4مايو/تقرير خاص_مريم بارحمة
وسط زوابع سياسية وأزمات اقتصادية خانقة، يخوض الجنوب معركة من نوع مختلف، معركة لا تُدار بالسلاح بل بالإرادة والوعي والإدارة، عنوانها حماية لقمة العيش وكرامة الإنسان. إنها معركة الاقتصاد، التي تكشف حجم الاستهداف الممنهج الذي تقوده قوى الاحتلال اليمني تجاه الجنوب أرضًا وإنسانًا. الاستهداف الاقتصادي بات أحد أبرز أدوات الحرب المفروضة على الجنوب، بعد أن فشلت القوى المعادية في النيل من صموده عسكريًا وسياسيًا.
-إشراقات أمل.. تحسن ملحوظ في سعر الصرف
رغم شدّة الهجمة الاقتصادية إلا أن الجنوب يشهد خلال الفترة الأخيرة تحسنًا ملحوظًا في سعر العملة المحلية، وهو أمر لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة جهود متراكمة قادها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بنفسه، كرجل دولة وقائد ميداني يتقدم الصفوف في معركة الخبز. هذا التحسن لم يقتصر على الجانب النقدي فقط، بل انعكس على شعور المواطنين واستقرار الأسواق.
-الزُبيدي.. قائد الإصلاح الاقتصادي وشريك المواطن
تحركات الرئيس الزُبيدي لم تكن شعارات إعلامية، بل خطوات فعلية بدأت من إدارة السياسة النقدية بالتنسيق مع البنك المركزي، وتوجيه الأجهزة الحكومية المختصة بضبط السوق، والتواصل مع الأشقاء والداعمين لرفد الخزينة بما يضمن استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا. القائد الزُبيدي كان حاضرًا في الميدان، يتفقد، يتابع، ويحاسب، ما أكسبه ثقة المواطن الجنوبي.
-الحرب الاقتصادية أداة قذرة بيد الاحتلال اليمني
تستخدم قوى الاحتلال اليمني (الحوثي والإخواني) أدوات متعددة لإخضاع الجنوب، غير أن الحرب الاقتصادية تظل أكثرها خبثًا وخطورة، إذ تسعى هذه القوى إلى ضرب العملة الوطنية بطباعة كميات ضخمة من دون غطاء، وإغراق السوق الجنوبي بها، ما يتسبب بارتفاع الأسعار وتجويع المواطنين. إنها محاولة لإعادة إنتاج الهيمنة من بوابة التجويع.
-إغراق السوق وتزوير العملة خنجر في خاصرة المواطن
من خلال ماكينات تزوير ضخمة، وبإشراف استخباراتي مباشر، يتم إدخال كميات مزيفة من العملة إلى الأسواق في العاصمة عدن ومدينة المكلا وغيرها، في محاولة لخلق فوضى نقدية، تقوّض أي استقرار مالي وتجعل المواطن في حالة قلق دائم. هذه الحرب لا تميز بين طفل وشيخ، فكل بيت جنوبي تضرر منها بشكل أو بآخر.
-التهريب المنظّم عصابات تتغذى على معاناة الناس
تُستخدم المعابر والطرقات التي لا تزال خاضعة لقوى الاحتلال اليمني لتهريب السلع الفاسدة والعملة المزورة، وتُشرف على هذه العمليات شبكات منظمة مدعومة سياسيًا، هدفها ضرب الاقتصاد الجنوبي من الداخل. كما تستغل هذه العصابات الأزمات لإخفاء المواد الأساسية وإعادة بيعها بأسعار مضاعفة.
-الرد الجنوبي.. وعي شعبي ومقاومة اقتصادية
لكن الجنوب، شعبًا وقيادة، لم يرفع الراية، بل تحرك في الاتجاه المعاكس. نشطت الحملات الرقابية، وتعززت الشراكة المجتمعية في مراقبة الأسواق، وانطلقت مبادرات شبابية لمراقبة أسعار السلع والحد من الاحتكار. المواطن بات أداة رقابة، يبلّغ عن الفاسدين ويرفض الممارسات الجشعة.
-دور الإعلام الجنوبي في فضح المؤامرات
كان للإعلام الجنوبي دور فاعل في فضح هذه المؤامرات، ونشر الحقائق، وتوعية المواطن بما يدور خلف الكواليس من صفقات مشبوهة تهدف إلى تركيعه. تعددت المواد الإعلامية والتقارير والتحقيقات التي عرّت قوى الاحتلال اليمني وكشفت زيف دعاياتها.
وبرزت أهمية إدماج مفهوم الأمن الاقتصادي ضمن الخطاب الإعلامي الجنوبي، وتأكيده كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي. فالحرب الاقتصادية التي تُشن ضد الجنوب، بما تحمله من أزمات خدمية ومالية، لم تأتِ من فراغ، ولم تكن نتاج صدفة أو سوء إدارة كما يروّج خصوم الجنوب، بل هي امتداد طبيعي لمشروع الاحتلال اليمني الذي لم يتوقف يوماً عن صيغ القمع والتهميش، بل غيّر أدواته فقط.
