رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



اخبار وتقارير

الثلاثاء - 13 نوفمبر 2018 - الساعة 11:35 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / حوار/ نسمة صلاح :


أجرت صحيفة "4 مايو" حوارًا هامًا مع الأستاذ/ عبد السلام قاسم مسعد ، رئيس مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أمريكا وكندا ، تطرق إلى العديد من القضايا والمواضيع الهامة المرتبطة بنشاط المجلس وموقفه من الكثير من القضايا والمواضيع الهامة ، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي قامت به الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس وتواصلها مع بعض الهيئات والأطر الخارجية ، وغيرها من القضايا والمواضيع التي أثرناها في ثنايا الحوار التالي:


• بداية هل ترون بأن هناك مدخل سياسي يلبي مطالب شعب الجنوب من خلال دعم المبادرة الأمريكية الأخيرة بخصوص وقف الحرب في اليمن التي وردت على لسان وزيري الدفاع "ماتيوس" والخارجية "بومبيو" في حالة أجريت عليها بعض التعديلات؟
بعد حوالي (أربع سنوات) من سيطرة الحوثي على صنعاء بمساعدة صالح، وتقاعس وانهزامية الدولة والحكومة اليمنية، وبدء عاصفتي "الحزم والأمل" للتحالف العربي ، ونضال المقاومة بدعم دولي كامل في مواجهة الانقلابيين ؛ إلا أن ذلك كله لم يلحق الهزيمة التامة بتحالف "الحوثي وصالح" إلا في جنوب اليمن فقط وجزء من محافظتي مأرب والجوف.
الحرب ألحقت ضررًا كبيرًا في البنية التحتية وذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى، وتشريد العديد من الأسر بينهم أطفال، ونساء، وكبار السن، وكذا شباب، كانوا يحلمون بمستقبل أفضل وحياة كريمة، حيث تسببت الحرب بكوارث إنسانية : مجاعات وأمراض وأوبئة، وكذا تدهور في التعليم، وانتشار الجريمة، وأصبح العالم يصنف الوضع بأنه أسوأ حالة إنسانية يشهدها العالم في الوقت الحاضر، ويوم أمس وصف الرئيس "ترامب" الحرب في اليمن بأنها (فظيعة).
لذلك كله تعالت في العالم المناداة ، بل والبدء في خطوات جادة لإنهاء الحرب في اليمن ، وقد بدأت مشاورات في مجلس الأمن الدولي في هذه الأثناء نحو اتخاذ قرار جديد يستهدف وضع حد للحرب وتأمين أمن دول المنطقة، وحل إشكاليات هيكل الدولة، ومعالجة الحالة الإنسانية. العالم لم يعد قادرا على تحمل السكوت عن النتائج الكارثية التي تسببها الحرب، وتحمل مترتباتها على الضمير الإنساني والأمن والسلام العالمي..

• من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد مبادرة وزير الدفاع "ماتيوس" وتصريح وزير الخارجية "بومبيو" قد أخذت زمام المبادرة لتقود حملة دولية جادة لإنهاء الحرب في اليمن ولها قبول دولي.. ما تعليقكم؟
في الجنوب كنا ولا زلنا شركاء في تلك الحرب المفروضة علينا، والتي ألقت بظلالها على الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا في الجنوب ، وفقدنا خيرة أبنائنا في معارك الشرف والكرامة، ولهذا لنا مصلحة حقيقية في أن تضع الحرب أوزارها ونتفرغ لإعادة الإعمار وتحسين معيشة الشعب وتقدمه.
في المبادرة الأمريكية أفكار جديدة وجديرة في التعاطي معها ، خصوصًا وأنها لم تتحدث عن المرجعيات الثلاث التي أصمت بها ما تسمى بالشرعية آذاننا ، المبادرة تتحدث عن حكم ذاتي ( تعطى المناطق التقليدية لسكانها الأصليين لكي يكونوا المجتمع في مناطقهم، لا حاجة للسيطرة على أجزاء أخرى من البلاد)، ويفسر هذا بأنه تكريس لسلطة الأمر الواقع ، نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي المبادرة الأمريكية تعنينا كثيرًا وتحتاج منا إلى وضع استراتيجيتنا بالتناسب معها ومع الحراك السياسي الدولي الرامي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام ، الأمر يحتاج منا إلى وضع الترتيبات للمتغير الدولي الجديد تجاه اليمن، ومنها للسير في الحوار الذي أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي إلى نهايته الوطنية، بما يعزز من وحدة الصف الجنوبي علينا. ترتيب أوراقنا السياسية وتكثيف تحركاتنا الخارجية ، نحتاج إلى خطاب سياسي وإعلامي يخاطب الداخل والخارج معا، ويتعاطى بديناميكية مع المتغيرات المتسارعة..
