اخبار وتقارير

الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 09:04 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو/ تقرير / منير النقيب



شهدت محافظات الجنوب العربي الشرقية مؤخرًا تحولات مفصلية في مسار الصراع، بعد أن حققت القوات المسلحة الجنوبية سلسلة من الانتصارات النوعية في وادي حضرموت والمهرة وعدد من المواقع العسكرية التي ظلت تمثل بؤر نفوذ لقوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية لتنظيم الإخوان – فرع اليمن “حزب الإصلاح” وحلفائه من مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية التي رعتها قوى النفوذ اليمنية منذ عقود.


هذه العمليات، التي نُفذت بدقة واحتراف عسكري لافت، تعدّ نقطة تحول جذري في مسار معركة استعادة الأرض والقرار الجنوبي، وتؤسس لمشهد جديد يقترب فيه الشعب الجنوبي خطوة كبيرة نحو استعادة دولته المستقلة، بعد سنوات من الهيمنة والاستنزاف الأمني والسياسي.

خاضت القوات المسلحة الجنوبية معارك خاطفة ومحكمة ضد الوحدات التابعة لقوات المنطقة العسكرية الأولى، المنتشرة في وادي حضرموت والمهرة ورماه والعبر ومنفذ شحن، وهي وحدات كانت تمثل امتدادًا لنفوذ الإخوان داخل الجيش اليمني وتستخدم مواقعها لتهديد أمن الجنوب واستنزاف مقدراته.


* وادي حضرموت


يعدّ وادي حضرموت من أهم المناطق التي ظلت تحت قبضة قوات المنطقة الأولى لعقود، رغم كونه جزءًا من الجنوب.
القوات الجنوبية تمكنت من تحييد أهم المعسكرات والتمركزات التي شكّلت ثقلًا عسكريًا للإخوان، تأمين المداخل الرئيسية للوادي، استقبال واسع من الأهالي الذين اعتبروا هذه العمليات تحريرًا طال انتظاره.

*المهرة بوابة النفوذ الإخواني

منفذ شحن كان أحد أبرز مراكز التهريب والأنشطة غير القانونية للقوى المتحالفة مع الإخوان.
العمليات الجنوبية أدت إلى السيطرة الكاملة على محافظة المهرة تم من خلالها تفكيك شبكات النفوذ داخل منفذ شحن، واستعادة السيطرة على خطوط الحركة التجارية وإغلاق واحدة من أهم قنوات تمويل الإرهاب والتهريب.

وأحكمت القوات الجنوبية سيطرتها على مواقع استراتيجية كانت تعتبر نقاط تدريب لمجاميع الإخوان، ومخازن أسلحة وإمداد وممرات تحرك باتجاه وادي حضرموت والمهرة.

هذه العمليات أكدت قدرة القوات الجنوبية على شن عمليات نوعية عميقة داخل مناطق واسعة، وإعادة رسم خارطة السيطرة بشكل كامل.


*دور الرئيس القائد

شكل الدور القيادي
للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي عنصرًا أساسيًا في تحقيق هذه الانتصارات، إذ برزت بصماته في كل تفاصيل العمليات من التخطيط إلى المتابعة المباشرة.


* قيادة متماسكة

الرئيس الزبيدي أدار ملف حضرموت والمهرة باعتباره محورًا استراتيجيًا في معركة استعادة الدولة، من خلال، توجيهات يومية للقادة الميدانيين، ومتابعة سير العمليات لحظة بلحظة، بالإضافة إلى توفير الغطاء السياسي الإقليمي والدولي للخطوات العسكرية.

*تعزيز الجبهة الجنوبية


جهود الرئيس الزبيدي في توحيد الصف الجنوبي انعكست بوضوح خلال العمليات الأخيرة، حيث أظهرت القوات الجنوبية مستوى عاليًا من الانضباط، والتنسيق الميداني المشترك بين القوات في شبوة وحضرموت والمهرة، وعلى تنفيذ عمليات مترابطة وفي أكثر من جبهة ويدرك الرئيس الزبيدي أن معركة الجنوب ياتي في اطارها بناء مؤسسات قوية، إنهاء النفوذ اليمني داخل المناطق الجنوبية،تثبيت الأمن والاستقرار كأولوية وطنية..وهذه الانتصارات هي كتحقيق لجزء كبير من الحلم الوطني الذي يناضل من أجله الجنوبيون منذ العام 1994.

شعب الجنوب يرى أن طرد القوات اليمنية المحسوبة على الإخوان يمثل، نهاية لمرحلة طويلة من الاحتلال العسكري، بداية لعودة القرار الجنوبي الحر، سقوط آخر حصون القوى التي استخدمت حضرموت والمهرة لابتزاز الجنوب سياسيًا واقتصاديًا.

*تاييد شعبي

استقبال الأهالي للقوات الجنوبية بالأهازيج والفرح يعكس، تأييدًا مطلقًا لهذه الخطوات، وتؤدي الى بلورة واقع جديد يعيد للمنطقتين مكانتهما.

* تعزيز الثقة الشعبية بالقوات المسلحة الجنوبية


العرض العسكري الضخم في عدن مؤخرًا، تزامنًا مع هذه العمليات، عزّز:
الثقة بالقوة العسكرية الجنوبية، الشعور بأن الجنوب قادر على حماية حدوده وسيادته، كما تفتح هذه الانتصارات الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها "التمكين والسيادة".


* خارطة عسكرية جديدة


بانسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى من آخر معاقلها، يصبح الجنوب للمرة الأولى منذ 30 عامًا تحت إدارة أبنائه بالكامل.


*رسائل إقليمية ودولية


التحولات الأخيرة أكدت للعالم أن القوات المسلحة الجنوبية قوة فاعلة يمكن الاعتماد عليها في مكافحة الإرهاب ، وان الجنوب لاعب أساسي في أمن البحر العربي والبحر الأحمر والملاحة الدولية.

*اقتراب لحظة الاستحقاق السياسي


وحسب قراءة محللون سياسيون فإن انتصارات حضرموت والمهرة تقرّب الجنوب من استعادة دولته ،فرض واقع سياسي جديد يحترم إرادة الجنوبيين.، وبدء جولة سياسية أوسع نحو الحل النهائي.

*تحول تاريخي

ما تحقق في حضرموت والمهرة ليس مجرد انتصار عسكري، بل تحول تاريخي يعيد رسم الخارطة في الجنوب والمنطقة كلها.
إنها لحظة سياسية فارقة يقودها الرئيس عيدروس الزبيدي بثبات، وتترجمها القوات المسلحة الجنوبية على الأرض باقتدار، ويحتضنها شعب الجنوب بوصفها خطوة متقدمة نحو المستقبل الذي لطالما ناضل من أجله.