اخبار وتقارير

الخميس - 02 مايو 2019 - الساعة 05:10 م بتوقيت عدن ،،،

4 مايو / استطلاع/ مدير التحرير:

  • الشعيبي: تأسيس الانتقالي أوصلنا لبر الأمان وأخرجنا من حالة الضياع والتشرذم

  • العرابي: نشد على يد الانتقالي بالمضي بروح المغامرة وبخطى واثقة لسد الثغرات المؤرقة في جسد الجنوب

  • الدباني: أضحى الانتقالي رقما صعبا لما يحمله من قضية مشروعة وقوة على الأرض وولاء  شعبي جنوبي منقطع النظير

  • المشرحي: الانتقالي يمتلك رؤية عميقة يتحرك من خلالها


استطلعت "4 مايو" آراء نخبة من الأكاديميين الجنوبيين عن الذكرى الثانية لـ"إعلان عدن التاريخي"، الناجز في 4 مايو / أيار 2017م. وبدأنا لقاءاتنا مع رئيس المركز العلمي الجنوبي د. يحيى شايف الشعيبي: "في هذه المناسبة الغالية أزف أجمل التهاني والتبريكات لقيادة المجلس الانتقالي برئاسة الأخ القايد عيدروس قاسم الزبيدي ولشعبنا الجنوبي العظيم وحلفائنا في التحالف العربي.. وقبل الإجابة لا يسعني إلا ٲن ٲحمد الله الذي منحني فرصة المشاركة المتواضعة في تأسيس المجلس الانتقالي تلك الفرصة التي سخرت فيها تجربتي المتواضعة طيلة ثمان سنوات في هذا المجال وبهذه الفرصة ينبغي ٲن ٲدلي بشهادتي للتاريخ من واقع التجربة، فمع نهاية تحرير الجنوب في العام 2015 أصبح من الضرورة التفكير بوعاء للدم والعرق والدموع الجنوبية وهو الآمر الذي ٲرقنا طوال ثمان سنوات بفعل عدم نضوج الظروف الموضوعية والذاتية حينها بعكس الظروف في العام 2017 م ولاسيما بعد وجود الحليف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فكان من الضروري ميلاد حامل سياسي للثورة الجنوبية الآمر الذي جعل المحتل اليمني يكثف من جهوده لإفشال قيام الحامل كما عمل طيلة ثمان سنوات قبل العاصفة وعندما صدم بالإصرار الجنوبي حرك خلاياه النائمة لضرب الراس القيادي الثوري المقاوم بالتفجيرات الإرهابية ابتداء بالقايد جعفر محمد سعد قايد جبهة تحرير عدن ومحافظها ثم استهداف القائدين عيدروس قاسم الزبيدي محافظ محافظة عدن وشلال علي شايع قائد آمن عدن ورفاقهما، إذ راح ضحيتها الكثير من أبطال المقاومة الجنوبية إلا أن ذلك لم يثنِ القيادة من التصميم على قيام كيان جنوبي شامل شكلت له عدة لجان تنسيقية وفنية وسياسية وكان لنا شرف المشاركة باللجان الثلاث: الأولى كانت قبل 27 / إبريل 2017 بعدة أشهر والثانية على مقربة منه وقد انبثقت من الأولى مع تطعيمها ببعض العقول الجنوبية المجربة وكان الاتفاق أن يتم الإعلان عن هذا الكيان الجنوبي في ذكرى فك الارتباط 21/ 5/2017 فعندما شعر المحتل اليمني بذلك استعجل بقرار إبعاد المحافظ عيدروس عن قيادة المحافظة إلا أن ذلك أدى إلى التعجيل بالإعلان عن قيام الانتقالي فالتفت الجماهير بمليونية ضخمة حول الٲخ القايد عيدروس قاسم الزبيدي  في 4/ مايو  وفوضته لتشكيل قيادة لحامل سياسي يتبنى روية وٲدبيات المجلس وهو ما تم في المليونيات الٲخرى تباعا".


