الجمعية الوطنية تدعو السعودية والامارات انقاذ عدن من كارثة إنسانية.. انفوجرافيك

الرئيس الزُبيدي يشارك في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف في جنيف.. انفوجرافيك

الكثيري يترأس اجتماعاً مشتركاً لقيادات المجلس الانتقالي وممثلي المنظمات الدولية والوزارات والمصالح الحكومية.. انفوجرافيك



كتابات وآراء


السبت - 25 مايو 2024 - الساعة 10:43 م

كُتب بواسطة : محمد ناصر العولقي - ارشيف الكاتب



العمل السياسي يقوم أساسا على عقد الصفقات هذا مقابل هذا ، ومع ذلك فإن ثمة مواقف مجانية للمجاملة ، ولكن ليست ثمة تنازلات مجانية ، لأنها مثل حبات المسبحة إذا بدأت ، فسرعان ما تتوالى ، وكل تنازل يقود الى تنازل جديد أخطر من سابقه .
إذا كان ولابد أن تخرط حبات مسبحتك فليكن ذلك مقابل مسبحة جديدة على الأقل .
وإلا أقول لك بالعربي :
الشعب الجنوبي تقبل شراكة الانتقالي في سلطة دولة الاحتلال ، ليس من أجل توحيد الصف لدخول صنعاء وهزيمة الحوثيين لأن قضية دخول صنعاء هي قضية شمالية والشعب الشمالي وقيادته هم المعنيون بها ، وإنما تقبل الجنوببون هذه الشراكة مقابل قيام التحالف العربي وسلطة الاحتلال ودول الوصاية على اليمن وبالطبع المجلس الانتقالي الجنوبي بتحسين ظروف الحياة في الجنوب ، وإيجاد الحلول لوقف تدهور الخدمات وقيمة العملة المحلية ، ومحاربة الفساد ، ورفع المعاناة عن كاهله الى أن يتم وقف الحرب والتفاوض حول الحل السياسي النهائي .
ومع ما يعيشه الشعب الجنوبي من استمرار لانحدار مستوى حياته في جميع المجالات ، وما يلاحظه من عدم اهتمام ولا تدخل ولا إجراءات توقف هذا التدهور ، ومع ما يلمسه من أن الأمور تسير كل يوم الى أسوأ من ذي قبل ، فإن الجنوبيين كشعب ليسوا مجبرين ولا ملزمين بالبقاء متفرجين على بعضهم وهم يقتربون كل يوم الى الهاوية والسقوط صرعى معاناتهم ، وصرعى سياسات وفساد وعجز السلطة والحكومة ، وتنصل التحالف العربي ودول الوصاية على اليمن من واجباتهم تجاهه ، ومن حقهم أن يرموا بكل الاتفاقات والشراكة عرض الحائط ، وأن يهبوا لانقاذ أنفسهم من الموت ، ويبحثوا عن حلول تخرجهم من دوامة الضياع والعدمية الى مراسي تعيد لهم التوازن ، ويعبرون من خلالها الى وضع أفضل مما هم فيه حاليا .
ليس من المنطقي ولا المعقول مطالبة الشعب الجنوبي بترحيل نضاله من أجل انتزاع حريته واستقلاله وفي الوقت ذاته مضاعفة معاناته ومضاعفة أساليب التضييق عليه في لقمة عيشة ، ومستوى حياته ، والتخلي عن كل الالتزامات نحوه ، فمن يطالبه بذلك فإنما يطالبه بدفع ثمن مقابل لا شيء بل بدفع ثمن هلاكه ، وبذلك فهو يطالبه بتنازل مجاني مركب .