اخبار وتقارير

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 10:17 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ رامي الردفاني



في مشهد يؤكد ثبات الإرادة الجنوبية نحو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وهو ما يفسر ذلك بدفع قوات الحزام الأمني في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، بقيادة القائد عبدالله أبو عرب، بتعزيزات عسكرية نوعية إلى مديرية لودر لتأمين جبهة ثرة، وهي الجبهة التي شكلت على الدوام صمام أمان وحاجز صد أمامي من أطماع المليشيات الحوثية الساعية إلى اختراق خاصرة الجنوب.

"أهمية استراتيجية"

حيث تمثل جبهة ثرة، الممتدة على الحدود الفاصلة بين محافظتي أبين والبيضاء اليمنية، على خط تماس عسكري؛ بالإضافة لكونها تمتلك موقع جغرافي استراتيجي ، حيث يسعى الحوثيون منذ سنوات إلى فتحها بغرض التوغل نحو مديريات أبين والوصول إلى مداخل ومخارج العاصمة عدن، وهو ما يعني تهديد الأمن القومي الجنوبي برمته.

ولكن في عملية استباقية قامت القوات الجنوبية المنتشرة هناك، بطلب تعزيز عسكري لتأمين الجبهة من أي اختراق أو تسلل مما يؤكد أن أي محاولة للاقتراب من خطوط تماس القوات الجنوبية والمقامة مصيرها الفشل، وأن الجنوب لا يمكن أن يسمح بتحويل أبين إلى ساحة عبور نحو العاصمة عدن أو نحو مناطق الساحل الحيوية.


"رسائل عسكرية وسياسية"

أن التعزيزات الجنوبية التي وصلت إلى مديرية لودر بمحافظة أبين تحمل في طياتها رسائل متعددة منها الجانب العسكري حيث تؤكد جاهزية القوات الجنوبية لمواجهة أي تحرك حوثي مهما كان حجمه، ومن ناحية سياسية تحمل رسالة واضحة للداخل والخارج بأن الجنوب ماضٍ في تعزيز أمنه واستقراره، وبأن المجلس الانتقالي وقواته يشكلان الضامن الحقيقي لحماية الأرض والإنسان.


ليست هذه المرة الأولى التي تتحول فيها ثرة إلى محور اهتمام، فقد شهدت الجبهة خلال السنوات الماضية مناوشات واشتباكات متكررة كان عنوانها الأبرز صمود القوات الجنوبية في وجه المليشيات الحوثية ولكن قوبل ذلك بعزيمة وقتال شرش من قبل مقاتلي قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية يرون أن المعركة هي معركة كرامة وسيادة ، وهو ما جعلهم يملكون المعنويات العالية التي يحملونها رغم قسوة الجغرافيا وصعوبة التضاريس.


كما يرى المحللون العسكريون أن التحركات الأخيرة للقوات الجنوبية "تعكس يقظة القيادة الجنوبية في قراءة نوايا الحوثي مبكراً"، مؤكدين أن "المجلس الانتقالي يثبت يوماً بعد آخر أنه صاحب قرار عسكري وسياسي متكامل لحماية الجنوب ارضا وشعبا

معتبرين أن " تعزيزات الحزام الأمني في لودر هي رسالة ردع واضحة، وتؤكد أن الجبهة الشرقية للجنوب مؤمنة بشكل كامل ولن تكون ممر عبور لقوى الاحتلال اليمني ومنها مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية.

" تغريدات تفاعل"

تفاعل ناشطون وصحفيون جنوبيون على منصات التواصل الاجتماعي مع وصول التعزيزات الجنوبية إلى جبهة ثرة، معتبرين الخطوة تعبيراً عن الإرادة الشعبية في الدفاع عن الجنوب.

حيث غرد في هذا الشأن الصحفي حمدي العمودي على حسابه في منصة (إكس) قائلاً : أن عقبة ثرة ليست جبهة عابرة، بل خط الدفاع الأول عن الجنوب.

وأكد بالقول : أن تعزيزات عسكرية من قوات الحزام الأمني اليوم تؤكد أن الجنوب حاضر ومستعد لمواجهة أي تهديد حوثي.


فيما كتب الإعلامي عادل الحنشي قائلاً: " أن تأمين جبهة ثرة يعني تأمين أبين والعاصمة عدن وكل الجنوب.

وأشار : أن تعزيزات عسكرية جنوبية تمثل رسالة قوية لمن يحاول اختبار جاهزية قواتنا.


فيما كتب الناشط الجنوبي عبد الرحمن الوالي: أن القوات الجنوبية في ثرة تسطر أروع ملاحم الصمود منذ 2015م .

واضاف بالقول: لن يمر الحوثي من قرة أن الجنوب وشعبه بالمرصاد."



"الجنوب أمام مخططات العدو"

حيث مثلت تحركات الحوثيين تجاه عبقة ثرة وفق محللين عن مخطط متكرر يستهدف الضغط على الجنوب من خاصرته الشرقية بمحافظة أبين بإسم الواقع الإنساني.

لكن عليه أن تدرك مليشيات الحوثي أن أبين لم تعد ساحة أو ممر عبور لزعزعة أمن واستقرار الجنوب، وأن أبناء المنطقة وقواتها الأمنية والعسكرية أصبحوا أكثر تنظيماً وجاهزية تحت قيادة المجلس الانتقالي
هذه التطورات تعيد إلى الواجهة حقيقة ثابتة: أن الجنوب يواجه حرباً شاملة لا تقتصر على الجبهات العسكرية فحسب، بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية والإعلامية والخدمية، وأن الرد الجنوبي يأتي بحزم على كافة الأصعدة.


كما أن بين لودر وثرة، ترتسم ملامح معادلة جديدة، معادلة عنوانها أن الجنوب لا يساوم على أمنه ، واستقراره ولا يسمح بفتح ثغرات أمنية قد تسمح للحوثيين في التمدد في أبين.

كما أن التعزيزات الأخيرة للحزام الأمني هو تأكيدا على أن القوات الجنوبية ثابتة في مواقعها، متأهبة للتعامل مع أي تحركات لمليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية ، وهو ما اعتبرته القوات الجنوبية أن قرار حماية الأرض والسيادة قرار راسخ لا يقبل التراجع عنه.