4 مايو / تقرير: مريم بارحمة
تحولت ساحة العروض في مديرية خور مكسر بالعاصمة عدن، إلى ميدان للشجاعة والوحدة الوطنية الجنوبية، منذ يوم الأحد 8 ديسمبر 2025 حيث امتلأت بألوان العلم الجنوبي وصيحات الحرية التي ارتفعت في الأجواء، معلنة بداية فصل جديد من تاريخ الجنوب العربي. آلاف المواطنين، من كل الأعمار والفئات، قدموا من جميع المديريات لمساندة الاعتصام المفتوح الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت شعار "إعلان دولة الجنوب العربي لحماية العُروبة ومكافحة الإرهاب".
المنظر كان أقرب إلى لوحة وطنية حية، تجمع الأطفال الذين رفعوا أعلام الجنوب بين أيديهم، والنساء اللواتي حملن شعارات الحرية والكرامة، والشباب المتحمس الذي يردد الهتافات الوطنية بلا توقف. وصور الرئيس القائد الزُبيدي التي حملها الجميع ورسومها بلوحات فنية رائعة، هذه المشاركة الشاملة أكدت أن قضية الاستقلال لم تعد مطلبًا سياسيًا فحسب، بل إرادة شعبية عميقة متجذرة في وجدان كل مواطن جنوبي.
-البيان الجماهيري صرخة الحرية والإصرار
في وقت سابق، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن بيانًا جماهيريًا دعا فيه جميع أبناء الجنوب إلى المشاركة في الاعتصام المفتوح. وجاء البيان ليؤكد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في تحرير ما تبقى من أراضي الجنوب، وشدد على واجب حماية الوطن من أي تهديدات إرهابية من ميليشيات الإخوان والحوثي.
وأشار البيان إلى أن صبر الشعب الطويل على النهب والحرمان وطمس الهوية لم يكن ضعفًا، بل كان إيمانًا بحق لا يسقط، وتصميمًا على هدف لن يزول مهما طالت السنين. وقد جاء الاعتصام ليجسد هذا الصبر في مشهد جماهيري متماسك، يعلن أن الشعب لم ولن يتراجع عن حقه المشروع في استعادة الدولة وبناء وطن حر ومستقل.
-القوة في اللحمة الجنوبي
شهدت الساحة حضورًا جماهيريًا واسعًا ومتنوعًا، شمل رجالاً ونساءً وأطفالًا، إلى جانب المؤسسات الحكومية، والمنظمات المجتمعية، والنقابات، والمجالس المحلية. كل هؤلاء شكلوا صفًا واحدًا من الإرادة الشعبية، مؤكدين ثقتهم في المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل لقضيتهم الوطنية، وفي قيادته المتمثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
الأطفال كانوا يحملون أعلام الجنوب ويهتفون بهتافات الحرية، بينما نساء الجنوب كنّ رمزًا للصمود والتحدي، حاملات شعارات تدعو إلى الاستقلال والكرامة والعيش الكريم، مما أعطى الاعتصام بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا أضاف إلى قوة الرسالة الشعبية.
-الشعارات لغة الإرادة والمطالب الوطنية
ارتفعت في الساحة شعارات قوية وحماسية، تعكس تطلع الشعب لتحقيق الاستقلال الثاني واستعادة دولته، منها: "شعب الجنوب يطالب بإعلان الدولة"، " يا عيدروس أعلنها دولة"، "الاستقلال حقنا والجنوب أولاً". كل شعار كان صرخة جماعية تعكس حجم التضحيات والصمود الشعبي، مؤكدًا أن الجنوب متحد في هدفه التاريخي، وأن إرادة شعبه أقوى من كل التحديات.
-زيارة الرئيس الزُبيدي تعزيز الدعم الشعبي
مساء الثلاثاء، زار الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي ساحة الاعتصام في خور مكسر، في رسالة حية عن تلاحم القيادة مع الجماهير. التفقد الميداني للمعتصمين، ومصافحتهم، والاستماع لمطالبهم، أكد أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة الصف والعمل المشترك لتحقيق الاستقلال الكامل.
