اخبار وتقارير

الإثنين - 17 ديسمبر 2018 - الساعة 12:55 ص بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / خاص

نعاني من مشكلة حقيقية في موضوع الأدوية ؛ نتيجة ارتفاع أسعارها رغم التعافي الملحوظ للريال اليمني مقابل العملات الصعبة في الأسابيع الأخيرة.. ومع انتشار الأوبئة والأمراض في وقت بدأت فيه أسعار المواد الغذائية بالانخفاض تدريجيا ما زالت أسعار الأدوية تؤرق كاهل المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وتمثل تحديا صعبا يشكوه المرضى خاصة في ظل غياب الرقابة.. (4مايو) استطلعت آراء عدد من المواطنين في التقرير التالي.. 


أسعار مرتفعة لأدوية معدومة

بداية جولتنا كانت مع الدكتورة (م . ن) التي تقول: "إن الفوضى منتشرة ؛ خصوصا في أسعار الأدوية بين الصيدليات ؛ هي مشكلة يعاني منها الجميع، يأتي ذلك مزامنة مع انعدام الأدوية واستمرار ارتفاع أسعارها وسط غياب تام لأجهزة الرقابة الصحية من الجهات المكلفة بذلك".


مؤكدة: "إن ارتفاع أسعار الأدوية لايزال متأثرا بالغلاء السابق في أسعار المستلزمات الأساسية التي تدخل في تركيب الدواء، والتي زادت قيمتها أضعافا بالنسبة للأدوية المحلية، وكذلك مضاعفة تكاليف أخرى مهمة كمستلزمات التعبئة والتغليف".



خسارة كبيرة 

وتضيف: "الأدوية المستوردة ؛ تتأثر أيضا بسعر الصرف، كونها لا تنفد من الصيدليات بسرعة مثل المواد الغذائية، لذا لابد من وجود فارق بين التكلفة الفعلية للمنتج والأسعار الحالية، وستتحسن بمرور الوقت". 


وتابعت بالقول: "بينما الأدوية الأخرى التي يكون الطلب مضاعفا عليها انتهت من الصيدليات ويعزف العديد عن شرائها ، مما أدى إلى أزمة في توفر بعض أصناف الأدوية".


وشرحت: "إذا خفض الصيادلة الأسعار وفق السعر الحالي للريال اليمني ، فهذا يعني خسارة كبيرة ، لذا من الضروري بقاء الأسعار ليتحقق نوع من التوازن مقابل الكم الكبير من الأدوية المستوردة التي لم تنتهي من الصيدليات بعد".



تأرجح سعر الصرف 

وأشارت أن "سبب انعدام الكثير من الأدوية ؛ يرجع لمشكلة الصرف كون البعض يرفض شرائها بسعر غالٍ لا يتناسب مع السعر الحالي للصرف، بالإضافة إلى اختفاء بعض الأدوية من الصيدليات ؛ نتيجة توقف العديد من الشركات المستوردة وضعف الإنتاج المحلي مقارنة بالسابق.. هذا بدوره انعكس على المواطنين بصورة سلبية أدى إلى افتقاد الكثير من المرضى لأدوية مهمة لعلاجهم، وإن وجدت تجدها بعد مشاق كبيرة خاصة أصحاب الأمراض المزمنة كأمراض الضغط والسكري والسرطانات المختلفة".


وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين: "ذهبت إلى كل الصيدليات في غالبية مديريات عدن كـ(خور مكسر، والشيخ عثمان، والمنصورة، وكريتر)، ولم أجد هذا الدواء المهم لعلاج زوجتي الحامل".


ويضيف مستغربًا : "وعند السؤال عن هذا النوع من العلاج غالبا ما يكون الرد من قبل الصيدلي (لم نأتِ بهذا الدواء ؛ نظرا لعدم ثبات سعر الصرف، سننتظر حتى تثبت الأسعار ونأتي به في الأسابيع القادمة)، هل يعقل أن ننتظر ونكون تحت رحمتهم، كونهم يبيعون بكل الأسعار الغالية ومع ذلك يختار الصيادلة ما يناسبهم من الأدوية؟!". 


كما عبر المواطن عن استيائه من الدكاترة الذين يصفون أدوية ليست متوفرة في السوق، كون هذا يشكل عبئا كبيرا على عاتقهم خاصة حين يكون نفادها من السوق هو أمر شائع بين كل الصيادلة.



إساءة للأنواع المحلية 

واتهم بعض الصيادلة وجود مستوردين يسيئون للأنواع الرخيصة المحلية من الأدوية عن طريق عدم فعاليتها، بهدف تسويق منتجاتهم الأغلى دون العبء بظروف المواطن الاقتصادية الصعبة.. مؤكدين "أن جميع الأدوية المصنعة محليا – رغم ندرتها – تأتي وفق المواصفات الدولية وتخضع للرقابة".



مبادرة طيبة 

في الوقت الذي يشتكي فيه الكثير جشع التجار ويطالبون بخفض أسعار الأدوية تداولت أنباء صحفية عن إعلان بعض شركات الأدوية بتخفيض أسعارها متمثلة بشركة المفضل (فارما)، ومجموعة (الجبل).


في حين طالب المواطنون بقية الشركات بتخفيض الأسعار، كونها لم تخفض حتى اللحظة، وضرورة الرقابة على الصيدليات، وأي مزاعم في التخفيض تبقى حبيسة بين التصاريح والبيانات وبعيدة كل البعد عن الواقع. 


وكانت قد صرحت مجموعة (الجبل) وكذا شركة (فارما) في بيان صحفي لها نشرته المواقع الصحفية: "أن التخفيض يأتي للوقوف دون التلاعب بأسعار الأدوية المستوردة من الخارج من قبل بائعي الجملة والتجزئة".


وركز البيان على قرار التخفيض في أسعار البيع، والذي من المتوقع أن يتبعه قرار آخر بتعويض تجار الجملة والصيدليات على فارق السعر لبضائعهم من سبتمبر الماضي حتى هذا الشهر. 


ولفت البيان "أن البيع بالأسعار المخفضة ؛ سيتم البدء فيه بالأيام القادمة". داعيا كل الشركات المستثمرة في مجال الأدوية إلى خفض أسعارها، وهو ما ينتظر تحقيقه في الأيام القادمة ليتبين حقيقة الأمر من عدمه".



تسعيرة للأدوية 

وكشفت جولة الصحيفة في مختلف الصيدليات ؛ عن وجود حالة من الاستغلال لغياب الرقابة أو التسعيرة الموحدة، حيث تجد كل صيدلية لها سعر خاص بها. في حين لا يلتزم البعض بالأسعار المرفقة في الأدوية بحجة زيادة أسعار الصرف، وأن الأسعار القديمة ما زالت لم تباع بعد.


ويناشد المواطن وزارة الصحة في عدن بضرورة وضع رقابة على أسعار الأدوية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، والقيام بتوحيد أسعار الأدوية حتى لا يسهل التلاعب بها، ويتم محاسبة كل من تسول له نفسه باستغلال أعباء المواطنين في تحقيق مكاسب شخصية.