• هل استطاع مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي في واشنطن إذابة الجليد تدريجيًا وإيصال مطالب شعب الجنوب لدوائر صنع القرار الأمريكي بكل وضوح؟
ما يميز المجلس الانتقالي الجنوبي ، هو إنجازه السريع في بناء هيكله التنظيمي على مستوى الداخل وتمدده لفتح مكاتب في الخارج وتحديدًا في الدول الهامة كـ(أمريكا وكندا، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وروسيا) وممثلين له في عدد من الدول العربية، حيث أصبح للمجلس الانتقالي ممثلون وأصوات مسموعة في الخارج.
مكتب الانتقالي في "أمريكا وكندا" حقق إنجازات كثيرة بعد تثبيت وجوده القانوني ، واستطعنا أن نوصل القضية الجنوبية وأوضاع شعبنا المختلفة إلى كل دوائر صنع القرار الأمريكي الرسمية، ومراكز البحوث والدراسات، ووسائل الإعلام، وكذلك إلى البرلمان الكندي، والمؤسسات الأكاديمية الكندية، ونتبادل معهم ما يخص الشأن الجنوبي وشأن المنطقة بشكل عام ، وتواصلنا ولقاؤنا المباشر مستمر مع بعثات الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، ومع منظمات حقوق الإنسان ، في كل نشاطنا لا نعرض قضيتنا الجنوبية من الناحية السياسية، وكسب الدعم والتأييد لها فحسب ، بل نعرض الوضع الإنساني والخدمي المزري الذي يعيشه شعبنا جراء فشل الحكومة وفسادها.
استطعنا ولأول مرة أن نقيم ندوة سياسية خاصة حول القضية الجنوبية داخل مبنى الكونجرس الأمريكي بتصريح رسمي ، عرضنا فيها القضية الجنوبية وبحضور سياسيين وممثلي عدد من أعضاء الكونجرس وإعلاميين تعرفوا على قضيتنا وأجبنا على تساؤلاتهم ، كما اكتسبنا عضوية الإتلاف الأمريكي الشرق أوسطي، ونشارك بفعالية في أنشطته، كما سنحت لنا فرصة للتحدث في ندوة أقامها التحالف داخل مبنى الكونجرس أيضا.
بحكم التعتيم الإعلامي والسياسي خلال السنوات الماضية ؛ لم تكن القضية الجنوبية معروفة في الوسط السياسي والإعلامي والأكاديمي إلا في حدود نادرة جدا ، الآن أصبحت حاضرة في كل مكان، واسم المجلس الانتقالي يتردد في الندوات، والصحف والمناقشات، وكذا في الإدارة الأمريكية، ونلتمس تفهمًا إيجابيًا لقضيتنا خصوصًا بعد تحرير الجنوب من غزو تحالف "الحوثي وصالح" ودحر الأطماع الإيرانية في الجنوب.
العوامل التي أكسبت المجلس الانتقالي الجنوبي مكانة مرموقة هي شعبيته الواسعة وتعاظم دوره ودور قوات المقاومة الجنوبية في مكافحة الإرهاب كـ(القاعدة وداعش) وشراكته مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في تحرير الساحل الغربي والحديدة وصعدة ، كل ذلك أكسب المجلس الانتقالي مكانة مميزة في الوسط السياسي والإعلامي. لقد حققنا نجاحات ملموسة وفي وقت قصير جدا ، كما اكتسبنا علاقات وخبرات جيدة، وأمامنا مهام كثيرة مناطة بنا حتى يتحقق النصر لشعبنا.
