يوم واحد فقط يفصلنا عن قدوم شهر الخير (رمضان) والذي يعد من أكرم شهور العام، يريد الجميع أن ينال الأجر والثواب فيه وتكثر فيه أعمال الرحمة والتآلف والتراحم وتبدأ طقوسه المعهودة والروحانية التي تجعلك تشعر بعبق الإسلام وحلاوة هذا الشهر الفضيل.
لكن لا بد من منغصات تغير مجرى الأمور ولا تجعلها تسير كما يبدو على الإطلاق، ودائما يكون المواطن هو الضحية الكبرى لها، فكم هي الحياة قاسية التي تجبره على تقبل واقع صعب تنعدم فيه رفاهية الحياة والعيش السوي، فنجد تردياً في مستوى الخدمات ونجد الحرب أنهكت البشر والغلاء يحاصرهم والأزمات تلاحقهم من كل اتجاه، ولا توجد أي معالجات أو حلول تذكر.
وبالرغم من أن هناك مناطق ومحافظات محررة إلا أنها لم تذُق طعم الراحة والأمان وهي اليوم ستستقبل رمضان وفي طياتها الكثير من المشاكل التي تحتاج لمعالجات سريعة وتدخلات من الجهات المعنية للنظر فيها، أولها سعر العملات غير القابل للاستقرار، والوضع الأمني الصعب التي تمر بها والذي أصبح خاوياً وهشًا ويتسبب في خوف وقلق من قبل المواطنين الذين لا يأملون إلا بالحياة الكريمة الخالية من أي هموم.
في سياق هذا الإطار تم أخذ عدد من آراء للمواطنين في كيف سيستقبلون شهر رمضان وما هي استعداداتهم له..
يحل رمضان والجنوب تحت فوهة النار
يقول د/عبدالله العوذلي: "في الجنوب العربي يحل رمضان هذا العام ضيفاً كريماً وعزيزاً ويستقبله أبناء الجنوب للسنة الخامسة والوطن الجنوبي يعاني عدوانا همجيا لا ينتمي لكوكبنا هذا، يواجه الجنوبيون تلك القوات الغازية على أرضهم بمزيد من التحدي".
وأضاف: "إلى جانب ذلك تستهدفهم حملات إعلامية رعناء تقوم بها مطابخ التحالف الثلاثي الإرهابي القطري الإيراني التركي وأدواتهم المتسخة في الجنوب العربي واليمن ممثلة بحزب الإصلاح اليمني فرع إخوان اليمن ومليشيات الحوثي ومن سلك في طريقها وأدواتهم المحلية في الداخل الجنوبي".
وتابع: "والتي تسعى لهدم وتدمير معنويات المرابطين في الجبهات ضد ذلك العدوان البربري الحوثي المتداخل مع جميع قوى الاحتلال اليمني القديمة التي اجتاحت الجنوب صيف 94م، لم تترك قوى الاحتلال اليمني أي باب للجرم إلا وطرقته، ولا نافذة لتجويع وتركيع الشعب الجنوبي إلا ودخلت منه في وضح النهار من خلال افتعال الأزمات داخل العاصمة عدن خاصة والجنوب عامة".
واستطرد: "وكذلك ارتفاع الأسعار، وكان لديها أهداف تترجاها عصابات الاحتلال اليمني في إرهاق الشعب الجنوبي حتى يقبل بها، لكنها اصطدمت بصخرة الوعي الصلبة لشعب عظيم يأبى الخضوع أو الركوع لتلك العصابات الاجرامية اليمنية العدوانية. ومع قرب شهر رمضان وإعلان العصابات اليمنية المتوزعة بين شرعية وحوثية اتحادها ضد الجنوب وشعبه من خلال تسليم عصابات الإصلاح المواقع لإخوانهم الحوثة لمهاجمة الحدود الجنوبية والتي تمارس في عدوانها على الجنوب وشعبه أبشع وأقذر الأساليب الإرهابية.