وأضاف لـ"4 مايو": "وتبنت اللجنة السياسية عملية إنضاج ٲدبيات المجلس قبل إقرارها من قبل هيئة الرئاسة والجمعية الوطنية التي تم تشكيلها لاحقا بقيادة الأخ القايد أحمد بن بريك والعمل على تحديد البنود العامة للأمانة العامة التي تم التعامل معها من قبل الأخ القايد الآمين العام أحمد الاملس بعد إقرارها من قبل هيئة الرئاسة والجمعية الوطنية".


وتابع: "آما أهمية تأسيس المجلس فٲكبر من ٲن توصف كونها ٲوصلتنا إلى بر الٲمان وٲخرجتنا من حالة الضياع والتشرذم وٲنقذتنا من جريمة العبث بالمكونات من قبل المحتل اليمني عن طريق التفريغ والتفكيك والاستنساخ وحافظة على شرعية وتنظيم المقاومة الجنوبية وغيرها.. ٲما المتغيرات فكثيرة ٲبرزها تٲسيس فروعه في المحافظات والمديريات وفتح مكاتب له في العديد من دول العالم في الخارج وكذلك تسهيل مهمة دول التحالف والمنظمات الدولية والدول الكبرى في كيفية التعامل الرسمي مع إطار سياسي له قياده مفوضه من قبل الشعب وقوة مسيطرة على الٲرض ويلتف حوله السواد الاعظم من الشعب الجنوبي".


واستطرد: "نجاح الانتقالي في قيادة الفعل الثوري وتنظيمه ميدانيا والعمل السياسي وتفعيله داخليا وخارجيا تأسيسه لبرلمان جنوبي وتشكيله للٲمانة العامة، ودخوله في الشراكة الدولية ضد الإرهاب وتحقيق انتصارات متميزة بهذا الجانب عجز عن تحقيقها الاحتلال اليمني في اليمن والجنوب، الحفاظ على النصر الجنوبي ومشاركة دول التحالف في دحر وتصفية المشروع الشيعي الإيراني والإخواني التركي، فضح الفساد وتحييده كخطوة ٲولى لاجتثاثه نهائيا، الدفاع عن حدود الجنوب من عودة الاحتلال اليمني، النضال المستمر لتحرير ما تبقى من الٲراضي الجنوبية المحتلة، تبني عملية حوار مفتوحة مع كل القوى الجنوبية وهذه نقطة مهمة جدا  تمثيل الجنوب في عمليات التفاوض في الداخل والخارج والعمل على التوصل مع القوى المؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية على تشكيل فريق تفاوض موحد".


وقال: "تفوق الانتقالي على غيره ٲولا لٲنه انبثق من صلب الجماهير الثائرة وثانيا بالتفاف الجماهير حوله وثالثا في سيطرته على الٲرض سلميا وعسكريا إذ حقق هذا التفوق بالعمل المؤسسي المنظم والقيادة الموحدة والقناعة في التضحية وفي دعم وإسناد التحالف ولاسيما في محاربة الإرهاب ودحر الاحتلال الحوثي".


