الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تناقش التدهور الخدمي والاقتصادي وتُحذّر من تداعيات رفع الدولار الجمركي..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الأوضاع الراهنة وجهود السلام..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع السفيرة البريطانية والبنك الدولي حلولًا عاجلة لأزمة الكهرباء والمستجدات السياسية..انفوجراف



اخبار وتقارير

الأربعاء - 03 أكتوبر 2018 - الساعة 02:35 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / غازي العلوي :

ليس ثمة ما هو أسوأ من واقع بلد كانت ــ وحتى وقت قريب ــ مأوى للجائعينواللاجئين من شتّى بقاع العالم ... بلد أطلق عليه اسم "السعيد" والذي لميعد له من السعادة إلاّ اسمه ومن الكرم والغنى إلا بقايا ذكريات ولت واندثرت...

هنا اليمن السعيد...هنا الجنوب العربيّ الحر... في هذا الوطن , في هذهالبقعة من جغرافيا الأرض الجنوبية حيث سطر أبطاله الملاحم البطولية ضد الغزاةالطامعين من أذناب إيران , واستطاعوا بإمكانياتها البسيطة تحرير أرضهم من رجس تلكالمليشيات خلال مدة لم تتجاوز العام ...هنا ينسج الزمن قصصًا وحكايات مؤلمة تدميلها القلوب وتدمع منها الأعين ... صور ومشاهد تبكي الحجر أبطالها (رئيس شرعي هارب ,وحكومةيعيش وزراؤها في أفخم الفنادق )ضحاياها أطفال في عمر الزهور فتكت بهم المجاعة ,وشردأسرهم الجوع ، أسر عفيفة لا يعلم حالها إلا الله ...باتت تقتات من براميل القمامةوأخرى تكتفي بوجبة واحدة...

"هند" شهيدة الجوع  

لم تكن الطفلة "هند" منصورــ ذات الأربعة الأعوام ــ التي فتكتبها المجاعة يوم أمس الأول في أحد مشافي العاصمة عدن بعد أن ظلت لأيام لم تجد فيهكسرة خبز تسد فيه رمقها بعد أن حطت رحالها في عدن هربًا من جحيم الحرب المشتعلة فيالحديدة – لم تكن سوى نموذج واحد من بين المئات بل الآلاف من الأطفال الذي بات شبحالمجاعة يتهدد حياتهم في حين تواصل شرعية الفنادق المضي في غيها غير مكترثةلمعاناة الناس وأنّات المقهورين بـ غول فسادها وفشلها الذي لم يشهد له مثيل على مرالتاريخ .

يا ترى كيف يرى الرئيس الشرعي الهارب وحكومته الفندقية إلى شعبهم اليمني وقدوصل إلى هذا المستوى من المجاعة ــ غير مسبوقة ــ في التاريخ الإنساني وهم ما يزالونمصرين على استمرار الحرب واستثمار معاناة شعبهم وقبض ثمن مآسيهم وموتهم جوعًا ؟ وكيفيتابعون هذه الصور وهم وأسرهم يتمتعون بعشرات آلاف من الدولارات شهريًا من دولة إلىأخرى وفندق إلى آخر ويتمسكون باستمرار الحرب لاستمرار ترزقهم منها ؟

رحلت الطفلة "هند" وهي أول الشهداء من الأطفال للمجاعة التي تضربالبلاد في عهد حكومة الفساد والفقر والجوع التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر ...ذهبت "هند"شهيدة الجوع إلى بارئها ــ جلّ وعلا ــ شهيدة وشاهدة على مصير بلاد في أيادٍ لا تعيربالاً لـدين ولا لضمير ولا إنسانية , تخبر الله عز وجل أنّ هذه الحكومة أفقرت أمة وتركتأطفالها وكبار السن فيها عرضة للجوع ، وليست المجاعة التي تفتك بأطفال الأزارق بالضالع, أو المسيمير  وأرياف تهامة إلاّ أبرز ميادينهاالتي ظهرت إلى العلن .

 

 وماذا بعد...!

انقطعت الرواتب وانهارت العملة وانهارت معها معظم الخدمات الأساسية ووصلحال الناس إلى حد المجاعة التي بدأت تلتهم فلذات أكبادنا الأطفال في بلد يعد منالبلدان المصدرة للنفط والغاز ويمتلك أهم الممرات الملاحية التي تدر على الدولةملايين الدولارات ... لقد بلغت المعاناة الحناجر وبلغ السيل الزبى , ولم تبقَ هذهالحكومة التي قيل بـ:إنّها شرعية سلاحًا إلا واستخدمته ضد هذا الشعب الصابر الذيكان له الفضل بعد الله تعالى في حفظ كرامتها بعد أن ولّى وزراؤها الأدبار هاربينتاركين هذا الشعب يواجه مصيره المحتوم في مواجهة المد الحوثي غير أنّ صموده ــ بمساندةالأشقاء في التحالف العربي ــ استطاع كسر شوكة المدّ الفارسي , وإعادة الاعتبارللحكومة ورئيسها الذي مازال قابعًا في قصوره العتيدة , وعيشه الرّغيد في العاصمةالسعودية الرياض .

ستظلّ لعنة الطفلة "هند" وأطفال الحديدة والأزارق والمسيميروزنجبار  وأرياف تهامة تلاحق هذه الحكومةالتي أقلّ ما يمكن وصفها بـ"حكومة العار" وستظلّ دعوات المقهورين الذينيرزحون تحت وطأة الفقر والجوع شاهدة على هذا الفساد الحكومي الذي يرتقي إلى مستوىالجرائم ضد الانسانية , التي ينبغي تقديم مرتكبيها عبر المحاكم الدولية لمحاكمتهمومحاسبتهم عن كلّ ما اقترفوها من جرائم وعن حجم الثراء الفاحش الذي باتوا ينعمون بهمن قوت هذا الشعب الصابر الذي يموت جوعًا ...