اخبار وتقارير

الجمعة - 03 مايو 2019 - الساعة 05:12 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع خاص:

  • كل مكونات الشمال توحدت من أجل استمرار نهب ثروات الجنوب

  • التحالفات الحوثية الإصلاحية بجبهات القتال يعني أن الحرب بين دولتين

  • مؤامرات الشرعية والإخوان والحوثيين هي لإفشال نجاح المجلس الانتقالي


تشتد حمى المعارك في الجبهات الجنوبية خصوصا على حدود لضالع في مناطق مديرية مريس، ومديرية الأزارق الجنوبية، والعود ومحيطها.


 وتحاول ميليشيات الحوثي تكرار تجربتهم الأليمة في عام 2015م. ولكن أبطال الجنوب من الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية وأبناء المناطق وبدعم الطيران من قوات التحالف العربي استطاعوا التصدي لهذا العدوان من خلال اليقظة القتالية والتفاني الجنوبي الصامد.


صحيفة "4 مايو" رصدت آراء نخب جنوبية مطلعة على أحداث الحرب في حدود الجنوب خصوصا الضالع في سياق الاستطلاع التالي:  

 


الصمود والتآخي

بدايتنا كانت مع  صلاح محمد المفلحي، متقاعد وناشط جنوبي، الذي تحدّث عن مجريات المعارك الجنوبية مع مليشيات الغزو الشمالية وقال: "عندما شاهد الأعداء أن  المجلس الانتقالي الجنوبي يسير بخطى ثابتة نحو النجاح، وشاهدوا تلاحم الجنوبيين شعروا بأن  منبع الثروة التي يستحوذون عليها طيلة سنوات الوحدة ستفقد  من بين أيديهم وتصبح ملكا لأهلها وقام كل مكونات الشمال على التوحد والتحالف ضد الجنوب، وبدؤوا يتجهون  بالضغط على كل الجبهات لتشتيت الساحة في العاصمة عدن ليتسنى  لخلاياهم تنفيذ الأعمال الشيطانية وإرباك الجنوبيين.


 حلم الاخوان في الجنوب

بدوره تحدث إلينا الكاتب والناشط الجنوبي عادل المدوري، وأكد أن ما يجري في الجبهات الشمالية والحدود الشمالية للجنوب العربي هو مخطط قذر لعصابات النهب بقيادة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر والوزير الفاسد المقدشي ومحاولة عودة مسلسل احتلال الجنوب بموسمه الثالث.


وقال المدوري: "هذا الكلام لا أقوله بتجنٍّ على قيادة الشرعية جناح الإخوان ولا أقدح به من رأسي وإنما هناك اعترافات موثقة لقيادات عسكرية في مقاومة البيضاء والضالع وهي قيادات تابعة للشرعية وبثتها قناة بلقيس التابعة للإخوانية توكل كرمان".


وأضاف: "إن تسليم جبهات في شمال الضالع لميليشيا الحوثي الإرهابية المتطرفة يندرج تحت الحرب بين الدولتين وماتزال مطامع الاستيلاء للعصابة المتصدرة للقبيلة والسلطة في صنعاء والمناطق العليا شمال الشمال الذين لا يرون في المناطق الوسطى والجنوب غير فرع وتابع للأصل، ما يزالون يحلمون بأنهم الأقوى في اليمن وتوحدهم المطامع والمصالح على طاولة واحدة وسيجلس الجميع الحوثيون والإخوان والشرعية ليتفقوا على مصالحهم، وجميعهم لا يقبلون أن يحصل الجنوبيون على حقهم في فك الارتباط؛ لأن ذلك يعني فقدان الخيرات والثروات الجنوبية التي هي سبب الصراع في صنعاء".


ووجه المدوري رسالة لكل الأبطال الجنوبيين في الحدود الشمالية قائلا: "أنتم فخرنا وبشجاعتكم أصبح الجنوب رقما صعبا وجماعة الحوثي تخاف وترتعد فرائصها عندما تكون المعركة فيها جنوبيون، لقد رفعتم رؤوسنا بين العرب، والجنوبي اليوم رمز للوفاء والشجاعة بين أشقائنا العرب".  


الشرعية تدعم الحوثي

 وأشار الناشط والإعلامي مطيع الردفاني إلى أن الفترة السابقة لم يعد الحوثي يفكر بالسيطرة على مناطق جديدة أو المناطق التي فقدها سابقاً وكانت استراتيجيته القتالية في الدفاع فقط، وأن المناطق التي سيطر عليها الحوثي حالياً كانت هدية من قبل الجيش التابع للشرعية قدمتها بعدما فقدت مناطق كثيرة في الجنوب وأصبح تواجدها غير مرغوب به أيضاً ولا تريد الدخول بمواجهة مباشرة مع القوات الجنوبية، وعليه لجأت إلى دعم الحوثي لأجل إخضاع الجنوب وتم مع هذه التوجهات التحالف الحوثي الإخواني.


وأكد الردفاني  بأن الحوثي لم يتكمن من السيطرة على أي مناطق جنوبية، فقد أصبح أضعف من قبل مقارنة بالقوات الجنوبية التي تمكنت من طرده إبان اجتياحه للجنوب مطلع عام ٢٠١٥م والقوات الجنوبية التي تواجهه اليوم أصبحت جيشا نظاميا مدربا.


