الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - الساعة 05:13 م بتوقيت عدن ،،،
4مايو/خاص
قال الكاتب الجنوبي أحمد سعيد الحربي إن الغارات الجوية التي استهدفت مواقع لقوات النخبة الحضرمية في منطقة وادي نحب بمحافظة حضرموت تمثل مشهدًا صادمًا ومؤلمًا، خاصة أنها جاءت من الجهة التي كان يُنظر إليها باعتبارها مصدر أمان وسندًا رئيسيًا في مواجهة الإرهاب.
وأوضح الحربي أن النخبة الحضرمية كانت شريكًا وفيًا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ولعبت دورًا محوريًا في تطهير الساحل الحضرمي من تنظيم القاعدة وتأمين الأرض وتثبيت دعائم المشروع العروبي، متسائلًا عن الأسباب التي حولت “شريك النصر” إلى هدف للغارات الجوية.
وأشار إلى أن النخبة الحضرمية والمجلس الانتقالي الجنوبي لم يكونا يومًا خارج الصف، بل شكلا قوة رئيسية في حماية الخاصرة الجنوبية من التمدد الإيراني وخطر التنظيمات المتطرفة، معتبرًا أن ما وصفها بـ“الغارات التحذيرية” تترك جروحًا معنوية أعمق من آثار الانفجارات نفسها.
وأكد الحربي أن هذا الموقف لا ينطلق من خصومة أو عداء، بل من عتاب نابع من حيرة المحب، محذرًا من أن انحراف بوصلة الحليف في هذا التوقيت الحرج قد يخدم أطرافًا متربصة، وفي مقدمتها مليشيا الحوثي، التي تراقب أي شرخ داخل الصف الواحد.
ولفت إلى أن استخدام القوة الجوية بين الحلفاء يُعد لغة قاسية تمس الثقة المتبادلة التي بُنيت خلال سنوات من التعاون والتضحيات، مشددًا على أن الخلافات كان يفترض أن تُحل عبر التنسيق والحوار، لا عبر أزيز الطائرات فوق رؤوس الجنود المرابطين.
وناشد الكاتب قيادة المملكة العربية السعودية تغليب الحكمة، مؤكدًا أن النخبة الحضرمية تمثل قوة نظامية وصمام أمان لجغرافيا حساسة، وأن استهدافها يشكل إشارة خطيرة قد تضعف الجبهة الداخلية وتفتح الباب أمام عودة الفوضى والتهريب.
وختم الحربي بالقول إن الحفاظ على الثقة بين الحلفاء يتطلب الاحتواء لا التصعيد، داعيًا إلى أن تبقى المملكة مظلة حماية للقوات التي تقاتل الإرهاب، حفاظًا على وشائج القربى ووحدة المصير.