الرئيس الزُبيدي يطّلع من محافظ البنك المركزي على الإجراءات المنفذة في خطة الإصلاحات المالية والمصرفية..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يطّلع على جاهزية قوات خفر السواحل..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يستقبل وفدًا من أبناء المهرة ويجدد دعمه لتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم..انفوجراف



اخبار وتقارير

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 05:36 م بتوقيت عدن ،،،

4مايو/تقرير خاص-محمد الزبيري



في يوم ثانٍ لا يقل عن الأول عظمة واتساعًا وإبهارًا، يتواصل "طوفان الجنوب" الجماهيري مكتسحًا كل محاولات التقليل من شأنه، ومثبتًا أن ما بدأ يوم أمس لم يكن مجرد موجة غضب عابرة، بل هو فصل جديد وحاسم من فصول التاريخ الجنوبي الحديث.
فبعد أن فجّر اليوم الأول مفاجأة مدوّية بحشود تخطت كل التوقعات، جاء اليوم الثاني ليرسّخ الصورة ويؤكد أن الجنوب أمام استفتاء شعبي حيّ، لا يمكن تفسيره أو تجاهله أو الالتفاف عليه.
في العاصمة عدن، من قلب خور مكسر إلى ساحة العروض، وفي المكلا وسيئون والغيضة وشبوة ولحج وأبين والضالع وسقطرى، تتوحد الأصوات وتتداخل الهتافات، وترتفع الأعلام، لتعلن أن إرادة الشعب أصبحت حقيقة لا يمكن لأحد أن يقف أمامها.

الجنوب اليوم لا يرفع صوتًا فحسب، بل يرسم حدود دولته القادمة بيديه، ويفرض واقعًا جديدًا ستتعامل معه المنطقة والعالم.



*الساحات تتحدث


لم تعد الساحات مجرد مساحات جغرافية للتجمع، بل تحولت إلى كيانات حية تنبض بروح الدولة الجنوبية المنشودة.
إنها دولة النظام والإرادة الحرة والوعي الجمعي التي تتشكل أمام أعين العالم. ففي ساحة العروض بالعاصمة عدن، التي استحقت لقب "أيقونة الثورة"، يقف الزائر مذهولاً أمام مشهد بانورامي لا يُنسى: آلاف الخيام البيضاء التي انتصبت في تناسق بديع، كأنها مدينة جديدة ولدت من رحم الإرادة الشعبية. هنا، لا مكان للعشوائية؛ فاللجان المنظمة، التي شكلها شباب متطوعون، تعمل كخلية نحل لا تهدأ. فرق تتولى توزيع الماء والطعام على المعتصمين، وأخرى طبية تقدم الإسعافات الأولية، ولجان أمنية شعبية تسهر على حماية الساحة وتأمين مداخلها ومخارجها.

الأمر يتجاوز مجرد الإقامة والاعتصام. ففي قلب الساحة، نصبت منصة مركزية تحولت إلى منبر حر للجنوب، تتعاقب عليها الكلمات والخطابات. تسمع شيخ قبيلة من أبين يؤكد على وحدة الصف، ويليه أكاديمي من جامعة عدن يحلل الأبعاد القانونية لحق تقرير المصير، ثم فنان يلهب حماس الجماهير بأغنية ثورية تستدعي أمجاد المقاومة الجنوبية. وفي المساء، تتحول أجزاء من الساحة إلى حلقات نقاش فكرية، حيث يجلس الشباب حول مواقد النار، يناقشون تفاصيل شكل الدولة القادمة، من نظامها الفيدرالي الذي يضمن توزيعاً عادلاً للسلطة والثروة، إلى هويتها الثقافية المنفتحة. هذا الحضور اللافت للأجيال الجديدة، التي ولدت بعد حرب 1994 وشهدت سنوات التهميش، يعكس مستوى الوعي العميق الذي وصلت إليه القضية، ويؤكد أن مشروع الدولة لم يعد حكرًا على النخب السياسية، بل أصبح مشروع حياة لكل جنوبي.

وفي حضرموت، لم يختلف المشهد في جوهره. فساحة الاعتصام في المكلا، عاصمة الساحل، تعيش أجواءً احتفالية ممزوجة برسائل الحزم، حيث يؤكد أبناء حضرموت أنهم الرقم الصعب في المعادلة الجنوبية.

أما سيئون، حاضرة الوادي التي كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة قوى معادية، فقد كانت مفاجأة الثورة الأبرز. خروج جماهيرها بهذه الكثافة كان بمثابة إعلان تحرير سياسي وشعبي بعد التحرير العسكري، ورسالة قاطعة بأن حضرموت، بواديها وساحلها، قالت كلمتها بوضوح: "نحن قلب الجنوب الشرقي النابض، وقرارنا هو قرار شعب الجنوب".