التحالف الذي حدث مؤخراً بين إيران وقطر من خلال أدواتهم باليمن، الحوثيون والإصلاح، وكلاهما يعملان حسب جهاتهما الخارجية، مثلاً تمكن حزب الإصلاح من تكثيف صلاحيات هادي من خلال سيطرته على الجوانب المهمة في حكومة الشرعية والتمكن من تسيير الأمور من داخل مكتب هادي حتى أصبح الرئيس مجرداً من القرار أيضاً في التواصلات والاتفاقات مع دول الإقليم والعالم ونقل صورة عن الأحداث مماثلة لسياستهم وتجميل صورة الحوثي، وبالمقابل الحوثي يقوم بدوره بدعم مصالح حزب الإصلاح ذراع الإخوان في اليمن.


اتفاقيات من تحت الطاولة

ويقول الناشط صلاح الخيلي في تعليقه عما يدور في الساحات القتالية: "الذي يجري الآن في الجبهات وخاصة الضالع ويافع هو بسبب اللامبالاة من قبل شرعية الرئيس هادي المتمثلة بحزب الإصلاح الإرهابي بسبب فشلهم في جبهات الشمال وخاصة جبهة نهم الذين صار لهم أربع سنوات قابعون فيها دون أي حراك رغم الدعم السخي من قبل التحالف بالمال والأسلحة المتطورة ناهيك عن عدد أفراد الجيش هناك الذي يقارب ٣٠٠ألف جندي.


طبعاً كل هذا هو نكاية بالجنوبيين وخاصة قوات المقاومة الجنوبية وكسر شوكتها وسحب قواتها من الساحل الغربي في الحديدة.


الحوثيون يريدون فرض سيطرتهم بالمناطق الحدودية ما قبل عام ٩٠م لكي يقولوا: نحن هنا ولدينا القوة للقتال بكل الجبهات.


وما دامت جبهة الساحل في الحديدة متوقفة سيواصل الحوثي اختراقاته للمدن الجنوبية في تساهل واضح من مشائخ بعض المدن الشمالية المتاخمة لحدود ٩٠م الموالين لحزب الإصلاح الإرهابي وهناك اتفاقيات من تحت الطاولة بين الإصلاح والحوثيين وهذا ليس بغريب عن الشماليين ومثالاً على ذلك تحالف الحوثي وعفاش.


مؤامرات لإفشال المجلس الانتقالي

وأكد الناشط عبدالجليل الجعوني أن ما يجري في جبهات المناطق الجنوبية الحدودية من اشتداد المعارك هو بسبب الخيانات والانقلابات من قبل قيادات الشرعية ضد المقاومة الجنوبية والحزام الامني وقيادات الألوية المتقدمة في جبهات مريس وجبهات العود والأزارق وهي مؤامرة لإفشال نجاح المجلس الانتقالي.


وقال: "أصبحت المعركة شمالية جنوبية وتريد قوت الاحتلال النيل من محافظة الضالع لأنها كسرت شوكة العدو ومؤامرة الشرعية من قبل".


تواطؤ الشرعية

وأوضح الناشط الجنوبي (أبو مطلق) بأن ما يجري في الجبهات واشتداد المعارك في الضالع والتجمعات والحشود باتجاه الضالع كل هذا يترافق مع توقف تام لجبهات مأرب والجوف والبيضاء من اتجاه الشرق وكل جبهات الشمال التابعة للشرعية، هي في إطار تفاهمات سرية بين الحوثيين والشرعية من أجل إغراق عدن بموجات من النازحين كل ذلك ينم عن أبعاد خطيرة ينفذها تكتل كل الأطراف الشمالية والشرعية.


وقال: "ليس إيران لوحدها حليف للحوثي؛ بل أطراف عربية وإقليمية ولكنها ليس ظاهرة في شاشة الصراع".

 

حرب جنوبية شمالية

أما الناشط الجنوبي رائد الربيعي علق حول الحرب بالجبهات الحدودية الجنوبية وقال: "إن التصعيد على  الجبهات بالضالع والهدوء المريب في جبهات الشمال رغم قرب الطرفين من بعض يثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن الحرب جنوبية شمالية، خاصة أن هذا التصعيد يأتي بعد حالة التفاهم والانسجام بين قوات الشرعية (جناح الإخوان) وقوات الحوثي، سواء في التوجه الإعلامي أو في عمليات الحرب في البيضاء وتعز ومديريات الضالع الشمالية، بالإضافة إلى إعلان بعض قيادات الإخوان مؤخراً ولاءها للحوثي بعد أن استنزفت التحالف الكثير من الدعم. 


أما التركيز على جبهتي يافع والضالع فما لم يحصده الحوثي في ٢٠١٥م بالتأكيد لن يحصده في ٢٠١٩م لذلك يبقى الهدف منها إرباك المشهد في الداخل ومحاولة بائسة لسحب القوات العسكرية التي تسيطر على الوضع بالداخل إلى أطراف الحدود لتسهيل عملية الانقلاب في هذه المناطق من قبل القوات المدعومة إخوانيا لكنها ستكون تجربة ومغامرة خاسرة لهم وعنوان نصر لنا.

   

 الجنوب ذاهب للاستقلال

 المحلل السياسي الجنوبي أياد الهمامي أشار بحديثه إلى أن ما يجري على الساحة هو محاولة كسر شوكة الضالع ويافع كونهم المحركين للانتقالي وهي حرب شمالية جنوبية بكل تأكيد بعد أن تصالح وتقارب الإخوان مع الحوثيين وتسليمهم مناطق بأكملها.


واستدركت قوى الشمال إن الجنوب ذاهب إلى الاستقلال بعد أن شاهدت تحركات المجلس الانتقالي خارجيا وزيارته الأخيرة إلى معظم البلدان والعواصم الأوروبية الناجحة، وتوحد الجنوبيين وتأييدهم للمجلس الانتقالي.