اجتماع قيادي للمجلس الانتقالي يناقش الاجراءات اللازمة لمواجهة الازمة.. انفوجرافيك

الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تقف أمام مستجدات الأوضاع الاقتصادية والخدمية على الساحة الجنوبية..انفوجراف

انعقاد اللقاء التنسيقي الأول بين الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي وإعلام المقاومة الوطنية اليمنية..انفوجراف



اخبار وتقارير

الجمعة - 22 نوفمبر 2019 - الساعة 10:42 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / خاص


-مدير الثقافة: افتتاح القلعة سيساهم بشكل كبير بإعادة تنشيط السياحة الداخلية
-مصدر مسؤول بهيئة الآثار: أيادي العبث امتدت إلى القلعة والتوسع العمراني من أبرز المخاطر
-لعبت القلعة دورًا دفاعيًّا في حياة المدينة على مرّ العصور
-سُرقت عدد من المدافع الأثرية وبيعت كحديد خردة


استطلاع/ منير النقيب/ نوال سالم:

قلعة صيرة تحكي عن ماضٍ تليد بدأ سنة 1173 إبان حكم الأمير عثمان الزانغابيلي التكريتي، كما ذكرت إحدى الدراسات.
وقد بناها الأمير من أجل حماية دفاعية عسكرية بحتة، ومن أجل ذلك وقفت موقف المقاوم والمدافع عن مدينة عدن أمام العديد من الغزوات، منها التركي، والبرتغالي بالذات في عام 1517م وكان آخرها دفاع سكان عدن أمام الاستعمار الانجليزي والذي بدأ في 19 يناير 1839م.
من هنا مر الكابتن هينس، في الحملة الانجليزية على عدن، هكذا تحكي أمواج صيرة وهديرها، وتحكي أيضاً هذه الأمواج عن مقاومة باسلة أمام جحافل الاستعمار.
هناك ثلاث روايات لتسمية صيرة بهذه الاسم: فرواية تقول إن صيرة تعني باللغة العربية السمك الصغير، وأخرى تقول إن المستعمرين البرتغاليين كانوا يسمونها (سيرة) والتي كانت تعني لهم الجبل، ورواية ثالثة تقول بأن الهنود وبحكم العلاقات التجارية أطلقوا على عدن تسمية (سيرة سيت).. لكن حتى وإن تعددت الروايات تبقى قلعة صيرة شاهداً باقياً على فترات الاستعمار والذي جعل مدينة عدن ضمن أهدافه لوقوعها في الموقع الاستراتيجي المهم في شبه جزيرة العرب.
يكتمل مشهد القلعة والأمواج وقوارب الصيادين، يكتمل بشكل جميل ليرسم لوحة تبقى على مر التاريخ ذكرى وذاكرة، فصيرة هي المكان الأول والذي دخل منه الانجليز إلى مدينة عدن ومن قبل الانجليز كانت المطامع التركية والبرتغالية لا تنفك تبحث عن موطئ قدم لها في مدينة عدن.
وأعادت قلعة صيرة التاريخية بالعاصمة عدن فتح أبوابها أمام الزوار، بعد إغلاقها منذ الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي، على المدينة في العام 2015م.
وجرت مراسم إعادة افتتاح القلعة، قبل أسبوع بمشاركة مدير مكتب الثقافة بعدن أحمد حسين، ومدير عام مديرية صيرة خالد سيدو، وقائد وحدة الطوارئ بالحزام الأمني عواد النوبي، وممثلي المجلس الانتقالي بالمديرية محمود الجرادي وواثق البرو.
وأكد مدير مكتب الثقافة بعدن أحمد حسين في تصريح لـ" 4مايو" على أهمية إعادة افتتاح القلعة الأثرية، كونها من أهم المعالم الأثرية بعدن.
واوضح أن افتتاح القلعة سيساهم بشكل كبير بإعادة تنشيط السياحة الداخلية.
وقال حسين:" قلعة صيرة تفتح أبوابها للزوار كونها من اهم المعالم الاثرية السياحية بعدن ، وسيجد المتنفس اقبالا كبيرا من المواطنين نظرا لجمالية المكان واهميته تاريخيا".
خلال زيارة " 4 مايو" لقلعة صيرة ومشاهدة ما تحوية من جمال المكان الذي يرتفع على مدينة عدن وسواحلها الممتدة من ابين الى صيرة وملا مستنا عن كثب ماهية التاريخ العريق الذي يتحدث عن أهمية قلعة صيرة منذ مئات السنين.
ولا تزال قلعة صيرة شامخة بعلوها البديع تحكي قصص الزمان التليد الذي شهد اقوى الوقائع الحربية ابان الغزو البرتغالي والتركي والبريطاني.
