تصميم وصناعة طائراتهم بلا طيار الخاصة بهم. ويقول هيراس إن هذه الطائرات تنقسم إلى قسمين: أنظمة متطورة وتعمل لمسافات بعيدة بواسطة طيارين على الأرض، وطائرات بلا طيار بسيطة من الطراز الذي تم تزويد الحوثيين به.