وفي المهرة، أقصى الشرق، نصب المعتصمون خيامهم في الغيضة، ليس فقط استجابة للدعوة، بل لتأكيد أن الانتماء الجنوبي رابطة عضوية لا تسقط بالمسافات الجغرافية، وأن المحافظة، التي تمثل بوابة الجنوب الشرقية، تقف كحارس أمين في وجه أي محاولات لسلخها عن هويتها الجنوبية.


*حرب الشائعات



مع كل انتصار شعبي أو عسكري جنوبي، تسارع القوى المعادية، التي أصابتها الصدمة من حجم الحشود، إلى سلاحها الأخير والأكثر جبنًا: حرب الشائعات.

هذه المرة، كانت الحملة منظمة وشرسة، وركزت على ضرب العاصمة عدن في شرايينها الحيوية بهدف إثارة الهلع والفوضى.
تم بث أخبار زائفة بشكل ممنهج عن "إغلاق مطار عدن الدولي" و"شلل تام في حركة الملاحة الجوية"، في محاولة يائسة لعزل الجنوب عن العالم الخارجي. بالتوازي، تم الترويج بقوة لشائعة "توقف الخدمات في مستشفى الأمير محمد بن سلمان" في محاولة دنيئة للعب على وتر الحاجات الإنسانية للمواطنين.

لكن هذه الأكاذيب، التي تم ضخها عبر جيوش إلكترونية وحسابات وهمية، تحطمت على صخرة الوعي الجنوبي الصلبة.

جاء الرد مزلزلًا وسريعًا من ثلاث جبهات متكاملة: أولًا، الجهات الرسمية في عدن، التي أكدت أن حركة الطيران الطبيعية والطواقم الطبية التي تواصل بصورة طبيعية
ثانيًا، الإعلاميون والناشطون الجنوبيون الذين تحولوا إلى مراسلين ميدانيين، وبادروا بنشر فيديوهات من داخل صالات المطار وأقسام المستشفى، موثقين الحقيقة بالصوت والصورة. وثالثًا، وهو الأهم، المواطنون أنفسهم الذين أصبحوا خط الدفاع الأول. استخدموا هواتفهم لنقل الحقيقة من قلب الحدث، وانهالت منشوراتهم الساخرة من هذه المحاولات الفاشلة.

". لقد أثبت هذا "الطوفان" الجماهيري أنه لا يخوض معركة من أجل الحرية فحسب، بل يخوض معركة وعي شاملة، وقد انتصر فيها بامتياز، محصنًا مجتمعه ضد فيروسات التضليل.


* حارسة الحلم الجنوبي


بينما تموج الساحات بهتافات الحرية، تقف القوات المسلحة الجنوبية، بكل تشكيلاتها من ألوية العمالقة ودفاع شبوة والنخب الحضرمية والشبانية وقوات الحزام الأمني والصاعقة، كالسور العظيم الذي لا يُخترق.
تقف القوات الجنوبية المسلحة كحارس أمين لهذا الحلم الذي يتبلور في الساحات، تراقب الحدود وتحمي ظهر الشعب في هذه اللحظات التاريخية الفارقة.

من آخر نقطة تم تطهيرها في عمق وادي حضرموت، إلى مواقع الشرف والرباط في مرتفعات يافع والضالع، ومن خطوط التأمين المتقدمة في أبين وشبوة إلى السواحل الاستراتيجية الممتدة حتى باب المندب، يقف الأبطال بصدور ثابتة وعيون يقظة، جاهزين للتعامل مع أي احتمالات.

في الساعات الماضية، وكجزء من الحرب النفسية، أطلقت جهات معادية إشاعات عن "انسحابات تكتيكية" و"إعادة تموضع" وهمية للقوات الجنوبية من بعض المواقع الحيوية.
لكن الرد جاء من فوهات البنادق ومن بيانات القيادة العسكرية الجنوبية التي نفت ذلك بشكل قاطع، مؤكدة أن عقيدة هذه القوات هي التقدم لا التراجع، وأن الأرض التي سُقيت بدماء آلاف الشهداء هي خط أحمر لا يمكن المساومة عليه. بل على العكس تمامًا، شهدت بعض الجبهات والمحاور الاستراتيجية وصول تعزيزات نوعية، في رسالة مزدوجة للداخل والخارج، مفادها: "نحن هنا لتأمين إرادة شعبنا، ومستعدون لردع كل من تسول له نفسه اختبار صبرنا". هذا التلاحم العضوي بين الشارع الثائر والقوة العسكرية المنظمة هو سر الرهبة التي أصابت الخصوم، وهو المعادلة التي غيرت كل حسابات السياسة. فحين يجتمع الوعي الشعبي الهادر مع القوة الضاربة، لا يعود هناك مجال للشك في حتمية النصر.



