تمر الأيام والأشهر وتراهم في كل يوم يسألون ويناشدون ولا يعرفون ما السبيل للوصول لرواتبهم، هم فقط من تحملوا معاناة الحرمان والتهميش برغم تقديمهم واجبهم الوطني في أحلك وأصعب الظروف ويدفعون أرواحهم وأعمارهم فقط لهذا الوطن الذي أصبح غريبا بالنسبة لهم في ظل هذه الأوضاع التي يمر بها.
العسكريون هم الفئة التي كانت وما زالت تناشد وتطالب برواتبها ولا تعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء تأخيرها أو إخفائها ولا يملكون السبيل للوصول لها أو على الأقل معرفة ما يحصل لهم.
كم هي الوقفات الاحتجاجية التي نظموها وكم هي الرسائل التي وجهوها للجهات المعنية لكن دون جدوى، فتعاد الكرة في كل مرة ويعود مسلسل انتظار الراتب ولا يعرفون ما نهايته.
قبل يومين تم تنظيم وقفة احتجاجية لعدد من العسكريين أمام بوابة معاشيق وعلى أثرها تم إصدار بيان من اللجنة العسكرية العليا نعرف تفاصيلها في سياق الموضوع التالي:
المطالبة بانتظام مرتبات العسكريين
يقول العقيد إيهاب عثمان: "برعاية الهيئة العسكرية العليا لإعادة بناء الجيش الجنوبي قامت صباح السبت 27 إبريل 2019م فعالية الوقفة التي قررتها الهيئة بقيادة رئيسها اللواء الركن صالح علي زنقل والعميد الركن صالح محسن القاضي والناطق الإعلامي العميد ناجي العربي".
وأضاف: "وكان موضوع الوقفة هو المطالبة بانتظام مرتبات القوات المسلحة والأمن وإعادة المعسكرات وإعادة هيبة الجيش والأمن الجنوبي، وكانت نقطة التجمع في التاسعة صباحاً في ساحة الجنيدي (الميدان)، وتحركت القوة بمصاحبة الفرقة الموسيقية العسكرية بالأناشيد والهتافات متجهة مسيراً إلى تخوم المعاشق في صيرة قُبالة فن سيتي".
وتابع: "وعند وصول المسيرة إلى قُبالة حراسات المعاشق تم تشكيل لجنة بقيادة رئيس الهيئة وأربعة مندوبين للدخول والتفاوض لتوصيل رسالة المحتجين إلى مؤسسة الرئاسة، وانتظر المحتجون لمعرفة النتائج وإصدار البيان والخطوات التصعيدية اللاحقة للضغط على مؤسسة الرئاسة والحكومة لتوفير مرتبات العسكريين".
التصعيد هو المطلوب
بدوره قال العقيد صالح العمراني: "إن الوقفة كانت ناجحة بامتياز والطرف المقابل لم يقيم ذلك مع العلم أن رمزية الوقفة أحد أهدافنا والتصعيد مطلوب، كون هذه هي اللغة التي يعرفها بارونات الفساد.. وهذا ما يجعلكم يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن في حِل من تحركات سلمية لا تفهمها هذه الحكومة وأدواتها وأنّ عليكم بالانتقال إلى خيارات حاسمة تُعجّل في الخلاص من حكومة فاسدة والذي بذلك خلاصاً من المعاناة الطويلة واستعادة الحقوق كاملة غير منقوصة".
الحكومة غير مهتمة وتتعمد تهميشنا
من جانبه، قال العقيد عبدالسلام صلاح عبدالقوي: "لقد خرج منتسبو الجيش والأمن للمطالبة بحقوقهم ومنها عدم صرف الرواتب. إن الخروج بطريقة حضارية والتعبير عن ذلك من خلال الوقفة الاحتجاجية يعكس الوعي الذي يتمتع به منتسبو الجيش والأمن.. للأسف الشديد الحكومة غير مهتمة بل ومتعمدة ليس فقط بتهميش منتسبي الجيش والأمن بل وإذلالهم من خلال قطع رواتبهم مصدر عيشهم، يتم معاقبة منتسبي الجيش والأمن لأنهم وقفوا ضد الحوثي ونظام صنعاء. إن منتسبي الجيش والأمن عندهم خيارات أخرى لانتزاع حقوقهم إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم".
رفع معاناة وتهميش العسكريين منذ 94
فيما يقول أحد العسكريين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية: "قررنا القيام هذه الوقفة الاحتجاجية لنؤكد من خلالها ومما سبقتها المطالبة برفع المظالم والمعاناة التي عاشها ويعيشها كافة منتسبي قواتنا المسلحة والأمن منذُ العام 1994م وحتى اليوم من إقصاء وتهميش واستحواذ على الحقوق".
وأضاف لـ"4 مايو" : "وها نحن نعيد الكَرّة مرّةً أخرى ولكن كل هذا أمام حكومة عرفها الجميع بالمماطلة والتسويف والخداع ونكث كافة عهودها والتزاماتها وتعهداتها المتكررة بإحقاق الحقوق ورفع المظالم.. ونقول للحكومة وبالفم المليان بأنها لن تجدي معها هذه الأساليب النضالية الحضارية واستمرارها في غيها وغطرستها في إقصاء وإبعاد وتهميش وتجويع قواتنا المسلحة والأمن ووقوفها المتعمد في عرقلة تنفيذ كافة القرارات الرئاسية بالعودة والتسويات لكافة المتقاعدين والمبعدين والمسرحين والمقصيين قسراً".
نص البيان الختامي للوقفة الاحتجاجية
في البداية تتقدم قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي بخالص التهاني والتبريكات إلى شعبنا الجنوبي الثائر الصابر المرابط وإلى قيادات وضباط وصف وجنود قواتنا المسلحة والأمن والمقاومة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والأمن والأمان والحرية.
وفي هذا السياق فإننا نشد على أيادي أولئك الأبطال في جبهات التماس مع الأعداء أن يكونوا في أعلى درجات اليقظة والاستعداد والجاهزية للتصدي لكافة مؤامرات وخطط الأعداء المدحورين الواهمين بالعودة لاحتلال الجنوب وإخضاعه.
لقد تكشفت كل الأقنعة لدى قوى كل الشمال مجتمعة من خلال إيقاف كافة الجبهات بينهم وأخيراً قيام ألوية ما تسمى الشرعية بتسليم كافة مواقعها للحوثيين وتحول كافة قادتها ومنتسبيها إلى صف الحوثيين وهذا دليل لتحالف الشمال ضد الجنوب لنؤكد للعالم والإقليم بأنها حرب شمالية جنوبية جذورها عام 1994م وبرهانها الحرب الحالية المشتعلة على حدود الجنوب.
وعليه فإننا ندعو كافة فروع الهيئة العسكرية العليا في المحافظات والمديريات وكل أحرار الجنوب إلى التنظيم والتعبئة العامة في نفير وطني جنوبي شامل لنصرة شعبنا الجنوبي وحماية انتصاراته وتحقيق خياراته الوطنية التحررية المتمثلة في استعادة دولته الجنوبية المستقلة. فكونوا أيها الأبطال مع شعبكم ومقاومته الباسلة كالبنيان المرصوص.
*ويأمل العسكريون الاستجابة لمطالبهم وسرعة صرف رواتبهم في أقرب وقت وإنهاء مسلسل المعاناة والتهميش والعذاب الذي يتجرعونه كل يوم خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.