الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 12:56 ص بتوقيت عدن ،،،
4 مايو/ وكالات
وقعت دول الوساطة الرئيسية خلال قمة السلام التي استضافتها مصر في شرم الشيخ، وثيقة شاملة تهدف إلى ترسيخ وتأمين تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوثيقة بأنها «شاملة للغاية»، موضحاً أنها «ستوضح القواعد واللوائح لتنفيذ الاتفاق»، وهو ما يضع إطاراً مفصلاً لضمان التزام جميع الأطراف.
وبصفته مهندس خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي أنهكته حرب ضروس على مدى عامين، شارك ترامب في رئاسة قمة شرم الشيخ إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور 31 من قادة الدول والمنظمات الدولية. ولم يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ولا ممثلون لـ«حماس» في القمة، في حين شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي صافح الرئيس الأمريكي.
«السلام 2025»
واستقبل ترامب القادة واقفاً على منصة مدّ عليها بساط أحمر، مبتسماً ومصافحاً تباعاً كلّ واحد منهم، وأمامه لوحة كتب عليها «السلام 2025» وخلفه لافتة كبيرة كتب عليها «السلام في الشرق الأوسط». ووقّع قادة الدول الوسيطة، ترامب، والسيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وثيقة اتفاق غزة، بصفتها الدول الضامنة للاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب.
وقال ترامب إن «الوثيقة ستتضمن القواعد والترتيبات والعديد من التفاصيل الأخرى»، مضيفاً مرتين «سيصمد هذا الاتفاق». ولم يُقدّم أي تفاصيل إضافية.
ومن أبرز المشاركين في القمة: الملك الأردني عبد الله الثاني، والعاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وقال ترامب في كلمته خلال القمة: «بعد سنوات من المعاناة وإراقة الدماء، انتهت الحرب في غزة.. المساعدات الإنسانية تتدفق الآن، بما في ذلك مئات الشاحنات المحمّلة بالغذاء والمعدات الطبية والإمدادات الأخرى، وقد تم تمويل جزء كبير منها من قِبل الحاضرين في هذه القاعة».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «الحرب في غزة انتهت.. والآن يبدأ الإعمار، وربما سيكون ذلك الجزء الأسهل، لأننا أنجزنا الأصعب، والباقي سيتكامل.. نحن نعرف كيف نُعيد البناء، ونعرف كيف نبني أفضل من أي أحد في العالم».
وعن اتفاق غزة، أوضح أن الوثيقة ستوضح القواعد واللوائح والوثيقة شاملة للغاية، وأضاف أن «الاختراق التاريخي» الذي يتم الاحتفال به في قمة شرم الشيخ للسلام لا يُجسد نهاية الحرب في غزة فقط، بل يُمثل بداية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها، مؤكداً أن «الهدف هو بناء شرق أوسط قوي، ومستقر، ومزدهر، وموحّد في رفض طريق الإرهاب إلى الأبد».
منطقة قوية مزدهرة
وأضاف ترامب في كلمته: «من الآن فصاعداً، يمكننا بناء منطقة قوية ومستقرة ومزدهرة وموحدة في رفض مسار الإرهاب إلى الأبد، إذ نريد التخلص من الإرهاب والمضي قدماً».
وأشار إلى أن التحركات نحو إبرام الاتفاق بشأن غزة بدأت قبل أقل من 3 أسابيع، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موضحاً: التقيت بالعديد من الأشخاص الموجودين في هذه القاعة، وبدأ حينها كل شيء يتكامل، ولقد عرفت الكثير منكم منذ فترة طويلة.
وتابع: «استمعنا وتبادلنا الأفكار حتى أنجزنا المهمة، والخطوات الأولى نحو السلام هي دائماً الأصعب». وعبر ترامب عن شكره لمصر على جهودها في دعم اتفاق السلام بشأن غزة، وأضاف: «أنا ممتن جداً لتلقي أعلى وسام مصري، قلادة النيل.. والنيل جميل ورائع، إنه اسم جميل جداً».
كما وجّه ترامب شكره إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلًا: «أود أن أوجه شكراً خاصاً لأمير قطر، رجل متميز وصديق لي منذ زمن طويل.. إنه رجل يحظى باحترام الجميع».
وأعرب ترامب عن تعازيه لدولة قطر إثر حادث السير الذي أودى بحياة عدد من دبلوماسييها في شرم الشيخ، قائلاً: «أرجو أن تنقلوا تعازينا العميقة لأسر الدبلوماسيين الذين قضوا في الحادث المأساوي، بعضهم كان معروفاً من قبل موظفينا، وكانوا أناساً رائعين، لقد كان أمراً صعباً حقاً».
كما شكر ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: «إنه دائماً موجود عندما أحتاج إليه، رجل قوي جداً، لكنه محبوب، وعندما يواجهون مشكلة، يتصلون بي عادة لحلها، وغالباً أنجح في ذلك، لأن بيننا علاقة جيدة منذ البداية. أشكرك كثيراً». كما شكر عدداً من الدول العربية على مشاركتها في تجسيد اتفاق غزة.
وأثناء لقاء جمعه بنظيره المصري قبيل انطلاق القمة، أكد ترامب أن السيسي أدى «دوراً بالغ الأهمية» في المفاوضات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، مضيفاً أن الدور الذي أدته مصر كان «فعالاً لأن حماس تحترم هذه الدولة وتحترم القيادة المصرية».
من جهته، قال السيسي: «كنت متأكداً أن ترامب هو الوحيد القادر على إنهاء حرب غزة»، مضيفاً: «أريد تثبيت وقف إطلاق النار والتأكد من استمراره».
صفحة مؤلمة
وفي مؤتمر صحفي عقب القمة، قال السيسي إن من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره، وأن ينعم بالحرية، معرباً عن أمله في أن ينهي هذا الاتفاق صفحة مؤلمة في تاريخ البشرية.
وشدد السيسي على أن أمن الشعوب لا يتحقق بالقوة العسكرية فقط، وقال «السلام خيارنا الاستراتيجي.. السلام لا تبنيه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب كذلك». وفي تصريحات عن القمة قبيل انطلاقها، قال الرئيس الأمريكي إن الإمارات وقطر والسعودية «كانت عظيمة إلى جانب الأردن ومصر»، مضيفاً في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» حققنا نجاحاً عظيماً، وكثير من البلدان كانت تريد التوصل إلى اتفاق.. نمر بفترة متميزة في الشرق الأوسط. ويُتوقع أن تُسهم القمة في تثبيت التهدئة وإطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، بما يمهّد لإحياء مسار السلام الشامل في المنطقة.