وأضاف: "إن المرحلة التي يمر فيها جنوبنا الغالية غاية في الحساسية والتعقيد وتتطلب انتهاج السياسة المرنة ولاسيما في اللحظات الصعبة أقصد السياسة التي تحقق ثلاثة أهداف بوقت واحد، الٲول جذب التحالف الحليف وتطمينه والثاني تفعيل الشارع الجنوبي وتنويره والثالث إحراج المحتل اليمني وتقييده ولإنتاج سياسة تحقق الثلاثة الٲهداف يتطلب من القيادة الجنوبية للانتقالي اتباع السياسة المرنة حتى تتمكن من الإبداع في إنتاج سياسة مثيرة ومؤثرة ومفيدة، وٲخطر ما قام به الاحتلال اليمني في عام 1994م عزل الجنوبيين عن بعضهم ومحيطهم العربي والدولي بثلاثة قيود، القيد الٲول عمله في الجنوب حين ٲوهم جنوبيي السلطة إن عودة دولة الجنوب يعني عودة ٲحداث 1986 م والٲفضل لهم الوحدة فكسر شعب الجنوب هذا القيد بالتصالح والتسامح وقيام الثورة الجنوبية في 7/7/2007 م التي انتصرت حتى لجنوبيي السلطة وٲنقذتهم من ملاحقة الاحتلال لهم إلى عدن، ٲما القيد الثاني فعمله في المحيط العربي ومفاده ٲن عودة الدولة الجنوبية يعني عودة النظام النافر المتطرف بجوار الكعبة فكسر شعب الجنوب هذا القيد بالمشاركة العسكرية في العاصفة والانتصار للعرب حين خذلهم المحتل اليمني، والقيد الثالث عمله الاحتلال اليمني في المحيط الدولي ومفاده إن عودة الدولة الجنوبية يعني عودة الإرهاب في باب المندب والٲفضل بقاء الوحدة اليمنية فكسرته قيادة الانتقالي برئاسة القايد عيدروس الزبيدي في مشاركة الدول الكبري في اجتثاث الإرهاب من الجنوب وهذا المنجز يحسب للانتقالي دون غيره في المنطقة وعلى ٱثرها وُجِهَت الدعوات الرسمية من قبل بريطانيا وموسكو وقريبا ٲميركا وفرنسا ثم الصين للانتقالي كاعتراف بقدراته ومصداقيته في محاربة الإرهاب الذي صنعه نظام ما يسمى بالوحدة الإرهابية اليمنية".


المضي بروح المغامرة

من جانبه، قال الأمين العام لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب بدر العرابي: "نجدها فرصة مناسبة لنرفع التهاني والتبريكات  للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي ، خاصة، ولشعبنا الجنوبي الأبي عامة، بمناسبة قدوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي من على ساحة المعلا التي احتضنت جماهير الجنوب المتطلعة للحرية والاستقلال، بعد جسَّد الجنوبيون ملحمة النصر في حربهم مع المحتل والمليشيات الشمالية، وطرد جحافل الغزاة، ونجدها فرصة مناسبة لنرفع للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء /عيدروس الزُبيدي، خاصة، ولشعبنا الجنوبي الأبي، بمناسبة قدوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي من على ساحة المعلا التي احتضنت جماهير الجنوب المتطلعة للحرية والاستقلال، بعدما جسد الجنوبيون ملحمة النصر في حربهم مع المحتل والمليشيات الشمالية، وطرد جحافل الغزاة القديمة والحديثة؛ ليعلن للإقليم والعرب والمجتمع الدولي أن الشعب الجنوبي قد أجمع قاطبة في مليونياته الاحتجاجية المطالبة باستعادة دولته وحل الوحدة؛ مفوضاً اللواء عيدروس الزْبيدي ورفاقه في المجلس الانتقالي، وعلى مرأى من العالم كافة، التفاوض من أجل استعادة الدولة وحل الوحدة اليمنية.. ومن هنا اكتسب المجلس الانتقالي شرعيته بشكل مباشر ومسموع ومرأى في خيار شعبي واحد وهتاف شعبي واحد".


وأضاف لـ"4 مايو": "كان هذا التفويض رافداً ودافعاً للانتقالي ومسئولية أخلاقية أمام شعبه؛ مما جعل قياداته تستشعر بهذه المسئولية وهذا التكليف الشعبي، ومن ثم فما يقوم به الانتقالي من إجراءات وإنجازات، لم يكن من باب الترف؛ بقدر ما هو تنفيذاً وامتثالاً لرغبة الشعب الجنوبي، أو لنقل ثلثي الشعب الجنوبي، رغم إجحافنا في ذلك".


وتابع: "أول خطوة خطاها الانتقالي، كانت تدل على عمق استشعار قياداته بالمهمة الوطنية التي ألقاها الشعب الجنوبي على عاتقه؛ وهي استيعاب معظم القوى السياسية دون مواربة أو تخوين أو إبعاد؛ ولعل التغيير المفاجئ في الخطاب السياسي الجنوبي للانتقالي في دعوته للقوى الجنوبية كافة بالتصالح والمشاركة في رسم مستقبل الجنوب الجديد، لعله لم يكن إلا معبراً عن استشعار الانتقالي بجسامة المهمة والتفويض الشعبي، الذي إن أخلَّ الانتقالي بها، سيكون عرضة للمحاسبة والسخط".