زيارة المكان تكفي للإشارة على امتلاك عدن كنز تاريخي وسياحي عظيم ، الا انه على مدى عشرات السنين وقع هذا الكنز بين ايادي ومخالب الطغاة الفاسدين الذين لم يقدروا معنى وأهمية قلعة صيرة من حيث الجانب السياحي والتاريخي وما ستجنيه عدن في حال تم الاهتمام بها كمزار سياحي اثري.
خلال الزيارة دهشنا الى جانب جمال المكان بجمال قلوب ضباط وافراد الحماية الأمنية والتي يقودها المناضل عواد النوبي، افراد وضباط استقبلونا بترحاب معبرين عن سعادتهم بزوار القلعة من حيث إعطاء المتنفس أهمية جمالية بعد ان كانت مغيبة لعشرات السنين.
في احاديثنا مع افراد حماية القلعة اكدوا ان المكان يخلوا من اهتمام السلطات المحلية التي تتعمد تجاهل واهمال كل معالم عدن ومتنفساتها..
مشيرين الى ان القائد مختار النوبي قائد قوات الحزام بمديرية صيرة قدم الكثير من الدعم لصيانة قلعة صيرة من حيث رصف الطريق من اسفل جبل صيرة حتى بوابة القلعة بقمة الجبل إضافة الى صيانة الكهرباء وغيرها من الجوانب بينما دور الجهات الحكومية بالمديرية والمحافظة غائب بالكامل.
وافتتحت قلعة صيرة بعد خمس سنوات من اغلاقها لتعود قبلة للزوار مجددا من اصقاع الجنوب حيث تعد القلعة صرحا تأريخيا صامد ضد انواء الزمن.
تكوين القلعة وتسمياتها 
وتسميتها يقول الاستاذ جسار مكاوي مستشار قانوني بالهيئة العامة للآثار والمتاحف في حديثه لـ صحيفة " 4 مايو" :" تعتبر قلعة صيرة من أبرز قلاع وحصون مدينة عدن القديمة، وقد لعبت القلعة دورًا دفاعيًّا في حياة المدينة على مرّ العصور. وأطلق اسم صيرة على القلعة نسبة إلى جزيرة صيرة التي تحتوي هذه القلعة التّاريخيّة.
وتتكون قلعه صيرة من برجين كبيرين إسطوانيين تنحصر بينهما مداخل القلعة ، ويوجد في البرجين فتحات لرمي السهام تسمي ( المزاغل ) ، ويتم الصعود إلى مدخل القلعة بواسطة سلم يؤدي إلى بوابة مستطيلة خشبية تودي إلى باب خشبي خلفي يطل على الصالة المركزية الرئيسية والتي تتوزع منها طرقات ( ممرات جانبية ) توصل إلى غرف ( حجرات ) ذات مساحات مختلفة توجد بجدرانها فتحات لرمي السهام ، كما يوجد سلم ( درج ) أخر يوصل إلى الطابق العلوي للقلعة ، وتوجد بالممرات أقبية ذات شكل أسطواني ، كما توجد بأسقف الحجرات فتحات لدخول الضوء وتحسين التهوية - وبصورة خاصة - في الصالة المركزية ، كما يوجد في سطح القلعة - ( فوق الطابق الثاني ) - قواعد مستديرة الشكل من الحجارة الضخمة ، ويوجد على تلك القواعد قواعد حديدية بغرض تركيب المدافع ( استخدمت بداية فترات الأتراك والإنجليز ) ، ومنذ القدم اكتسبت قلعة صيرة أهمية لدى ولاة وحكام الدول المتعاقبة في السيطرة على عدن.
وأضاف " تسمى القلعة بقلعة صيره نسبة لجزيرة صيرة التي اختلف فيها الباحثين بسبب تسميتها وذلك في روايتين الاولى ان المستعمرين البرتغاليين اطلقوا عليها اسم سيرة والذي يعني جبل اما الرواية الثانية تقول ان الهنود وبسبب وجود العلاقات التجارية الجيدة اطلقوا عليها اسم صيرة سيت وفي ذلك اشارة إلى اسطورة رأس الجني روان الذي يسكن السلسلة الجبلية الممتدة من جبل التعكر والذي يسمى جبل حديد حاليا.
انتهاكات وعبث
جسار مكاوي مستشار قانوني في مكتب بالهيئة العامة للاثار والمتاحف " اكد في حديثة لـ" 4 مايو" امتدت ايادي العبث الى قلعة صيرة والتوسع العمراني ابرز العوامل المضرة للقلعة كونه يؤثر في قاعدتها ; كما شوهت جدرانها من الداخل عوامل التعرية وبفعل فاعل وكذلك انتشار الكتابات على جدرانها من قبل فئة لا تدرك القيمة التأريخية لها .
وقال مكاوي :" من المؤلم ان هناك من يتخذ من احجارها متكئ لمضغ قاته كما تحولت زواياها إلى مرحاض عمومي ولم يقف العبث عند هذا الحدود وانما سرقت عدد من المدافع الاثرية وبيعت كحديد خرده " .
ويتساءل مكاوي " لماذا لا تحاسب الجهة المسئولة المخربين وتشد المراقبة وتحاسب من يعبث بالقلعة التي تعتبر قبلة السياح ومكان مخصص لرؤية جمال المدينة من مكان عال ؟.