من الغزو العسكري في 1994 إلى الحصار المالي، ومن مصادرة النفط إلى تعطيل الموانئ، ومن التجويع إلى تدمير البنية التحتية، كلها مراحل مدروسة من حرب طويلة تهدف إلى إبقاء الجنوب تابعًا، مُستنزفًا، مُحبطًا، وغير قادر على استعادة دولته المستقلة.
لكن الجنوب، بقيادته السياسية الصامدة، ومقاومته الحية، ووعيه الشعبي المتنامي، رفض أن يكون ضحية دائمة في معركة غير عادلة، وتحول من مربع الشكوى إلى جبهة المواجهة… جبهة تستنهض الوعي، وتبني المؤسسات، وتحمي الكرامة.
-قيادة تتحرك بحسّ المسؤولية لا الادعاء
الجنوب بقيادته ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لم يكتفِ بالتشخيص، بل تقدم الصفوف ليقود بنفسه معركة الدفاع عن لقمة العيش. زار المؤسسات الاقتصادية، والتقى المعنيين، ووجّه بتسريع خطوات الإصلاح. تفقد الوضع ميدانيًا، في الأسواق والموانئ، وكان صوته صوت المواطن.
-حشد الدعم الإقليمي والدولي.. الزُبيدي رجل الدولة
وفي إطار الدبلوماسية الاقتصادية، حرص الرئيس الزُبيدي على فتح قنوات تواصل مع الأشقاء في التحالف العربي والداعمين الدوليين من أجل تأمين الدعم النقدي والمساعدات التنموية، إدراكًا منه أن المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية. وقد بدأت نتائج هذا الحراك تظهر من خلال تعافي ملحوظ في بعض المؤشرات.
-التجار الشرفاء جنود الاقتصاد المجهولون
برز في هذه المعركة دور وطني مشرّف للتجار الجنوبيين الشرفاء، الذين رفضوا الخضوع لممارسات السوق السوداء، وثبتوا أسعار سلعهم، وشاركوا في الحملات التوعوية، فكانوا بحق شركاء في الصمود. كما قام البعض منهم بدعم المبادرات المجتمعية وتوفير سلع بأسعار رمزية.
-سلاح المقاطعة وعي شعبي يغيّر المعادلة
أسهم المواطن الجنوبي أيضًا في قلب الطاولة على المتآمرين، إذ قاطع المنتجات الفاسدة والسلع المرتفعة، وأصبح أكثر وعيًا في تمييز الحقيقة من التضليل. وأصبحت المقاطعة أداة مقاومة فعالة بيد المواطن، في وجه الجشع والاحتكار. عبّر الشارع الجنوبي عن ارتياحه للتحسن في مستوى الأسعار، وانخفاض أسعار المواد الغذائية، والسلع الأساسية، وتحسن مستوى المعيشة.
-جنوب لن يُركع صلابة في وجه المؤامرة
كل المحاولات الخبيثة لإخضاع الجنوب فشلت، لأن شعب الجنوب لا يركع إلا لله، ولأن قيادته اليوم ليست رهينة، بل جزء من الناس، تشعر بما يعانونه وتتحرك بشجاعة ومسؤولية. لقد صار المواطن أكثر إيمانًا أن الصمود الاقتصادي هو واجب وطني.
-من الدفاع إلى البناء
نجح الجنوب في صدّ الهجوم، لكنه لا يكتفي بالصمود. المرحلة القادمة يجب أن تشهد انطلاقة اقتصادية حقيقية، من خلال مشاريع إنتاجية، وتنمية الموارد المحلية، واستثمار الطاقات الشبابية. المطلوب هو بناء اقتصاد جنوبي مستقل، قائم على الشفافية والإنتاج.
-مؤسسات الدولة الجنوبية.. حماة المواطن من الجشع
مؤسسات الجنوب تُثبت اليوم أنها جديرة بالثقة، فهي لم تقف مكتوفة الأيدي، بل تحركت لحماية المواطن من الجشع، عبر إصدار قرارات حازمة لضبط الأسعار، وتنظيم الأسواق، وتفعيل الرقابة على التجار والمستوردين. تم تفعيل القانون في وجه المحتكرين.
-قضية الجنوب.. تحرير الاقتصاد جزء من معركة التحرير الوطني
الاقتصاد ليس مسألة معيشية فقط، بل هو اليوم جزء من معركة التحرر الوطني الجنوبي. فكما تم تحرير الأرض من المحتلين، يجري اليوم تحرير السوق من قبضة التجار الجشعين ومن سياسات الإفقار التي فرضتها قوى الشمال.
-المعركة مستمرة والانتصار حتمي
المعركة لم تنتهِ بعد، لكن ملامح النصر باتت واضحة. الجنوب اليوم أقوى وعيًا، وأشد تماسكًا، وأكثر استعدادًا لإفشال كل مؤامرة. لقد تحوّل المواطن إلى مقاتل في معركة الاقتصاد، وتحولت القيادة إلى جدار صلب يحميه.
إنها معركة الجنوب من أجل الخبز والكرامة، معركة يخطّ فيها التاريخ سطورًا جديدة من الكبرياء، عنوانها: لا تجويع بعد اليوم، ولا رجوع عن الحرية.
#ارتياح_جنوبي_للتحسن_الاقتصادي