الرئيس الزُبيدي يطّلع على المخطط الإنشائي لمشروع مركز المؤتمرات والمعارض بمحافظة شبوة.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية مضاعفة الجهود لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي.. انفوجرافيك

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يستقبل قيادة القوات المشتركة لقوات التحالف العربي



اخبار وتقارير

الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 10:21 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ مقابلة: د. أمين العلياني


في ظل المتغيرات السياسية والميدانية المتسارعة التي تشهدها الساحة الجنوبية، ومع استمرار الاعتصامات الشعبية المفتوحة في مختلف محافظات الجنوب العربي، التقى إعلام الجنوب بالقيادي والمناضل محمد أحمد حيدرة الشقي، مساعد الأمين العام للأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن برنامج النزولات الميدانية الهادفة إلى مواكبة نبض الشارع الجنوبي واستطلاع مواقف القيادات الوطنية من مستجدات المرحلة.
وتأتي هذه المقابلة في سياق التفاعل الشعبي الواسع مع الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وتعبير الجماهير عن تأييدها لخطوات القيادة السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في مسار إصلاح الخلل المؤسسي، وتجفيف منابع الإرهاب، وقطع خطوط تهريب السلاح التي كانت تمثل شريانًا رئيسيًا لتمويل المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا.


س: نود في البداية أن نضع القارئ في صورة موجزة عن مسيرتكم النضالية والسياسية.
ج:
المناضل محمد أحمد حيدرة الشقي من مواليد عام 1967م بمحافظة أبين، متزوج وله ثلاثة من الأبناء وأربع بنات. عايشت دولة الجنوب قبل عام 1990م، وكنت من أوائل المناضلين الذين واجهوا سياسات الإقصاء والتهميش التي مورست ضد أبناء الجنوب عقب حرب الاحتلال اليمني.
تعرضت خلال مسيرتي السياسية والنضالية لعمليات تنكيل وملاحقة، ومحاولات اغتيال عدة بسبب مواقفي الثابتة تجاه القضية الجنوبية. وكنت من الشخصيات التي أسهمت في ترسيخ المشروع الجنوبي السلمي، إلى جانب الانخراط في مسار الكفاح المسلح ضمن حركة "حتم".

كما شغلت مواقع قيادية في الحراك الجنوبي بمحافظة أبين، وصولًا إلى منصب نائب مجلس الحراك الثوري بالمحافظة، ثم مستشار الأمين العام، وعضو رئاسة المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي، نتيجة الثقة الجماهيرية والقبول الشعبي الواسع.




س: أين كان محمد الشقي خلال الحرب الحوثية، وما الدور الذي قمت به دفاعًا عن الجنوب؟

ج: كنا في الصفوف الأولى للمقاومة الجنوبية، لأن هذا واجب أخلاقي ووطني وديني. شاركت ميدانيًا في جبهات بئر فضل وجعولة، ثم في معارك تحرير عدن ولحج، وانتقلنا بعدها إلى محافظة أبين حتى تحرير مديرية لودر.
لم نكن نبحث عن الأضواء، فالميدان هو الشاهد، وتراب الجنوب يعرف من دافع عنه. بنادقنا كانت حاضرة، وأرواحنا كانت على أكفّنا، دفاعًا عن الأرض والهوية.


س: كيف تقيّمون مرحلة تأسيس المشروع السياسي الجنوبي، وصولًا إلى إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي؟

ج:قرارات عزل المحافظين الجنوبيين في 27 يوليو 2022م كانت مستفزة وتعكس عقلية إقصائية هدفت لإعادة الجنوب إلى مربع الهيمنة. في المجلس الأعلى للحراك الثوري أدنّا تلك القرارات واعتبرناها محاولة لسرقة الانتصارات وإدخال المحافظات الجنوبية في الفوضى.

هذه الممارسات شكّلت الشرارة الأولى لبلورة كيان سياسي جامع يمثل إرادة شعب الجنوب، وهو ما تُوِّج بمليونية 11 مايو 2022م في ساحة العروض، حيث فوضت الجماهير الرئيس عيدروس الزبيدي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

س: كيف كانت مشاركة المجلس الثوري في يومي التفويض؟
ج:
شاركنا بفاعلية في تنظيم وتأمين الحشود القادمة من محافظة أبين، وكان حضورنا واضحًا في ساحة العروض. التفويض كان لحظة تاريخية عبّرت عن وحدة الصف الجنوبي، وأكدت أن المجلس الانتقالي كيان وطني جامع لا يمثل حزبًا أو منطقة.

س: ما موقعكم بعد تأسيس هيئات المجلس الانتقالي؟
ج:
كنت عضوًا في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، وانتُخبت ممثلًا عن محافظة أبين. ثم شرفت برئاسة لجنة مكافحة الفساد في الجمعية الوطنية في مارس 2024م، قبل أن يتم تعييني في يوليو 2024م مساعدًا للأمين العام لشؤون المحافظات ومنسقيات الجامعات، وهو موقع أؤديه بروح الفريق الواحد مع قيادة الأمانة العامة.


س: كيف تنظرون إلى انتصارات القوات الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت والمهرة؟
ج:
نترحم على الشهداء الأبطال، ونهنئ شعبنا وقواتنا بهذه الانتصارات. ما جرى هو عمل وطني مشروع لتصحيح اختلالات مؤسسية خطيرة، ومكافحة الإرهاب والتهريب، وفق اتفاق الرياض وقرار نقل السلطة.
القوات الجنوبية دخلت بتفويض شعبي، واستهدفت مصادر تمويل الحوثي من تهريب السلاح والمخدرات. من يعارض هذه الخطوات، إنما يدافع عن بقاء الفوضى ومصالح مشبوهة باتت مكشوفة للجميع.

س: ما دلالة استمرار الاعتصامات الشعبية المفتوحة في هذه المرحلة؟
ج:
هذه الاعتصامات تعبير حضاري عن إرادة شعب واعٍ يمتلك تاريخًا نضاليًا طويلًا. هي تفويض شعبي متجدد للرئيس عيدروس الزبيدي، وتأكيد على التمسك بالمسار السلمي جنبًا إلى جنب مع الجاهزية الدفاعية.
من يسخر من هذه الاعتصامات يتجاهل حقيقة أن الجنوب حمى أمنه بدماء أبنائه، وأن الجماهير اليوم تقول بوضوح: لن نغادر الساحات حتى تتحقق الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

ويواصل المناضل محمد الشقي حضوره كأحد رموز المسيرة الجنوبية، جامعًا بين التجربة النضالية والرؤية السياسية، في مرحلة مفصلية من تاريخ الجنوب العربي، تتقاطع فيها إرادة الشعب مع مشروع وطني يسير بثبات نحو استعادة الدولة وبناء مؤسساتها.