زيارة الرئيس كانت رمزًا للثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، وتجسيدًا للثبات والعزم على مواصلة النضال حتى تحقيق الهدف التاريخي لاستعادة دولة الجنوب العربي.
-الاعتصام رمز القوة والوعي السياسي
لم يكن الاعتصام مجرد احتجاج شعبي، بل كان إعلانًا حقيقيًا عن رفض كل أشكال الاحتلال أو التدخل في شؤون الجنوب، وتجسيدًا لإرادة شعبية لا تلين. المشاركة الجماهيرية المكثفة تظهر مدى نضج المجتمع الجنوبي واستعداده لمواجهة التحديات السياسية والعسكرية، مؤكدة أن الجنوب يقف اليوم على أرضية سياسية أقوى ومستعد لاتخاذ خطوات عملية نحو الاستقلال الثاني.
-دلالات المرحلة الجديدة
يعكس الاعتصام وعي الجنوبيين بالمرحلة التاريخية الحرجة، ويؤكد أن الظروف الإقليمية والدولية أصبحت أكثر ملاءمة لدعم مشروع الدولة الجنوبية. كما يوضح أن وحدة الصف الشعبي والسياسي هي السلاح الأقوى لمواجهة أي محاولات لتقويض المشروع الوطني.
الاعتصام يمثل مرحلة استعداد الجنوب للانتقال إلى خطوات عملية نحو بناء كيان وطني مستقل وقوي، قادر على حماية أرضه وثرواته، وتوفير الحياة الكريمة لكل المواطنين.
-اللوحة الوطنية التضامن الشعبي والقيادة الموحدة
كل لحظة في الاعتصام جسدت تلاحم الجماهير مع قيادتها السياسية. الأطفال يرفعون أعلام الجنوب، والشباب يهتفون بالحرية والاستقلال، والنساء يشددن على ضرورة حماية الوطن وبناء الدولة، فيما يشارك المسؤولون المحليون والمنظمات المجتمعية في تنظيم الاعتصام وتسهيل تحرك المواطنين، ليصبح المشهد لوحة وطنية متكاملة تعكس مستوى الوعي والانضباط السياسي للشعب الجنوبي.
-الرسائل الموجهة للعالم والإقليم
الاعتصام أرسل رسائل واضحة لكل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، منها: الجنوب لن يتراجع عن حقه في الاستقلال الثاني مهما بلغت التحديات. والإرادة الشعبية موحدة خلف قيادتها الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وأي محاولة للالتفاف على إرادة الشعب ستواجه صفًا شعبيًا موحدًا لا يمكن تجاوزه.
-الجنوب يقود مستقبله بنفسه
اعتصام ساحة العروض لم يكن حدثًا عابرًا، بل فصل جديد من تاريخ الجنوب العربي، يثبت أن إرادة شعب الجنوب هي السلاح الأقوى في مواجهة كل المخاطر والتحديات. الانتصارات العسكرية، والدعم الشعبي، والتنظيم الميداني للحدث جميعها تشكل لوحة وطنية تعكس صلابة إرادة الجنوب وتصميم قيادته على استعادة الدولة.
الجنوب اليوم يقف على مرحلة تاريخية فارقة، يقودها شعبه ووحدته الوطنية، متكاتفًا مع قيادته لتحقيق حلم الاستقلال الثاني، وبناء وطن حر، مستقل، ومستقر. كل مشاركة، كل شعار، وكل لحظة من هذا الاعتصام، تعكس إصرار الجنوب على رسم مستقبله، وتحقيق حلم الحرية والكرامة الذي طال انتظاره.
ساحة العروض اليوم هي رمز الصمود والوحدة، وشعار الجنوب الحر المستقل، وإعلان أن المستقبل سيُبنى بإرادة شعبه وعزيمة قيادته، ولن يتراجع أحد عن حقه المشروع في الاستقلال الثاني لدولة الجنوب العربي.