*ضرورة استراتيجية وليست ترفًا سياسياً



لم تعد المطالبة باستعادة دولة الجنوب مجرد قضية شعبية أو حلم تاريخي، بل تحولت بفعل التطورات الجيوسياسية إلى ضرورة استراتيجية ملحة للأمن الإقليمي والدولي.

إن الدولة الجنوبية القادمة، بحدودها المعترف بها دوليًا ما قبل عام 1990، لا تطالب فقط بحقها في الوجود، بل تقدم نفسها كحل لأزمات المنطقة، وليس كجزء منها. موقعها الاستراتيجي الفريد على أهم شريط ساحلي في العالم، والذي يمتد لأكثر من 1400 كيلومتر من بحر العرب شرقًا وحتى مضيق باب المندب غربًا، يجعل من استقرارها مفتاحًا لاستقرار العالم.

وجود دولة جنوبية مستقلة ومستقرة وذات سيطرة كاملة على أراضيها ومياهها الإقليمية يعني بشكل مباشر: أولًا، تأمينًا كاملاً لواحدة من أهم طرق التجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب وخليج عدن، مما يضع حدًا للقرصنة والتهريب ويهدد مصالح الجماعات الإرهابية التي تستغل الفوضى. ثانيًا، تشكيل حائط صد منيع ضد محاولات التوسع الإيراني عبر وكلائه الحوثيين، الذين يسعون للوصول إلى المياه الدافئة والتحكم بمضيق باب المندب.
ثالثًا، القضاء النهائي على الملاذات الآمنة للجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش. لقد أثبت الجنوب عمليًا، وليس نظريًا، خلال السنوات الماضية أنه القوة الوحيدة على الأرض التي نجحت في دحر هذه التنظيمات وتطهير أراضيه منها، بفضل كفاءة قواته المسلحة ودعم الأشقاء في التحالف العربي. وبالتالي، فإن استعادة الدولة الجنوبية ليست مجرد تحقيق لرغبة شعب، بل هي متطلب أساسي للأمن العالمي، واستثمار في الاستقرار طويل الأمد.


*الاستقلال الثاني.. نبض الشارع في العالم الرقمي


إذا كانت الساحات هي قلب الثورة النابض، فإن منصات التواصل الاجتماعي هي جهازها العصبي الذي ينقل هذا النبض إلى كل أنحاء العالم. تحول وسم #الاستقلال_الثاني إلى ظاهرة رقمية، متصدرًا قائمة التداول في الجنوب، ومسجلاً حضورًا لافتًا على المستوى العربي.

أصبحت هذه المنصات ساحات اعتصام إلكترونية مفتوحة 24 ساعة، تضج بالصور ومقاطع الفيديو والتحليلات والرسائل السياسية.

الإعلاميون الجنوبيون المحترفون أداروا بثوثًا مباشرة لساعات طويلة من قلب الساحات، ناقلين أدق التفاصيل. أما المغتربون الجنوبيون، الذين حالت المسافات دون وجودهم الجسدي، فقد حولوا صفحاتهم إلى منصات دعم لوجستي وإعلامي للثورة، يترجمون الأخبار، ويتواصلون مع وسائل الإعلام الأجنبية، ويفضحون حسابات الذباب الإلكتروني.

أحد المغتربين في أوروبا كتب منشورًا مؤثرًا حصد آلاف التفاعلات: "أنا في الغربة منذ 12 عامًا، كنت أظن أنني فقدت الإحساس بالوطن. اليوم، وأنا أتابع هذه الحشود، شعرت أننا نقترب من بيتنا الحقيقي الذي سُرق منا. اليوم فقط، شعرت بمعنى أن يكون لك وطن يستحق العودة إليه".

تداول الجنوبيون مئات المقاطع التي تظهر مشاهد إنسانية مؤثرة: أب مسن يقبّل علم الجنوب والدموع في عينيه، وشاب يرفع لافتة كتب عليها "جئت من الصحراء لأشهد فجر دولتي". هذا الزخم الرقمي الهائل أجبر العديد من الصحف ووكالات الأنباء العربية والأجنبية، التي كانت تتجاهل القضية، على إرسال مراسليها والتساؤل بجدية عن معنى هذا الحراك وأبعاده. وهكذا، وبفضل سواعد أبنائها في العالم الرقمي، انتقلت القضية الجنوبية من التعتيم إلى دائرة الضوء الدولي بقوة غير مسبوقة.

