الإثنين - 02 يونيو 2025 - الساعة 06:55 م بتوقيت عدن ،،،
4 مايو / فتاح المحرمي
نبيل حسن القعيطي، الشهيد البطل… شهيد الصورة والحقيقة. لم يكن مجرد مصوّر صحفي، بل كان جبهة إعلامية جنوبية قائمة بذاتها. نقل صورة الحق بعدسته من ميادين النضال السلمي، ثم من ميادين معارك الدفاع عن الوطن من الغزاة الجدد المعتدين على الجنوب.
شق الشهيد نبيل طريقه في مهنة المتاعب، بمفرده، وبجهوده الذاتية، حتى أصبح أنشط الصحفيين في الوسط المحلي، وبقصة كفاحه المتواصلة وصل إلى العالمية، حيث كانت صوره وتقاريره تُنشر في وكالات عالمية، وأبرز هذه الوسائل وكالة "فرانس برس" التي عمل معها، وتم تكريمه بإحدى الجوائز العالمية فيها.
ولأن رسالة نبيل والجبهة الإعلامية التي شكّلها كانت مصدر قلق لأعداء الحقيقة وأعداء الوطن، فقد اغتالته أيادي الغدر في 2 يونيو 2020، بالعاصمة عدن.
ورغم الرحيل المؤلم، فإن إرث الشهيد القعيطي لا يزال حيًّا فينا، وعند كل من عرفه، حيث يتجسّد في كل صورة التقطها، وكل لحظة وثّقها، وكل قضية دافع عنها. أما قصة كفاحه بجهوده الذاتية، فهي فصل من فصول البطولات التي لا يصنعها إلا الأبطال الشجعان.
وقد تجلّى في قصة كفاح الشهيد نبيل القعيطي جانب آخر من جوانب حياته، المفعمة بالإنسانية، وحب الخير، ومساعدة المعدَمين، ونقل معاناتهم، والمشاركة في أعمال الخير. كما عُرف بمساعدة الآخرين والنشطاء الصاعدين في مجال الإعلام والصحافة، وتقديم العون والسند والإرشاد لهم.
التذكير بمناقب الشهداء وبطولاتهم ليس كافيًا، فالأهم هو الوفاء لهم، ورعاية أسرهم، والدعاء لهم في ظهر الغيب.
رحم الله الشهيد نبيل القعيطي، وأسكنه فسيح جناته.