شاهد على عظمة وبسالة الانسان الجنوبي
من جانبه قال الاستاذ نيازي حسين نائب رئيس الدائرة القانونية في مديرية تبن في محافظة لحج :" تعتبر قلعة صيره رمزاً من رموز الهوية والتاريخ الجنوبي وأحد الشواهد الحاضرة على عظمة وبسالة الانسان الجنوبي في تصديه لكل محاولات الغزو التي مرت بها مدينة عدن والجنوب على مر التاريخ إذ أن تلك القلعة الشامخة الرابضة على جبل صيرة الاشم تمثل احد التحصينات العسكرية الهامه التي استخدمها ابناء الجنوب للدفاع عن حاضرتهم عدن ومينائها القديم".
واكد نيازي لا شك ان افتتاح قلعة صيرة التاريخية امام الزوار والسياح من ابناء الوطن أو من خارجه له أهمية بالغة في التعريف بمثل تلك المعالم الاثرية وما ترويه من مأثر بطولية للانسان الجنوبي وامام هذه الاهمية من الضرورة الاهتمام بتلك المعالم الاثرية والتاريخية وحمايتها ودوام صيانتها واعادة تأهيل وإصلاح ما يحتاج اصلاحه من تلك المرافق والمزارات والرموز الاثرية التاريخية لأنها تحكي التاريخ ابائنا واجدادنا المشرق والذي ينبغي ان ننقله لأجيالنا المستقبلية بمنتهى الامانة والاباء والشموخ.
بادرة أمل
وخلال تجوالنا في القلعة اخذنا اراء الزوار من المواطنين حيث شاركتنا انطباعاتها حول عودة قلعة صيرة الاخت زهرة علي ناشطة قالت: " لقد زرت قلعة صيرة عام 2014 م وافتتاحها حاليا بمثابة بادرة امل بعد اغلاقها خمس سنوات منذ 2015م بعد ان طغى الطابع العسكري في عدن على اغلب المنشئات المدنية والاثرية واصبحت في قائمة الممنوعات تحسبا للظروف الامنية ".
واضافت زهرة " عودة النشاط السياحي والاثري شيء يبعث على الامل بعودة الحياة وعودة السلام للمدينة ، صحيح لا تعود الامور كما كانت لكن هذه البداية تمنحنا بارقه امل ونحن نساند كل من يعمل على تحسين الوضع في عدن ".
مناظر خلابة
يقول المهندس صالح فضل الكلدي احد زوار القلعة " لقد جئنا إلى قلعة صيرة ووجدناها مفتوحة تستقبل الزوار الاجواء هناء رائعة والمناظر ووجدنا تحفة تاريخية بديعة بهندسة معمارية ساحرة".
وأضاف " هذا المعلم التاريخي والسياحي يحتاج إلى صيانة واهتمام من قبل القائمين عليه ومن قبل السلطات بالمديرية والمحافظة لكي يرتاح الزائر اكثر فلابد من توفير كافة الخدمات فالقلعة باتت قبلة للعديد من العائلات على الرغم من افتتاحها قريبا " .
وتابع قائلا " لقد زرت القلعة مرتين المرة الاولى قبل اغلاقها والثانية حاليا ووجدت خلال زيارتي الاخيرة الاهمال بقلعة صيرة خاصة في جوانب خدمية متعلقة بجذب الزائرين ،والقلعة ليست فقط منشأه ترفيهية بل عباره متحف اثري يحكي ابداع اجدادنا القدماء".