واستطرد: "استطاع الانتقالي ونظراً لاستشعاره بجسامة المهمة، أن يمضي بخطى حذرة وحريصة، منفتحاً على القوى والفعاليات السياسية والعسكرية الجنوبية؛ وظهر بمصداقية استطاع من خلالها استقطاب القوى السياسية الجنوبية واستيعابها، ولما تحقق جزءًا غير هين من ذلك والتفت معظم القوى الجنوبية حول الانتقالي، وإن تبقت بعض القوى لكنها قلة، ولكنها لا تناصب الانتقالي العداء، بقدر ما تختلف معه في بعض الآليات وإن حجبتْ ذلك الاتفاق وفضلّت الصمت. وتلك نقلة نوعية وجمعية في التاريخ السياسي الجنوبي، الذي يحوي حقائق الصراع الجنوبي منذ ما بعد نوفمبر ٦٧ حتى ما قبل يوليو 2019م".


وقال: "أهم إنجاز حققه الانتقالي، وهو ما يثير فخرنا كأكاديميين ومثقفين ذلك الحضور الإقليمي والعربي والدولي الذي، لم نحلم فيما يقبل أن يتحقق؛ فتح مكاتب وهيئات جنوبية ممثلة لقضية الجنوب وبشكل من الشرعية الدولية، في معظم الدول الغربية، واختراقه الأروقة الدولية ذات الحجم السياسي الثقيل ونسجه لعلاقات وتفاهمات دولية مع الكيانات السياسية الممثلة للأنظمة السياسية الأوربية في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا...إلخ وما يزال الانتقالي يدفع باستعادة اللحمة الجنوبية، ويمد يده لمن تبقى من القوى الجنوبية في إطار ما يسمى بالشرعية".


وأضاف "نشد على يد الانتقالي بأن يمضي بروح المغامرة نفسها وبالخطى الواثقة نفسها، قدماً لسد كثير من الثغرات المؤرقة في الجسد الجنوبي ويلملم ما تبقى من جراحات ما تزال تندح في الجسد الجنوبي، ونحن على ثقة بلا حدود وبإذن الله، بأن الانتقالي سينجح بقوة، إن لم يكن قد نجح فعلياً".


رقم صعب

بدوره، قال الناطق الرسمي للهيئة الأكاديمية الجنوبية، ورئيس الدائرة الثقافية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب د.عبده يحيى الدباني: "نهنئ شعبنا في الجنوب بمناسبة الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي وقيام المجلس الانتقالي الجنوبي  التي تصادف هذا العام حلول شهر رمضان المبارك،  فتهانينا بهاتين المناسبتين الدينية والوطنية إلى شعبنا الصابر المجاهد، وفيما يخص النجاحات التي حققها من الناحية الأكاديمية، ففي حقيقة الأمر المجلس الانتقالي ليس لديه لا جامعات ولا كليات وهو حتى الآن لم يُدِر الجامعات في الجنوب ولا وزارة التعليم العالي وكل ذلك بيد الشرعية. وقد دعونا منذ البداية إلى ضرورة وجود منسقية في الجامعة تتبع المجلس الانتقالي باعتبار كل جامعة جنوبية بمثابة محافظة أو مديرية ولكن ذلك لم يحصل حتى الآن. ومع هذا فالجامعات الجنوبية تزخر بأنصار القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي سواء أكانوا هيئة تعليمية أم موظفين أم طلابا ولا شك أن هناك لجانا ودوائر في إطار الجمعية الوطنية والأمانة العامة للمجلس الانتقالي تهتم بالجوانب الأكاديمية ومؤسساتها ويبدو أن نشاطها حتى الآن في إطار هاتين المؤسستين مثل إعداد الخطط ورفع التقارير وليس لدي تفاصيل عن هذا النشاط وبالإمكان توجيه هذا السؤال إلى رئيس لجنة التعليم العالي في الجمعية الوطنية أو إلى أحد أعضاء اللجنة. ولكننا كنشطاء أكاديميين جنوبيين من داخل المجلس وخارجه ننشط في إطار الهيئة الأكاديمية الجنوبية التي تأسست في ٢٠٠٧م وهي من ضمن المكونات المؤيدة للمجلس الانتقالي ولدينا كنشطاء مشاريع مدنية تخدم القضية سنعلن عنها في وقتها بمباركة الانتقالي إن شاء الله".


