الجمعة - 30 مايو 2025 - الساعة 09:03 م
يناضل شعبنا الجنوبي من أجل قضية وطن، قضية استعادة دولته الجنوبية التي سلبت منه، قضية الحرية والكرامة والعدالة. وفي هذا السياق، يأتي فتح الطرقات مع صنعاء ليس كخيانة للقضية الجنوبية، بل كخطوة إنسانية الهدف من إعادة فتح الطريق هو تسهيل تنقل السكان ونقل البضائع، حيث تسلك الناقلات والمسافرون حالياً طرقاً التفافية وفرعية صعبة للوصول إلى عدن أو العكس.
وكان إغلاق هذا الطريق سبباً في معاناة كبيرة لسكان المناطق الواقعة خلف خطوط التماس، ونقل البضائع إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حيث كان هؤلاء يضطرون إلى استخدام طرق التفافية وفرعية شديدة الوعورة؛ ما تسبب في رفع كلفة النقل وزيادة أسعار السلع. كما تضاعفت تكاليف انتقال الأشخاص من وإلى المناطق المحررة، بأضعاف ما كانت عليه، حيث يحتاج الشخص إلى قضاء أكثر من يوم لقطع المسافة بين صنعاء وعدن والعكس، في حين أنها لا تستغرق عبر منفذ الضالع الطريق الذي تمت إعادة افتتاحه أكثر من ست ساعات.
ولهذا آن الأوان لكي نضع جانباً المزايدات الإعلامية والمصالح الشخصية، ونتعامل مع هذه القضية بمسؤولية وجدية. علماً إن القضية الجنوبية قضية عادلة، وقد فوض الشعب الجنوبي المجلس الانتقالي لتحمل مسؤولية هذه القضية، ومن ضمنها ملف فتح الطرقات. وإن هذا الملف يتطلب تعاملاً حكيماً ومسؤولاً، بعيداً عن التشنجات والمزايدات الإعلامية.
كما يجب أن ننظر إلى هذه القضية من منظور إنساني، منظور يضع مصلحة المواطنين شمالاً وجنوباً، في المقام الأول. ولا يمثل فتح الطرقات حلاً سياسياً، بل هو خطوة إنسانية تهدف إلى تخفيف المعاناة عن الناس، وتسهيل حركة التنقل والتبادل التجاري.
وفي الختام ، على قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي أن تتحمل مسؤولية هذا الملف بجدية ومسؤولية، وأن يعملوا على إيجاد حلول عملية تلبي طموح الشعب الجنوبي، وأن نرى خطوات ملموسة على الأرض، وليس فقط تصريحات إعلامية. ويجب على الجميع العمل من أجل تحقيق أهداف شعبنا الجنوبي، ولكن دون أن ننسى أننا نتعامل مع قضايا إنسانية، قضايا تتعلق بحياة الناس ومعاناتهم.