ضرورة الاهتمام
لمياء احدى زائرات قلعة صيرة قالت : " لابد من الاهتمام بالقلعة لابراز القيمة الجمالية لمكانتها وتاريخها فقد كانت قبل الحرب قبلة للزوار والسياح وكان حالها افضل اما الآن نشاهد طرقاتها مكسره .. ولابد من تشجيع السياحة من خلال تأهيل القلعة فالسياحة من المعالم والقطاعات المهمة، ويجب تشجيع قطاع السياحة واعطاء انطباع للعالم بأن عدن مدينة السياحة والاستثمار .
إصلاحات
بعد افتتاح القلعة حظيت ببعض الاصلاحات مثل شراء الكشافات للاضاءة والذي قام بتوفيرهم الاخ عواد النوبي على حسابه الخاص بعد سرقه الكشافات من الصهاريج الذي وفرها الاخ وديع امان من مكتب مركز تراث عدن كما اقيمت بعض اعمال النظافة للقلعة حيث يقول نبيل محمد صالح قائد الكتيبة الخامسة في اللواء خامس دعم واسناد المسئول عن أمن القلعة " توجد هنا أماكن مخصصة للقمامة حتى لا تتحول القلعة الى مكب للنفايات ونحتاج إلى المزيد من الكشافات للإضاءة وبعض الترميمات ورصف الطريق وازالة الاتربة والمخلفات من الطريق ".
وأضاف نبيل " نحن نعمل على تأمين القلعة من خلال الحفاظ على الامن وحماية الزوار من اي مضايقات قد يتعرضوا لها خاصة العائلات. ولاحظت اقبال الزوار بعد الافتتاح وهو يتزايد ".
من جانبه امجد فوزي احد حراسات القلعة اكد قائلا" أن القائد نبيل يكلفنا بمتابعة احتياجات القلعة لدى السلطة المحلية لتوفير من اضاءه والنظافة وكل مانرجوه هو راحة المواطن الزائر وكل من يأتي يمكنه الدخول الى هذا المعلم دون قطع اي تذاكر او دفع نقود فالقلعة ملكية عامة للجميع ولا نريد اضفاء اي ممارسات ربحية عليها وعلى السلطة المحلية ان تقوم بترميم القلعة ".
توافد الزوار
تستقبل القلعة عشرات العوائل يوميا منذ افتتاحها قبل أسبوع وتبدا الزيارات منذ ساعات الصباح الاولى وتنتهي عند غروب الشمس ويمنع على مرتاديها مضغ القات والتنبل في حرم القلعة.