*السعودية والجنوب: علاقة الأخوة والشراكة الاستراتيجية*

في خضم هذا الحراك المصيري، يحرص القادة الجنوبيون، وعلى رأسهم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، على التأكيد في كل مناسبة أن هذا التحرك الشعبي لا يستهدف بأي شكل من الأشكال المساس بالعلاقة التاريخية والاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية الشقيقة. بل على العكس تمامًا، يرى الجنوبيون في دولتهم المستقلة القادمة سندًا استراتيجيًا حقيقيًا للمملكة، لا عبئًا عليها.

إن تاريخ العلاقة الممتد، وتضحيات الدم المشترك في معركة تحرير عدن والمحافظات الجنوبية من الإرهاب والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، كلها عوامل رسخت مفهوم "الشراكة المصيرية" التي تتجاوز السياسة الآنية.

يدرك الجنوبيون أن أمن المملكة من أمن الجنوب، وأن استقرار الجنوب هو صمام أمان للجزيرة العربية بأكملها. ومن هذا المنطلق، فإن قيام دولة جنوبية قوية ومستقلة ومتحالفة مع محيطها العربي، سيخفف العبء الأمني عن المملكة، ويمنحها عمقًا استراتيجيًا إضافيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، ويغلق الباب نهائيًا أمام أي محاولات لاستخدام جغرافيا الجنوب لتهديد أمن المملكة. إن الجنوب لا ينظر إلى السعودية كطرف في تحالف سياسي مؤقت، بل كشقيق أكبر وشريك جغرافي وتاريخي أبدي.

يؤكد قادة المجلس الانتقالي أن مستقبل العلاقة سيكون أقوى وأكثر مؤسسية بعد إعلان الدولة، عبر تفعيل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي بما يعزز استقرار ورخاء الإقليم كله.

*رسالة إلى العالم


هذه الحشود المليونية التي خرجت إلى الساحات ليست مجرد عرض شعبي أو تعبير عن الغضب، بل هي رسالة سياسية حضارية مكتملة الأركان، موجهة إلى كل عواصم القرار في العالم، من واشنطن ولندن وباريس، إلى موسكو وبكين، مرورًا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. مضمون هذه الرسالة بسيط في كلماته، عميق في معناه: أولًا، أن إرادة الشعوب، حين تجتمع، هي قوة لا يمكن تجاوزها أو قمعها، وأن أي محاولة للقفز على إرادة شعب الجنوب ستبوء بالفشل. ثانيًا، أن أي حلول سياسية مستقبلية لليمن تتجاهل حق الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة هي حلول ميتة قبل أن تولد، ولن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع. ثالثًا، أن الجنوب، بقيادة المجلس الانتقالي، لم يذهب إلى الشارع فارغ اليدين، بل قدم رؤى سياسية مكتملة للحل، وعرض خيارات سلمية، وشارك بمسؤولية في كل مراحل العملية السياسية، لكنه اليوم، وبعد استنفاد كل الخيارات، يعود إلى مصدر كل الشرعيات: الشعب.

يدعو شعب الجنوب اليوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى إلى التحلي بالشجاعة السياسية، وقراءة الواقع الجديد كما هو على الأرض، والتعامل مع القضية الجنوبية باعتبارها قضية شعب وأرض وهوية ودولة، وقضية تقرير مصير يكفلها القانون الدولي، وليست مجرد ملف إنساني أو أمني ثانوي في الحرب اليمنية.


*فجر الدولة يلوح في الأفق

مع استمرار "طوفان الجنوب" بهذا الزخم الشعبي الأسطوري، ومع الثبات الفولاذي للقوات المسلحة على الأرض، ومع وضوح الرؤية السياسية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، تكون ملامح الدولة الجنوبية قد بدأت ترتسم بالفعل، ليس على الورق، بل على أرض الواقع.

لم يعد "الاستقلال الثاني" مجرد شعار يُرفع في المظاهرات، بل أصبح مشروعًا وطنيًا متكاملاً يبنيه الشعب بيده، ويحميه بدمائه، خطوة بعد خطوة. الجنوب اليوم يغلق أبواب الماضي المظلم، ويدخل مرحلة جديدة وحاسمة، مرحلة عنوانها الأبرز: "لن نعود إلى الوراء، ولن نسمح لأحد بأن يكتب مستقبلنا بالنيابة عنا". إن فجر الدولة يقترب بخطى واثقة، وشمس الجنوب، التي طال غيابها خلف سحب المؤامرات، توشك أن تشرق من جديد، لتبشر بميلاد دولة العدل والحرية والسلام.