• ماهي أهم المعوقات التي تواجه عملكم ؟
العمل السياسي والدبلوماسي - في أمريكا خصوصًا - ليس بالأمر اليسير مثلما اعتدنا عليه في بلداننا العربية ، بل فيه من التعقيد أمور كثيرة ، كان لا بد من فهم الآليات التي تدار بها العلاقات السياسية ومعرفة مراكز صنع القرار والأدوات المؤثرة فيه ، لقد بذل طاقم المكتب بحكم الخبرات المكتسبة لديهم جهودًا كبيرة حتى تمكنا من فهم الأمور وطرق الأبواب التي فتحت لنا تباعًا وتجاوزنا هذا المعوق الرئيس.
في الحقيقة لم تعد أمامنا معوقات لجهة التعامل مع الجهات الرسمية ومراكز صنع القرار لا في أمريكا ولا في كندا ، ولدى المكتب خبرات كبيرة في العمل السياسي والدبلوماسي ويبذلون جهودًا استثنائية لدوافع وطنية صرفة، والأبواب لدينا مفتوحة ، ربما نواجه أحيانا بعض الصعوبات فيما يخص سرعة التجاوب معنا من قبل بعض الجهات المعنية في الداخل وشحة الإمكانيات.


• ماهي أولويات عملكم في مكتب العلاقات الخارجية في أمريكا وكندا للمرحلة القادمة؟
عملنا في مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية في أمريكا يتصف بالديناميكية ومجاراة الأحداث والتطورات ، سواء كانت المحلية أو الإقليمية والدولية ذات الصلة بوطننا والتعاطي معها وتوجيه نشاطنا لما يخدم قضية شعبنا ، لكن يظل كسب الدعم والتأييد لقضية شعبنا في استعادة سيادته الوطنية وبناء دولته الحرة والمستقلة أهم أولوياتنا، ومن أجل ذلك نتجه في تركيز جهودنا لتحقيق هذه المهمة المركزية لعملنا. ومن المهم أن أشير إلى أن النجاحات والخطوات الوطنية في الداخل تشكل بالنسبة لنا مصادر مهمة لتعزيز جهودنا لخدمة قضيتنا.
• كيف تقيمون الأداء السياسي للمجلس الانتقالي بصفة عامة؟ وهل أنتم راضون عن ما تم إنجازه إلى الآن؟!
جاء تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كضرورة وطنية بعد إخفاقات عديدة لإيجاد حامل وطني جنوبي للقضية الوطنية الجنوبية، وفي ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة التعقيد، كما كان تشكيل أي إطار جنوبي حاجة دولية أيضا يسهل التعامل الدولي معه عند مناقشة الحل للقضية الجنوبية.
اليوم أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بعد أن استكمل بناءه المؤسسي داخليًا وخارجيًا وبما يكتسبه من تأييد والتفاف شعبي كبير وخبرة سياسية ، أصبح رقمًا سياسيًا محليًا ودوليًا يصعب تجاوزه رغم محاولات ما تسمى بالشرعية وحزب التجمع اليمني للإصلاح لتشويهه أو التقليل من مكانته أو حتى وصفه بالعمالة لإيران أو بكونه غير شرعي كما يدعون، بل أصبح معترفًا به دوليًا ومعه تتم اللقاءات والمشاورات وبحث آفاق الحلول السياسية لإيقاف الحرب وإحلال السلام ، وفي الغالب ينظر بأنه سلطة الأمر الواقع في الجنوب دون غيره.
المجلس الانتقالي الجنوبي ؛ لا شك بحكم نشأته الحديثة ورغم إنجازاته الكبيرة تكتنف نشاطاته بعض الصعوبات والنواقص، وهو معني بالاهتمام بها والاستماع إلى النقد الموضوعي، ووضع الحلول لها، خصوصًا مسألة الحوار الوطني والاستفادة القصوى من الخبرات الجنوبية المكتسبة في مختلف المجالات ، فالإنسان هو أثمن رأس مال. تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي لا زالت حديثة وتحتاج إلى وقت حتى يتم تقييمها ؛ لكن نجاحاته أكبر من عمر تأسيسه.