وقال: "الجنوبيون جميعاً يستقبلون شهر رمضان استقبالاً خاصاً في هذا العام بسبب آلة الحرب اليمنية عليهم من خلال مهاجمة قوات الجيش والمقاومة الجنوبية وبداية عدوانهم الثالث على الجنوب وأرضه وشعبه.. فقد تسبب ذلك العدوان الغاشم على أرض الجنوب وخاصةً ورمضان على الأبواب ليخلق مشاعر الألم والوجع وتأوهات ضحايا ونازحي ذلك العدوان العصاباتي اليمني مما جعل استقبال هذا الشهر الكريم ممزوجاً بالمعاناة والمآسي".
عصر جاهلي سيعيشه المواطنون في رمضان
يتحدث الكاتب الحضرمي أ. شائع عوض بن وبر، عن رمضان هذا العام قائلا: "يستقبل المواطن شهر رمضان على نمط العادات القديمة أو العصر الجاهلي في ظل سوء الخدمات التي أنهكت المواطن، ففي مجال انطفاء الكهرباء سيتم نبش الفوانيس، و في عدم توفر الغاز سيستخدم الحطب والعودة إلى الحجرات الثلاث التي يتم وضع أواني الطهي فوقها والحطب تحتها، أما في عدم توفر المحروقات فالحمير ستكون أفضل وسيلة لقضاء الحاجة.
أما نقص الماء فيعني العودة إلى الآبار الارتوازية و طوابير الجوالين لتعبئتها. هذه الحلول البديلة لسوء الخدمات الأساسية التي ستسلكها كل منطقة محرومة من إحدى الخدمات، فشل ذريع، خذلان فظيع، جوع مريع".
في ظل انعدام أبسط المقومات
ويضيف الإعلامي حسان معنس: "يستقل المواطن شهر رمضان المبارك في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة في عدن من ماء وكهرباء إضافة إلى أن استقبال المواطنين لهذا الشهر وأغلبهم لا يوجد في بيته قوت يومه ولا مقاضي رمضان بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ولا يوجد حسيب ولا رقيب بعد أن تنصلت الحكومة والسلطة عن مسؤوليتها في عدن وتركت المواطن يواجه مصيره المجهول حتى مع حلول هذا الشهر الفضيل.. ومن هذا المنطلق ندعو الجميع إلى التكاتف والتراحم والعطاء في هذا الشهر لكونه من أفضل أشهر السنة وشهر مقدس عند الله سبحانه وتعالى، فعلى المواطنين أن يتفاقدوا جيرانهم وأهلهم وأقربائهم في هذا الشهر وأن يمد الأغنياء أيادي العون للفقراء لينالوا الأجر عن الله سبحانه وتعالى ويرسموا أجمل صور التضامن والتكاتف والتراحم في هذا الشهر المبارك".
واختتمنا لقاءاتنا بحديث باسل سيف بن معنس مواطن جنوبي حر، حيث قال: "يحل علينا شهر رمضان المبارك وكلنا استعداد للصوم والقيام وسائر العبادات المفروضة وذلك تقرباً إلى الله ونتوجه إليه بالدعاء لأنفسنا وأهلنا وبلدنا وديننا بعد أن تكالبت علينا قوى الشر والفساد والظلم".
وأضاف: "أما بالنسبة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة وحالة الانفلات الأمني فتلك الظواهر مفتعلة وتقف خلفها جهات حقيرة تجردت من كل قيم الإنسانية وهي تسير في طريق الشيطان نحو الهلاك وبالصبر ستنفرج جميع الهموم وينتصر الحق".
وتابع: "سيأتي شهر رمضان حاملا معه الخير الذي عهدناه منه وستظل آمال المواطنين في تحسن الأوضاع قائمة وفي أن تسمع رسائلهم ومناشداتهم وكل ما يريدون أن يتحقق لهم قائمة لا محاله".
واستطرد: "وسيرفعون أيديهم للدعاء في تغير الحال نحو الأفضل والاستجابة لمطالبهم من قبل الحكومة فهم لا يتمنون شيئاً سوى العيش بسلام والحصول على أبسط حقوقهم وأن يتمكنوا على الأقل من جعل رمضان وغيره من الشهور أيامًا يشعرون فيها بالراحة والأمان والإنصاف لكرامتهم ووطنيتهم".