رئاسة الانتقالي تُطالب مجلس القيادة بإجراءات حازمة وحاسمة توقف العبث بملف الخدمات.. انفوجرافيك

كل عام والجنوب وأهله بخير.. كاركاتير

برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي هيئة الرئاسة تثمن دعم الأشقاء بدولة الإمارات ومواقفهم الأخوية والإنسانية تجاه شعب الجنوب



كتابات وآراء


الأحد - 06 سبتمبر 2020 - الساعة 07:23 م

كُتب بواسطة : د. طارق مزيده - ارشيف الكاتب


ياوطني لم تألمني رصاصات الاعداء عندما اخترقت جسدي من اجلك لاني دافعت عن عزتك بدمي وعن كبريائك بألمي فقد كنت لي الحلم الجميل الذي طالما حلمت به.
من اجلك ياوطني اصبحت مشلولآ قعيدآ لا اقوى على الحراك ولاشيء يأنس وحدتي الا ذكرى حلمك الجميل ...المنقوشه امام عيني في سقف غرفتي التي اصبحت سجني الأبدي.
ياوطني لم يألمني جحودك ونسيانك لي وتجاهلك لي ولكن المني اكثر جحود ابنائك لي ولك ايضآ....فاصبحت منسيآ مثلي.
ولم يألمني كذلك جحود ابنائك ونكرانهم لمعاناتي ولكن مازاد تلك المعاناه من تاجروا وباعوا وشروا بمعاناتي ومعاناة كل جريح وتكسبوا منها القصور والمناصب والسفريات والسيارات الفارهه وغيرها من الامتيازات.
لقد قدمت لأجلك ياوطني راحتي ولم تقدم لي شيئآ غير الالم الذي ارمقه في عيني امي وهي تناظر عجزي صباح مساء، وفي آهات زوجتي التي تحولت حياتها بسبب إصابتي الى جحيم مستمر.
يا وطني عندما ذدت عن اسمك بدمي لم اكن انوي خذلانك... ولكنك تسقيني الخذلان كؤسآ اتجرعها من جوع اطفالي وعوزهم وحرمانهم لأبسط الاحتياجات..... فهل يرضيك هذا.
يا وطني منحتك العزه التي رويتها من دمي ولم ارى منك غير الذل، لقد وهبتك اغلى ماعندي ولم تهبني غير البؤس والألم والشقاء.....وها انت تبخل عليا بساعات منك تؤنس بها وحدتي.
اصبحت اشعر انك لم تعد لي وطننآ يحنو عليا...فلقد تناسيت المي وجرحي وشقائي واصبحت تحنوا وتهتم لأمر سماسرة الثورات ولصوص انجازات الشهداء والجرحى وتضحياتهم وتحتضن كل متزلف وزنديق عند بلاطك......لقد تعلمت من جراحي ولكنك انت من لازلت لاتتعلم برغم كثرة جراحاتك التي ساقها لك اولئك....فهؤلا لم ولن يكونوا حاضرين لنجدتك عند حاجتك اليهم.
ياوطني انا لم ابخل عليك بشيء فمنحتك عيني التي ابصر بها وساقي التي امشي عليها ويدي التي كنت اداعب بها اطفالي وقدماي التي كنت اهرول بها الى الى احضان امي..فماذا منحتني انت يامن ادعوك وطني.
ياوطني انت لاتدرك كم اصبحت حياتي جحيمآ بسببك...انا لا اطلب منك الكثير ولا اطلب المستحيل ...ولكن اطلب منك ان ترجع الفرحه التي هجرت قلب امي والابتسامه التي غادرت ثغر زوجتي منذ اعوام وسعادة اطفالي وصخبهم وهم يلعبون.
انا لا اطلب منك ان تخرجني من حالة الشلل التي اصابت ساقيا ولاعدم المقدره على الابصار او العجز عن الحركه ولا الوحده التي تحاصر حياتي ولكني اطلب منك العون على تجاوز محنتي وألمي وعجزي.
ياوطني انا لا اطلب منك ان تشفق على حالي او ان تقوم بوظيفة زوجتي او اخي بتغيير الحفاضات التي اصبحت تلازم حياتي ماحييت.
ارجوك ياوطني..فرجائي لك بعد رجائي بالله كبير...فليس لي غيرك ليكون صديقي الذي يؤنس وحدتي والطبيب الذي يداوي جراحي والاخ الذي يحنو عليا والجار الذي يرفق بي والمعلم الذي يرعى ويعلم اولادي باخلاص.
ارجوك يا وطني لاتتجاهل بؤسي وألمي .. واذا فعلت ذلك فكن على يقين ان لن يكون حالك افضل من حالي.