• يعتبر ملف محاربة الإرهاب من أهم الملفات التي تهتم بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتعطيها أولوية قصوى فهل يوجد صدى إعلامي وسياسي في أمريكا للانتصارات التي تحققت على أيادي قوات النخبة والأحزمة الأمنية الجنوبية ضد المنظمات الإرهابية "القاعدة وداعش" وأخواتها؟
الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث تعتبره حيثما كان يشكل خطرًا حقيقيًا على أمنها القومي، وتنظر إلى اليمن كبؤرة لتواجد "القاعدة وداعش" بحكم الاضطرابات السياسية وتركيبة المجتمع، وتخلف وضعف عجلة التنمية وجغرافيتها المعقدة. أمريكا تشن حربًا مستمرة على الإرهاب ، وفي إطار هذه الحرب تقر الدوائر المختصة بمكافحة الإرهاب بالدور الإيجابي والمميز لقوات المقاومة وقوات مكافحة الإرهاب الجنوبية المتسم بالجدية والصرامة والإقدام في مكافحة الإرهاب ، وأصبح ينظر إلى المجلس الانتقالي كحليف موثوق في مجال مكافحة الإرهاب بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا المجال في كل محافظات الجنوب بدعم لوجستي وبدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
• يوجد في أمريكا جالية جنوبية كبيرة ومؤثرة لها إسهامات مهمة في إظهار القضية الجنوبية وكذلك في دعم الأعمال الخيرية والنضالية في الداخل الجنوبي .. ما مدى حجم التنسيق بين مكتب الانتقالي والجالية الجنوبية في أمريكا؟
في البدء لا بد أن أسجل كل الاحترام والتقدير وكل عبارات الثناء لكل أبناء الجالية الجنوبية في "أمريكا وكندا" الذين في كل وقت وحين يحملون القضية الجنوبية على ظهورهم وفي عقولهم وقلوبهم في حلهم وترحالهم.. وفي بداية السؤال جاء وصفهم بعبارات دقيقة ومنصفة أتفق معها.
لم يدّخروا جهدًا ولم يبخسوا بمال من عرق جبينهم دعمًا للقضية وأسر الشهداء والجرحى والأعمال الخيرية والتضامنية، رغم قساوة العمل والبعد والحنين ، الكثير يحملون الجنسية الأمريكية والكندية ؛ لكن ذلك لم يبعدهم ولو قيد أنملة عن مشاركة الشعب الجنوبي همّ القضية الوطنية المشتركة، يشاركون الشعب الجنوبي كل الهموم ، وفي "أمريكا وكندا" هم الصوت العالي والقوة الأساسية التي يستند إليها مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي، هم الداعمون الأساسيون للمجلس ومؤيدون لكل خطواته ، ولديهم المجال واسع لخدمة القضية الجنوبية سياسيا وإعلاميا، والأيام القادمة ستشهد تنسيقا أكبر لتظافر الجهود من أجل مشاركة أوسع لدعم القضية الجنوبية ونصرتها.
• كلمة أخيرة تريد أن توجهها؟ ولمن؟
أود أن أتقدم باسم أبناء الجالية الجنوبية في "أمريكا وكندا" وباسم مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية وباسمي شخصيًا إلى جماهير شعبنا وإلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي بالتهاني النضالية بمناسبة ذكرى ثورة (14 أكتوبر)، وحلول ذكرى الاستقلال الوطني ، من هاتين المناسبتين الوطنيتين نستلهم عبر الكفاح الوطني وتمثُّل تضحيات أبطالها والقيم والأخلاق النبيلة في السلوك والفداء والزهد والتضحية.. انتصرت ثورة (14أكتوبر) وتحقق الاستقلال الوطني بتضحيات جسام وموقف الشعب الذي قدم الدعم الكامل والمساندة للمناضلين حتى النصر، وللأسف تبددت تلك الانتصارات بسبب اختلافات ثانوية كلفتنا كثيرًا من انقسامات ومواجهات داخلية مسلحة ، وفي الأخير فقدنا دولتنا وسيادتنا الوطنية، وكدنا نفقد هويتنا الوطنية فضلاً عن الخسائر الكبرى في فقدان وإزهاق أرواح القيادات والكوادر والخبرات وأروح الأبرياء ، وهذا ما يجب علينا استلهام تلك الدروس التي كلفتنا غاليا وألا نكررها ، ونعمل قولا وفعلا على تجسيد مبدأ التصالح والتسامح والاحتكام دائما إلى العقل والحوار والمصالح الوطنية العليا لحل أي إشكاليات، وتلك هي مفاتيح تحقيق الانتصار والحفاظ عليه من الضياع مرة أخرى.