وأضاف لـ"4 مايو": "أرى في تحركات الانتقالي تقدما في هذا الجانب من ناحية مؤسسية وتنظيمية وما نراه من تعاطٍ خارجي مع القضية الجنوبية ظل محجوبا سنوات مع تقديرنا وإكبارنا لما قام به الرئيس علي سالم البيض من تحرك دبلوماسي قبل تأسيس المجلس الانتقالي ليأتي نشاط الانتقالي الدبلوماسي امتدادا وتطويرا لذلك النشاط الذي بداه الرئيس البيض عافاه الله. إن زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي إلى بريطانيا وروسيا واللقاء ببعض السفراء يثلج الصدر ويطمئن البال داعين إلى تكثيف النشاط السياسي الدبلوماسي المهني الناجح".


وتابع: "المجلس الانتقالي أضحى رقما صعبا في المشهد السياسي الراهن لما يحمله من قضية مشروعة وبما لديه من قوة على الأرض وولاء شعبي جنوبي منقطع النظير وبما يحظى من دعم إقليمي ودولي من هذه الدولة أو تلك. والمعركة مع الخصوم لا تزال مستمرة لأنهم كثر ومتربصون ويمتلكون إمكانات هائلة ولكن النصر حليفنا بإذن الله بقيادة المجلس الانتقالي. فكلما حقق المجلس الانتقالي انتصارا زاد تكالب الأعداء عليه وعلى قضية الجنوب وشعبه وهذا يدل على أنه يسير في الاتجاه الصحيح بعون الله تعالى".


واستطرد: "هنالك مرونة وحلم وصبر تتمتع بها قيادة المجلس الانتقالي وقد كنا قبل تأسيس المجلس من غير قيادة موحدة ورشيدة وكان الرئيس البيض بالخارج يرجع الأمر للمكونات بالداخل بحكم وضعه ووضع المرحلة السابقة وكانت الجماهير حين ذاك تقود القضية الجنوبية نفسها وكانت القيادات السياسية تمضي وراء الصوت الشعبي الحماسي  العالي  إرضاءً للجماهير، أما الآن بوجود المجلس الانتقالي الجنوبي  فهو حقا  يمثل طموحات الشعب ويسعى إلى تحقيقها ولكن بعقل وهدوء وصبر بعيدا عن العواطف الجياشة أو مجاراة الحماس الشعبي رغم أهميته الثورية".


واختتم حديثه بالقول: "يجب علينا العمل السياسي والثوري الدؤوب في سبيل السيطرة على الأرض سيطرة حقيقية وإدارة الجنوب على طريق استقلاله وكذا الاستعداد التام للمعركة الفاصلة التي يحضر لها أعداء الجنوب من القوى الشمالية ومن ارتبط بها من الجنوبيين أصحاب المصالح، كما نذكر المجلس بضرورة فتح قنوات فضائية جنوبية لمواجهة الحرب الإعلامية التي يشنها العدو ووسائله الإعلامية المختلفة وكذا ضرورة قيام المجلس العسكري الجنوبي كمؤسسة عسكرية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي في ولائها الوطني والسياسي والعسكري".


عمق الرؤية

أما الأستاذ المساعد في الأدب والنقد كلية التربية الضالع جامعة عدن د. إياد أحمد علي المشرحي فقال: ": إن المجلس الانتقالي قد ضم في صفوف هيئته الرأسية عددا من الكوادر الأكاديمية المؤهلة، فضلا عن عدد كبير من الأكاديميين في الجمعية العمومية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الرؤيا التي يتحرك في ضوئها المجلس الانتقالي..  وقس على ذلك في منظمات المجتمع المدني المنطوية تحت تكتل المجلس الانتقالي كاتحاد الأدباء والنقابات العمالية، وغيرها من المؤسسات".


وأضاف لـ"4 مايو": "لقد مثلت التحركات الخارجية للمجلس الانتقالي صفعة قوية لكل القوى التي لم تكن ترى من أن المجلس الانتقالي ليس إلا مجرد فقاعة صوتية، لكن التنقلات الخارجية أثبتت لكل هذه القوى المأزومة، ولكل القوى الخارجية بأن المجلس الانتقالي هو المكون المخول بالتفاوض عن الجنوب بوصفه يمثل القوة الحاضرة على الأرض والمسيطر الفعلي على كل مجريات العمل المؤسسي. الأمر الذي جعل من تحركاته في الخارج تمثل نقلة نوعية لتعريف بمفهوم قضية شعب الجنوب والتعريف بها في جميع المحافل الخارجية، فضلا عن الدعوات التي وجهت لرئيس المجلس الانتقالي يمثل اعترافا يضاف إلى منجزات ما حققه المجلس الانتقالي كون هذه الدول لا تعترف إلا بمفهوم القوة المسيطرة على الأرض وهذا بدوره يعزز المجلس ومكانته الفعلية التي يسيطر فيها على المحافظات الجنوبية".


وتابع: "بالنسبة للانتقالي كندٍ قوي، فالمجلس الانتقالي جاء من الميدان وأخذ تفويضه من الشعب في مليونية جماهيرية، واستطاع بتحركاته أن يثبت نديته لغيره من المكونات الأخرى وقد أثبت ذلك من خلال عدد من الأمور لعل أبرزها (تشكيل قوة عسكرية تؤمن بحق التحرير والاستقلال وأصبحت هذه القوة تتحرك في كل مكان وصولا إلى العمق الشمالي في الحديدة، تخريج دفع مؤهله على الأرض، وافتتاح إذاعة عدن، ومؤتمر حضرموت الذي عقد في المكلا، وجولاته على المستوى الخارجي بريطانيا ،وروسيا، ولقائه بالسفراء، رفضه القطعي القبول بعقد مجلس النواب في عدن)".


واستطرد: "من المعروف أن الانتقالي يقف من كل الأطراف في الساحة الجنوبية على مسافة واحدة، وقد دعا رئيس المجلس الانتقالي في أكثر من لقاء له على دعوة كل ما هو جنوبي إلى الجلوس والتحاور، وإن الجنوب يتسع لكل الجنوبيين ولا يمكن أن يلغي أي جنوبي من جنوبيته، وعليه فإن المجلس الانتقالي في تشكيله قد جمع كل الأحزاب والمكونات ولم يستثنِ أحدا، ومازال يمارس خطابه العقلاني مع الآخر، ويدعو إلى عدم التصادم مع كل ما هو جنوبي، وعدم الانجرار إلى منزلقات تسعى من خلالها القوى المتربصة إلى زرع الصدامات بين كل ما هو جنوبي، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على ما يتمتع به المجلس الانتقالي من مرونة وذلك انطلاقا من إيمانه الراسخ بحق الحوار مع الآخر وتقريب وجهات النظر وسد باب الذرائع على كل من تسول له نفسه المساس بحق شعب الجنوب في التحرر".


واختتم حديثه بالقول: "المجلس الانتقالي يسير بخطوات ثابتة نحو الأمام، ولا مجال للعودة والنظر إلى الخلف، ومن مطلق إيماننا بقضيتنا فإننا نفتح أيدينا لكل ما هو جنوبي للتحاور معنا مادام يؤمن بحق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، في الوقت الذي نرفض فيه كل من يحاول تسويق حلول منتقصة تحت مسمى الأقاليم أو غيرها وذلك بغرض العودة بنا إلى باب اليمن.. نحن في المجلس الانتقالي حددنا الهدف وطريقنا واضح المعالم فمن كان معنا في هذا الطريق قلنا له أهلا ومن رأى دون ذلك فلا حوار معه".